خطوة بخطوة.. نصائح تربوية لمواجهة مشكلة العناد عند الأطفال

أكدت الأخصائية التربوية آيات عبد الحكيم، المتخصصة في مجال التربية الخاصة، أن مشكلة العناد عند الأطفال تعد من أكثر التحديات التربوية شيوعًا، مشيرة إلى أن كيفة التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر 3 أو 4 سنوات أو أكثر يتطلب وعيًا عميقًا بطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل، وفهمًا دقيقًا للدوافع النفسية وراء سلوكه.
وفي تصريحاتها لـ موقع بوابة القاهرة، قدمت “عبد الحكيم” دليلًا عمليًا خطوة بخطوة، يوضح كيفية التعامل مع الطفل العنيد. مع تسليط الضوء على الأنواع المختلفة للعناد، وأبرز أسبابه، وطرق المعالجة التربوية التي أثبتت فعاليتها مع الأطفال من مختلف الأعمار.
مشكلة العناد عند الأطفال
توضح “آيات عبد الحكيم” أن العناد ليس سلوكًا سلبيًا دائمًا، بل قد يكون أحيانًا علامة على قوة الإرادة أو الرغبة في الاستقلالية.
ولكن عندما يتحول العناد إلى سلوك دائم ومتكرر، ويتسبب في صدام مستمر مع الوالدين، يصبح هنا مشكلة العناد عند الأطفال سلوكية تحتاج إلى تدخل تربوي دقيق.
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
أنواع العناد عند الأطفال
تشير الأخصائية إلى أن هناك عدة أنواع من العناد، ولكل نوع طريقة تعامل مختلفة، منها:
العناد الداخلي (أو العناد مع النفس)
تقول “عبد الحكيم”: “يظهر هذا النوع عندما يكبت الطفل مشاعره أو غضبه تجاه أحد والديه، فيعبر عن رفضه بشكل غير مباشر. كأن يمتنع عن الطعام أو يرفض الذهاب إلى مكان يحبه فقط لأنه في حالة غضب داخلية.”
العناد الإيجابي (عناد التصميم والإرادة)
ترى الأخصائية أن هناك بعض أشكال العناد يجب دعمها، مثل إصرار الطفل على إصلاح لعبة أو محاولة التعلم الذاتي: “هذا النوع يعد صحيًا إذا وجه بشكل صحيح، لأنه يعكس رغبة الطفل في الاكتشاف والتعلم.”
العناد غير الواعي
يتمثل في إصرار الطفل على سلوك خاطئ دون إدراك لعواقبه، مثل السهر رغم التعب أو رفض ارتداء الملابس في الشتاء: “هنا يجب تدخل الأهل بحزم مرن وتوضيح النتائج بهدوء، دون استخدام القسوة أو التهديد.”
العناد كاضطراب سلوكي
تحذر “عبد الحكيم” من هذا النوع قائلة: “إذا أصبح العناد سلوكًا راسخًا ومستمراً، وأثر على علاقات الطفل ومشاعره، فقد نكون أمام حالة من اضطراب التحدي والمعارضة، وهنا ينصح بالاستعانة بأخصائي نفسي.”
أسباب العناد عند الأطفال
توضح الأخصائية في تصريحاتها لـ موقع بوابة القاهرة أن فهم أسباب مشكلة العناد عند الأطفال هو الخطوة الأولى نحو التعامل الصحيح، وأهمها:
العصبية الزائدة من الوالدين
“الانفعالات المفرطة من الأهل تولّد رد فعل عكسي عند الطفل، ويبدأ في استخدام العناد كوسيلة للمقاومة وإثبات الذات.”
كثرة الأوامر والنقد
“عندما يشعر الطفل بأنه محاصر بالأوامر أو مرفوض دائمًا، يختار العناد طريقًا للرفض والانفصال.”
تقييد حرية الطفل
“التحكم المبالغ فيه يُشعر الطفل بالاختناق، فيلجأ إلى الرفض والعناد للحصول على مساحة من الاستقلال.”
غياب الاستقرار الأسري
“الخلافات الزوجية المستمرة تنعكس على الطفل، وقد تُترجم إلى سلوكيات عنيدة وغير متزنة.”
التفرقة بين الإخوة
“إذا شعر الطفل بأن أحد إخوته يحظى باهتمام أكثر، يلجأ أحيانًا إلى العناد كصرخة لطلب الحب والاهتمام.”
الغياب العاطفي أو الجسدي لأحد الوالدين
“سواء بسبب السفر أو الطلاق أو الانشغال، فإن غياب أحد الوالدين قد يدفع الطفل إلى تبني سلوك العناد كوسيلة للدفاع أو لفت الانتباه.”
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
كيفية التعامل مع الطفل العنيد 3 سنوات
تقدم الأخصائية “آيات عبد الحكيم” مجموعة من النصائح التربوية التي تساعد الوالدين في كيفية التعامل مع الطفل العنيد وخصوصًا في عمر 3 سنوات أو 4 سنوات:
التحلي بالصبر
“تغيير السلوك لا يحدث بين يوم وليلة. يحتاج الأهل إلى التحلي بالصبر والتكرار الإيجابي.”
تجاهل السلوك العنيد المؤقت
“إذا كان العناد يهدف لجذب الانتباه، فإن تجاهله بحكمة يقلل من تكراره.”
تقديم الخيارات
“بدلًا من فرض أمر معين، أعطِ طفلك خيارين تسيطر عليهما. مثلاً: ‘هل تُفضل ارتداء هذا القميص أم ذاك؟'”
تعزيز السلوك الإيجابي
“مدح السلوك الجيد يعزز من ثقة الطفل ويجعله يميل للتعاون أكثر.”
تجنب التهديد والعقاب المتكرر
“الطفل لا يتعلم من الخوف، بل من التوجيه والحب.”
تخصيص وقت للطفل
“كلما شعر الطفل بالأمان والاهتمام، قلّ تمرده ورفضه.”
فهم دوافع الطفل
“عند ظهور سلوك عنيد، اسأل نفسك: ما الذي يحاول طفلي التعبير عنه؟”
الابتعاد عن المقارنات
“المقارنة مع إخوة أو أقران لا تُحفز، بل تُشعر الطفل بالنقص وتزيد من تمرده.”
كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر 4 سنوات
تشير “عبد الحكيم” إلى أن الطفل في هذه المرحلة العمرية يُصبح أكثر إدراكًا لما حوله، لكنه لا يزال لا يستطيع ضبط انفعالاته، لذلك:
- لا تستخدم أسلوب الصراخ في الرد.
- احرص على توفير روتين ثابت يومي يساعده على الأمان.
- شجعه على التعبير عن مشاعره بالكلام وليس بالبكاء أو الغضب.
- قم بتدريبه على تقنيات الاسترخاء البسيطة (مثل التنفس العميق أو العد حتى 10).
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
متى يستدعي الأمر استشارة متخصص؟
تؤكد الأخصائية “آيات عبد الحكيم” أنه إذا استمر العناد لفترة طويلة، وتسبب في تراجع دراسي أو مشاكل اجتماعية، أو ظهر مع سلوكيات عنيفة، يجب عندها التوجه إلى أخصائي سلوك أطفال، أو استشاري تربية خاصة.
ختامًا؛ مشكلة العناد عند الأطفال لا تعني بالضرورة خللًا في التربية، لكنها جرس إنذار للتوقف وفهم ما يدور في نفسية الطفل.
لذلك يمكنك اتباع خطوات واضحة، واستخدام الحوار بدلًا من العنف، يمكن تحويل العناد إلى بوابة لفهم الطفل وتعزيز نموه النفسي والاجتماعي.
كتبه| أمل السيد