أحداث وأخبار

في حوار خاص: رئيس مركز أبوظبي للغة العربية يكشف أسرار ثورة اللغة والتقنية

في عالم تتشابك فيه الثقافات وتتسارع فيه التقنيات، يبرز مركز أبوظبي للغة العربية كحارس للهوية، وجسر للمعرفة، ومساهم فاعل في تشكيل المشهد الثقافي العربي.

وفي حوار خاص لـ موقع بوابة القاهرة، مع الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يقف خلف إنجازاتٍ غير مسبوقة في الترجمة، النشر، والابتكار الرقمي. ومن مشروع ‘كلمة’ الرائد إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية، كيف يرى مستقبل الثقافة العربية في عصر التكنولوجيا، والدور الذي يلعبه المركز في تعزيز مكانة اللغة العربية عالميًا، لنكتشف معًا الرؤى والأسرار وراء هذه المسيرة الملهمة، وإليكم نص الحوار.

ما هي رؤية مركز أبوظبي للغة العربية في تعزيز الهوية الثقافية العربية؟

ننطلق في مركز أبوظبي للغة العربية، من نهج متكامل، يتماشى مع الرؤية الإستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة والعاصمة أبوظبي في تعزيز مكانة اللغة العربية، ونشر التراث الثقافي والحفاظ عليه والسعي لاستدامته.

يبذل المركز في هذا الصدد جهوداً كبيرة لنشر وتطوير مجالات اللغة العربية الثقافية والإبداعية، تعزيزاً لمكانتها الأصيلة بين أبناء المجتمع، وتشجيعاً لاستخدامها بين الناطقين بها، والناطقين بغيرها.

كما يتبنّى المشاريع الثقافية، ويطلق المبادرات النوعية والحملات المجتمعية مثل “حملة القراءة المستدامة”، التي من شأنها تشجيع الأجيال الجديدة على تناقل إرث تاريخهم الحضاري وهويتهم الثقافية.

بالإضافة إلى ذلك تترجم إستراتيجية المركز؛ توجهات دولة الإمارات في تعزيز قيم التسامح والسلام بين الشعوب، من خلال الفعاليات النوعية التي ينظمها، وفي مقدمتها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، ومهرجانا العين والظفرة للكتاب، لما توفره من أرضية مشتركة للتفاهم والحوار، وتقريب وجهات النظر بين مختلف الثقافات والمجتمعات إقليمياً ودولياً، تحقيقاً لجملة من الأهداف الحضارية والقيم الإنسانية، كالتسامح والاحترام ومدّ جسور الحوار بين الشعوب.

كيف تساهم فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في خلق حوار ثقافي بين الأجيال؟

يقام معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. ويُنظمه مركز أبوظبي للغة العربية، في مركز أدنيك أبوظبي، في الفترة من 26 أبريل إلى 5 مايو 2025، وترفع هذه الدورة (34) شعار “مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع”.

تعكس فعاليات المعرض اهتمامه بتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، عبر مسارين: الأول التعريف بالثقافة العربية في تجلياتها الفكرية والعلمية والفنية الإبداعية، والثاني التعرّف إلى ثقافات دول العالم، ولتحقيق تلك الأهداف نستضيف سنوياً نخبة من المفكرين والمبدعين والباحثين والأدباء من مختلف دول العالم، لمشاركة الجمهور تجاربهم ونجاحاتهم.

وتتعدّد المواضيع في دورة هذا العام لتشمل: المجتمع، والاستدامة، والفانتازيا، والذكاء الاصطناعي والابتكار. وبالمثل تتعدد البرامج، فهناك البرنامج الثقافي (أستلهم)، والبرنامج المهني (أتطور)، وبرنامج الفنون (أبدع)، وبرنامج الأطفال والناشئة (أتعلم)، وبرنامج العارضين والشركاء (أستكشف)، وتنبثق عن كل برنامج باقة من الفعاليات، نسعى من خلالها لفتح المجال أمام جميع أفراد المجتمع للاستفادة، وإثراء المناخ الثقافي المحلي والعربي بمقومات جديدة ونوعية.

كما يحتفي المعرض بالعالِم الموسوعي ابن سينا “الشخصية المحورية” لهذا العام، بالتزامن مع مرور ألف عام على صدور كتابه “القانون في الطب”.

كما اختار المعرض كتاب “ألف ليلة وليلة” كتاب العالم بوصفه الكتاب الأكثر سحرا في الشرق والغرب، وتحلّ الثقافة الكاريبية ضيف شرف على المعرض، للتعريف بها وبأصالتها وتمهيد الطريق لبناء شراكات ثقافية، وتعزيز الاستثمار في الصناعات الإبداعية، بالاستفادة من تنوع المكونات الثقافية والأدبية لتلك الدول.

ما هي الرسائل الرئيسة للمعرض؟ وما الجديد الذي ستحمله دورته لهذا العام؟

تأتي دورة هذا العام من المعرض، بالتزامن مع إعلان عام  2025 ليكون “عام المجتمع”. كما أنها تواكب توجهات دولة الإمارات نحو ترسيخ قيم الاستدامة. وتتقاطع هاتان القيمتان الحيويتان: المجتمع والاستدامة، مع الأهداف التي يعمل من أجل تحقيقها معرض أبوظبي الدولي للكتاب في ضوء استراتيجية مركز أبوظبي للغة العربية الرامية إلى النهوض باللغة العربية.

بالإضافة إلى دعم الإنتاج الثقافي العربي، وتوسيع الشراكات العالمية في مجالات النشر والترجمة والتأليف، ودعم الصناعات الإبداعية بمحتوى عربي منضبط يحقق حضورها ومكانتها المستحقة لغةَ حضارة وعلم وثقافة، وجسراً للتواصل مع الثقافات حول العالم ومحطة للاحتفاء بالإبداع.

يقدم المعرض رؤية مبتكرة لتعزيز مكانة اللغة العربية، والارتقاء بالمعرفة، وبناء جيل قارئ ومساهم في صياغة التوجهات المستقبلية للمعرفة والثقافة والصناعات المرتبطة بها. ويواصل جهوده في تعزيز المكانة المعرفية والثقافية لإمارة أبوظبي، وترسيخ مكانتها الرائدة عالمياً.

كما يواصل جهوده لابتكار الفعاليات، وتقديم محتوى إبداعي يناسب الذائقة المعرفية والثقافية لفئات المجتمع كلها، عبر منظومة متكاملة ومتنوعة من الفعاليات والأنشطة، تساهم في جذب شرائح المجتمع من مختلف الأعمار والجنسيات للمعرض، وتعزز مكانته ملتقى للتواصل الحضاري والمعرفي.

بما يتعلّق بجديد المعرض، فاعتباراً من دورة هذا العام 2025 ستمتد فترة إقامته إلى 10 أيام متواصلة.  وستشارك فيه أكثر من 1400 دار نشر من أكثر من 90 دولة. ولا شك في أن المشاركة الكبيرة في المعرض من قِبل الناشرين والمتخصصين في الصناعات الثقافية والإبداعية، ستعزز مكانته الرائدة كمنصة معرفية وثقافية جاذبة لرواد هذه القطاعات من مختلف دول العالم.

علاوة على ذلك توفر البرامج التخصصية والنوعية في المعرض، يقدم منصة عالمية لالتقاء الناشرين، وبحث التصورات التي تسهم في التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة، وما يرتبط بها من صناعات ثقافية وإبداعية.

ما أبرز أهداف جائزة الشيخ زايد للكتاب، وكيف تُحفز الإبداع العربي؟

انطلقت جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تحمل اسم المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في العام ،2006 تقديراً لمكانته ودوره العظيم في تأسيس وبناء دولة الإمارات وإنسانها، وبناء نهضة حضارية مستدامة على كافة الأصعدة.

تُمنح الجائزة لصنّاع الثقافة والفكر والإبداع والترجمة والنشر، تكريماً لإنجازاتهم الإبداعية في مجالات العلوم الإنسانية التي أسهمت في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية.

وتعد الجائزة تحفيزاً لهم على استدامة العطاء، وخلق حالة التنافس الإيجابي الذي يسفر عن مزيد من الإنجاز المبتكر بين المبدعين، بما يكرّس قيم الثقافة الإنسانية في التسامح والسلام.

فضلًا عن إبراز دور دولة الإمارات في دعم المسيرة الثقافية والعلمية والمعرفية محلياً وعربياً وعالمياً، مما رفع ملف المرشحين للجائزة إلى أكثر من 4 آلاف ترشيح من 75 دولة، بغالبية 55 دولة أجنبية، و20 دولة عربية. إلى جانب دول تشارك للمرة الأولى وهي: (ألبانيا، وبوليفيا، وكولومبيا، وتوباغو، ومالي)، في 10 فروع من الجائزة.

كما سيقام حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في هذه الدورة، يوم 29  أبريل بمركز  أدنيك أبوظبي.

ما أبرز المنح ومجالاتها التي يدعم المركز  بها الباحثين والمؤسسات في اللغة العربية؟

يقدّم المركز برنامج المنح البحثية الهادف إلى تشجيع الدارسين، والباحثين وتقدير الجهود المبذولة في الدراسات التي تسهم في تطوير اللغة العربية.

ويشمل برنامج منح البحث العلمي، 6 مجالات هي: الأدب والنقد، والمعجم العربي، والمناهج الدراسية، تعليم العربية للناطقين بغيرها، اللسانيات التطبيقية والحاسوبية، وتحقيق المخطوطات.

يساهم برنامج أضواء على حقوق النشر، الذي يقدم مُنحاً لتحويل المحتوى المطبوع إلى كتب إلكترونية رقمية وصوتية، في توفير المزيد من فرص التعاون بين الناشرين العرب والدوليين للاستفادة من التقنيات التكنولوجية لتعزيز حضور الكتاب، وتدعيم قطاع النشر بالمزيد من الإصدارات.

أيضاً، طرحنا جائزة “كنز الجيل” التي نسعى من خلالها إلى تقديم الدعم والتشجيع للمشاركين فيها، وهي تستمد اسمها من قصيدة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه، وتشمل الفنون التشكيلية والموسيقية والتصوير، وأنماط فنية أخرى تعكس تنوع الثقافة العربية وأصالتها. وتهدف إلى تكريم رواة السير والسرود الشعبية.

بينما تهدف جائزة “سرد الذهب” إلى دعم الفن الشعبي في رواية القصص العربية بجميع أنحاء العالم العربي، وتكريم مبدعيه.

كيف يُساهم مشروع “كلمة” في سد الفجوة المعرفية بين الثقافة العربية والعالمية؟

ساهم مشروع كلمة للترجمة بدور فاعل في دعم الترجمة باعتبارها جسراً للتواصل والتعارف يسمح لقراء العربية بالتعرف إلى جوانب منيرة من ثقافات الشعوب، بما يحقق حالة من الفهم تحقق قيم التسامح والتعايش والتقارب التي ترعاها العاصمة أبوظبي ضمن رسالتها الثقافية الإنسانية.

ولتحقيق المزيد من الأهداف، تم توسيع اللغات التي يستهدفها المشروع لتشمل 24 لغة حول العالم، ولا يزال العمل قائماً لتوسيع مجالات اختيارات الكتب، واللغات، لتحقيق المزيد من أهداف مشروع كلمة للترجمة.

بالنسبة لمعايير الكتب، تبنّى المركز جملة من المعايير تشمل اختيار الكتب، والمترجمين، بالاعتماد على لجنة من المحكمين المشهود بخبرتهم في الأوساط الثقافية العالمية.

ويتم اختيار الكتب من خلال عدة قنوات، كقوائم الإصدارات العالمية، وقوائم الجوائز العالمية، وترشيحات المترجمين، ونشرات دور النشر العالمية، والكتب المعروضة في معارض الكتب العالمية.

كيف تقيّمون تأثير المشروع بعد سنوات من إطلاقه؟

حقيقة، قُيض لمشروع كلمة للترجمة، أن يتجاوز كل التحديات، ويحقق تأثيراً واسعاً ومهماً؛ فقد قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كلَّ أشكال الدعم لهذا المشروع الذي يُعدّ أبرز المشاريع المؤثرة في مسيرة الترجمة إلى العربية. وقد استقطب نجاح المشروع نخبة من المترجمين من ذوي الكفاءات عبر التعاون مع المؤسسات الأكاديمية في الدولة ومراكز الأبحاث العالمية.

كيف ساهم المركز في مواجهة التحديات المعاصرة التي تواجه اللغة العربية؟

نحرص في المركز على الاستفادة من جميع المقومات المتطورة من حولنا، وندرك أهمية التكنولوجيا وتبعات العولمة، كما ندرك خطورتها، لهذا نسعى دوماً لتحويل التحديات التي تواجهنا إلى فرص لتدعيم أهدافنا، وتحقيق الطموحات المرجوة.

وقد عملنا خلال السنوات الماضية على تسخير مقومات التقنيات الحديثة بما يخدم تطلعات المركز وجهوده لتعزيز استدامة اللغة العربية وتطويرها في مواجهة أي تحدّيات قد تحيط بها ونشرها وتمكينها لدى أبناء المجتمع.

يدير المركز عدداً من المشاريع المهمة، تستخدم الحلول الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، من أبرزها: مشروع معجم “دليل المعاني” الرقمي، و”مختبر الذكاء الشعري”، ومنصة “الكتب الصوتية بالذكاء الاصطناعي“.

وكدأبه، يعمل المكرز على جناحين أحدهما تطبيقي عملي، والآخر يسهم في إثراء البحوث والنقاشات العلمية في مواكبة حثيثة لمجريات التحول العالمي الرقمي.

واليوم، يترقب أقطاب الصناعات الإبداعية والنشر “المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية” الذي يُنظمه المركز كل عام،  للوقوف على أحدث التوجهات في مجال النشر، وتبادل الأفكار مع جهات النشر الرقمي وصنّاع المحتوى وقادة الفكر ورواد الأعمال، وما ينبثق عنه من مشاريع تدعم النشر الإلكتروني.

كما تتضمن دورة المعرض لهذا العام انطلاق الدورة الأولى من مؤتمر “رقمنة الإبداع” الذي يناقش بحضور نخبة كبيرة من الباحثين والمشتغلين بهذا المجال حلول وممكنات التقدم عربياً في هذا الملف المهم.

كيف تُوازنون بين الحفاظ على أصالة اللغة ومواكبة متطلبات العصر الرقمي؟

عبر التاريخ تناقل الآباء عن الأجداد تراثنا العريق بكل ما فيه من شعر، وسرد، ووقائع، وفنون، وحرف.. وغيرها، من خلال الرواية الشفهية، وصولاً إلى استخدام الكتابة ونسخ الكتب يدوياً، والذي شكّل في أثنائها ثورة.

وقد أزهرت هذه الثورة العلمية مع دخول المطبعة التقليدية، فبرزت جهود الكتّاب ودور النشر بتوثيق هذا التراث الذي تحفظه المجلدات والكتب والمطبوعات في جوف نهضتها الثقافية.

واليوم، تحلّق الثورة العلمية في الفضاء الرقمي، حيث ابتكر التقنيون المبدعون في مجال التكنولوجيا تقنيات حديثة وبرامج وتطبيقات تنقل تراث الأمم، وحضارتها، وإنجازاتها بصورة رقمية.

وتحوّل العالم إلى العصر الرقمي الحالي، الذي يواكب فيه مركز أبوظبي للغة العربية متطلباته، ويبذل جهوداً كبيرة لتكريس استراتيجيته في تعزيز اللغة العربية ونشرها وتمكينها لدى أبناء المجتمع.

مستعيناً بلغة العصر الرقمي الحديثة، لإحياء التراث والحفاظ عليه من خلال دمج العناصر الثقافية التقليدية مع التقنيات الحديثة، والمساهمة في خلق بيئة رقمية تعكس التنوع الثقافي للعالم، ليتناقل بدورهم الأبناء والأحفاد، التراث الثقافي، وإرث اللغة العربية الأصيلة، ويبتكرون كل ما هو متطور يفيد الإنسانية.

هل لديكم شراكات مع مؤسسات تكنولوجية لتعزيز استخدام العربية في الفضاء الرقمي؟

أقام المركز شراكات مع أكبر المنصات الرقمية العالمية بهدف تعزيز اللغة العربية، وضمان وصول القراء بسهولة إلى الكتب المتنوعة في مختلف مجالات اللغة والثقافة.

ويتعاون المركز مع مجموعة كبيرة من المؤسسات والمراكز الثقافية والتكنولوجية بهدف تطوير المشاريع المشتركة. وسبق أن وقّع نحو10 شراكات مع منصات عالمية مثل “أمازون” الأميركية، و”كوبو” الكندية، لتوفير الكتب الإلكترونية والصوتية.

كما أقام حملات ترويجية للكتب من ضمنها حملة مع منصة “أوفر درايف” المتخصصة في استعارة الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية.

ويتعاون المركز أيضا مع مجموعة واسعة من المؤسسات الثقافية والأكاديمية، مثل البيت العربي في مدريد، ومعهد العالم العربي في باريس، وكلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، وغيرها.

كيف تُقيّمون مستقبل اللغة العربية في ظل الثورة التقنية؟

من خلال تجارب المركز الناجحة في الانتشار الرقمي لإصداراته، وارتفاع نسب المبيعات والإقبال بين عام وآخر، حصلنا على تقييم شفاف من الجمهور لخدمات المركز.

مما يؤكد إلى جانب القيمة العالية للإصدارات، قدرتها على محاكاة مختلف الاحتياجات الثقافية المعرفية، وفتح آفاق رحبة لخوضهم تجارب تفاعلية مهمّة، كشفت عن استعداد وترحيب كبيرين لدى أبناء المجتمع باختلاف مشاربهم لدخول عالم الثورة التقنية، ليس كمتلقين ومستخدمين، بل كطموحين مساهمين.

الأمر الذي يدعم مسيرة المركز المستقبلية في ظل ثورة التكنولوجيا الحديثة، خاصة أن حصيلة التجارب كشفت عن الدور الريادي للمبادرات التي يتبنّاها المركز في قيادة التحوّلات التكنولوجية، أبرزت مكانة إمارة أبوظبي على الصعيد الثقافي إقليمياً، ودولياً، ودورها في ظل التحول الرقمي في تسليط الضوء على اللغة العربية ومكونات ثقافتها، لدى أبناء دولة الإمارات، وأمام شعوب العالم.

ما الرسالة التي تودون توجيهها للشباب العربي للمساهمة في إثراء الثقافة العربية؟

الشباب هم الثروة الحقيقية للأمم، وهذا ما تدركه القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحرص كل الحرص على تمكينهم في مختلف مجالات الحياة، والاستثمار في قدراتهم، ومواهبهم، ومهاراتهم، وصقلها، ليكونوا قادة المستقبل.

كما أن المواهب الثقافية التي نلمسها في جيل الشباب موضع فخر، وهي إضافة نوعية للمشهد الثقافي المحلي، والعربي، لهذا ندعوهم للمشاركة في مختلف الأنشطة التي ينظمها المركز، سواء كانت ورشاً للكتابة والقراءة، بإشراف نخبة من الأدباء والأساتذة في مجال الأدب، أو تلك المشاريع والمبادرات التي يطلقها بهدف تطوير مهاراتهم الإبداعية، وإتاحة الفرص أمامهم للمساهمة في إثراء الثقافة واللغة العربية بالمواهب والآراء والأفكار المبتكرة.

وبهذا نختتم حوارنا الثري مع الدكتور علي بن تميم، الذي كشف لنا عن رؤيةٍ طموحة تضع اللغة العربية في قلب المستقبل الرقمي والثقافي. من مشاريع الترجمة التي تربط الشرق بالغرب، إلى المبادرات الابتكارية التي تفتح آفاقًا جديدة للمبدعين، ليظل مركز أبوظبي للغة العربية منارة للإلهام.

حوار| دعاء عبد الرحمن