منارة الإسلام

الصحابية الشفاء بنت عبد الله العدوية القرشية.. صحابيات في الإسلام

تولت المرأة المسلمة مناصب هامة ومؤثرة، كانت قديما مقتصرة على الرجال في العصر الجاهلي؛ لكن في العصر الإسلامي أثبتت براعة وتفوقا فيها، ومن هذه الأمثلة إختارت لكم بوابة القاهرة زهرة من بستان، وهي ليلى بنت عبد الله العدوية، والمشهورة في الإسلام بإسم الصحابية الشفاء بنت عبد الله العدوية القرشية.

الصحابية الشفاء بنت عبد الله

واحدة من صحابيات في الإسلام برعت في الكتابة والطب والرقية في الجزيرة العربية، عشقت الكتابة، ثم صارت تعلمها للنساء  وذلك في عصر صدر الإسلام.

كانت ذات حسب ونسب ومال وجمال، لكنها لم تفخر يومًا بكل هذا. فكانت غير بنات عصرها مثل بنات قريش، إهتمامها في المقام الأول بالعلم والطب.

الشفاء بنت عبد الله من أوائل النساء اللائي دخلن الإسلام من قبل الهجرة، وتحملت مثلما تحمله المسلمون من إيذاء المشركين.

لم تخف إسلامها، ولم تقل يومًا أنا ذات حسب ونسب ومال أتمتع بحياتي. لكن بالعكس لقد ملأ الاسلام قلبها وعقلها، فأختارت بصبر وإيمان وتحمل؛ حتى أذن الله لها بالهجرة فهاجرت مع سائر المسلمين.

إن اكثر ما أشتهرت به الشفاء، هو الطب والرقية قبل الاسلام، وخاصة علاج الأمراض الجلدية. والسر في تسميتها بالشفاء هو علاجها لمرض النملة.

إقرأ أيضا| الصحابية أسماء بنت عميس

رقية النملة

ظهر مرض النملة قبل الاسلام، وهو عبارة عن نوع من التقرحات تصيب الجلد، يشبه لدغة النمل، وكانت الشفاء معروفة أنها تعالج هذا المرض قبل الإسلام برقية معينة.

فلما أسلمت الشفاء، جاء إليها رجل من الأنصار أصيب بهذا المرض، فرفضت علاجه إلا بعد أن تستشير الرسول صل الله عليه وسلم.

فذهبت للنبي وأخبرته أنها كانت ترقي برقية معينة لعلاج الناس من هذا المرض في الجاهلية. فقال أعرضيها علي؛ فقاالت كنت أقول: “باسم الله صلوب صلب خير يعود من أفواهها ولا يضر أحدا، اكشف الباس رب الناس“.

وكنت يا رسول الله أقول هذه الرقية، على عود كركم سبع مرات، ثم أدلكه علي حجر بخل مصفي، ثم أضعه على مكان النملة؛ فسمح لها النبي بذلك، بل أمرها أن تعلمها لحفصة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.

أول معلمة في الإسلام

الشفاء بنت عبد الله كما كانت بارعة في الطب، كانت ايضا تعلم النساء القراءة والكتابة. فكانت أول معلمة في الإسلام، كما برعت ف علاج جرحي الغزوات والمعارك؛ فكانوا يذهبون لبيتها لتلقي العلاج.

كانت راجحة العقل، ورزينة في التصرف في الأمور، وكان النبي يبرها ويحترم علمها. وأسكنها دار كبيرة في المدينة تعيش فيها مع ابنائها.

ليس هذا فقط بل إن سيدنا عمر بن الخطاب كان يحترمها ويقدرها. سيدنا عمر الذي كان شديد الغيرة وطبعه شديد كان بيقدم رأي الشفاء وهي إمرأة على الرجال.

فقد قيل في بعض الكتب أنه قد ولاها أمر السوق في المدينة، وهذه مسئولية كبيرة تعادل مكانة وزير التجارة حاليا. فكانت تعقد الصفقات وتشرف عليها، وتعاقب الغشاشين وتضع نظام للبيع والشراء.

الشفاء بنت عبد الله الصحابية الطبييبة المستنيرة، التي عالجت مرض من الأمراض النادرة. فلم تدخل كلية الطب ولا معامل ولا أبحاث. بل تعلمت بالطب الإلهي، بذكاءها في إستخدام أبسط الأعشاب لعلاج الأمراض.

إن الشفاء بنت عبد الله أتخذت مكانة لم يحظى بها الرجال، في زمن أدعى فيه الكثيرون أنه لامكانة للنساء في الإسلام.

كان الصحابة يذهبوا إلى بيتها للتداوي من الأمراض الجلدية طب وعلاج. هذا العلم لم ينكره أو يستحي منه النبي، أو الصحابة.

رحم الله الشفاء وجعل كل ما قدمته للمسلمين زخرًا لها إلى يوم الدين. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه| شيماء كمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى