منارة الإسلام

الفرق بين الاختلاف في الرأي والثوابت الدينية.. داعية يجيب

الاختلاف في الرأي والثوابت الدينية، أصبحت أزمة حياتية نطالعها يوميا على منصات السوشيال ميديا، وعلى تعقيبات المنتقدين المتصدرين للمشاهد العامة والحياتية.

في الماضي، كانت الأسرة المصرية تلتف يوميا في المساء حول برنامج “حديث الروح”، أو اسبوعيا بعد صلاة الجمعة مع برنامج حديث الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه.

لكن اليوم، أصبح هناك أكثر من برنامج ديني على أغلب المحطات التلفزيونية الخاصة، مع الوجود الدائم لإذاعة القرآن الكريم، التي أصبحت أقل متابعة عما مضى، نتيجة لإنتشار القنوات التلفزيونية بجانب السوشيال ميديا.

وحقًا لكل شيء عيوب ومميزات، والعيب الذي وقعنا فيه نتيجة كثرة هذه البرامج الدينية والبلبلة في الآراء الدينية والفقه، وهذا حلال وذلك حرام.

هذه البلبلة تسبب فيها كثرة الأسئلة التي تتلقاها العديد من البرامج، من خلال الرد على اتصالات الجمهور واسئلتهم واستفساراتهم الغريبة، والغير منطقية احيانا.

ديننا معروف لا جدال فيه، هناك قرآن كريم، والأحاديث النبوية الشريفة عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهناك مشرع نفتخر بوجوده في مصر وهوه الأزهر الشريف ودار الإفتاء، بمعني أدق لدينا أكثر من مصدر للحصول على الرأي الصائب والسليم.

ولكن لما هذه الضجة كل يوم بين بعض المشايخ وبعض منتحلين صفة أهل الفتوى، حول الاختلاف حول الثوابت الدينية، فهي ثوابت لا يجب الاختلاف فيها، لكن نختلف فقط في الأراء.

منذ أيام خرج أحدهم بتصريح “أن خدمة الزوجة لزوجها غير واجبة في الإسلام”، معللًا ذلك عدم وجود نص قرآني يثبت ذلك،  حتى أحتد الخلاف بين الؤيد والمعارض حول هذا التصريح.

كما خرج أحدهم في الماضي، بفتوى ” أن الزوجة غير ملزمة بخدمة أم زوجها”، حتى أنهى الأزهر الشريف هذا الخلاف وأوجب بأن خدمة الحماه غير واجبة على الزوجة، وأن خدمتها هو فضل منها وليس وجوب.

نحن لا نريد الأنقسام، أو إيثارة الجدل، بل يجب مراجعة كل الآراء الدينية من قبل الجهات المعنية بذلك، قبل طرحها على الجمهور وإثارة البلبلة وخلق الخلاف بين الناس.

لذا تعالوا معنا في رحلة قصيرة مع الداعية الإسلامي، الشيخ محمد القويسني، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية لمعرفة الفرق بين الاختلاف في الرأي والثوابت الدينية.

يقول الشيخ محمد القويسني لـ”بوابة القاهرة” إن الاختلاف رحمة، ولكن الدين واحد ذو ثوابت واحدة لا خلاف فيها، كالصلاة والصوم والزكاة، ولكن الخلاف في قضايا فرعية ذلك رحمة للأمة كما قال رسولنا الكريم “اختلاف أمتي رحمة“..

موضحًا، أن الخلاف مباح من باب التوسعة على المسلمين، وهناك آراء دينية للأمام بدر الدين الزركشي عن اختلاف الآراء، أن الله عز وجل لم ينصب أدلة قاطعة، بل جعلها ظنية بمعنى الاجتهاد في الأدلة الشرعية ومسلكية كل مستنبط في التعامل مع النص والثبوت من باب التوسعة حتي لا يكون الأمر حكما أبديا عليهم.

وواصل حديثه، أن الأمام النووي قال: إذا تعارض حديثان في الظاهر لابد من الجمع بينهم، أو اختيار أحدهم عن طريق العلماء المتمكنون، لذا ضرورة فتح باب الاجتهاد ولا يصبح حكرًا على مذهب من المذاهب.

وصرح ايضا فضيلة الشيخ القويسني أن انفتاح السوشيال ميديا والتليفزيون يثير القلاقل أكثر مما يفيد، فلابد من فتوى جامعة بين العلماء.

وأكد أن مثل هذه الفتاوي التي تطلع علينا كل يوم، كخدمة الزوج، وأجر المرضعة، وخدمة الحماه، كلها فتاوي تدعو للتخريب وكثرة المشاكل الأسرية، فالإنسان العادي يختار بين الفتاوي أيسرها وما تتماشي معه في حياته اليومية.

وأكد الشيخ محمد القويسني لـ”بوابة القاهرة” أن الاختيار في الفتاوى يجب أن ينصب على الأفضل علمًا ودينًا الذي يخاف الله في فتواه والعالم.

واضاف لـ”بوابة القاهرة” أن الأسئلة تدور حول الزوجة وتكلفتها بخدمة الأسرة، كلها تارة، وتارة أخرى خدمة الزوج لوحده، واحيانا الأبناء فقط، وهل هناك وجوب لخدمة أم الزوج، لافتًا إلى أنها استفسارات يومية يثيرها الغير آمنين على الإسلام، ولكن رسولنا الكريم أكد في كل أحاديثه الشريفة على ضرورة طاعة الزوج وخدمته في المأكل والمشرب والملبس.

واستطرد الشيخ القويسني حديثه قائلًا، أن السيدة أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنها، كانت تخرج تجمع نواة التمر في الطريق حتى تطحنه لخيل زوجها، لافتًا أن النبي “صلى الله عليه وسلم” أكد أن طاعة الزوج تعدل الجهاد في سبيل الله.

وحول هذا الصدد، ذكر “القويسني” أن السيدة فاطمو الزهراء “رضي الله عنها”، ذهبت للرسول تطلب خادم يساعدها في أمور منزلها، فأكد لها النبي أن طاعة زوجها أفضل عند الله عز وجل، وقام بتقسيم أعمال الحياه عليها وعلى زوجها سيدنا علي رضي الله عنه، وقال “صلى الله عليه وسلم”: “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”، والزوجه ستحاسب على ذلك.

وواصل الداعية الإسلامي حديثه لـ”بوابة القاهرة”، ولكن بالنسبة لخدمة الحماه فهذا فضل منها وتؤجر عليه، ولكن إذا لم تقم بذلك لا تحاسب لأنه بإرادتها.

وأندهش الشيخ القويسني من حديث بعض المشايخ عن، واصفًا ما يفعلونه بهدم الثوابت الدينية التي لا يصح فيها الخلاف، مؤكدًا أن هناك أدلة دينية وحياة الصحابه رضي الله عنهم، كلها أسس نعتمد عليها في مثل هذه الفتاوى.

وحول ما أثير بشأن أرضاع الصغير بأجر، قال “القويسني” إن هذه الفتوى لا علاقة لها بالدين، فالقرآن الكريم أكد على إرضاع الصغير عامين كاملبن، ولكن هناك حديث شريف يؤكد على حصول المرأة المطلقة على نفقه إذا قامت بارضاع طفلها لما تحتاجه من طعام، كي تحافظ علي صحة طفلها.

وأوضح الشيخ محمد القويسني لـ”بوابة القاهرة” أن هذه الفتاوى هيا هدم لثوابت الإسلام، وليس اختلاف في الآراء، مشيرًا إلى أن مروجها يثير بلبلة في المجتمع ويشكك في القواعد الدينية، وهدفه هدم كيان الأسر وتفكيك المجتمع، مطالبا بمحاكمة هؤلاء والتصدي إليهم.

تقرير| رشا إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى