ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟.. داعية يجيب

تحتفل الأمة الإسلامية في في 12 ربيع الأول بمولد خير خلق الله سيدنا محمد صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فهو بدر التتمةِ، وسيد الأئمة، وفي هذا السياق؛ سوف نتعرف على ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

إن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم هو ميلاد للكون كله، والمولى عز وجل كرم أيام ميلاد الأنبياء وجعلها أيام خير وبركة. فقال سبحانه عن سيدنا يحيى بن زكريا: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ}. وقال على لسان سيدنا عيسى ابن مريم: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ}.

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي أن الله عز وجل جعل أيام مولد الأنبياء خير وبركة. ومن هذه الأيام مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الذي دفع اللهُ به عن أهل الأرض ظلمات الغي والبغي والضلالة.

وأضاف مركز الفتوى أن رسول الله قد سن للبشرية جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف؛ حيث كان خير خلق الله يصوم يوم الإثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: “ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه“.

واختتم مركز الفتوى بتأكيده أنه يجب على المسلم ألا يمر يوم مولد صلى الله عليه وسلم، من غير البهجة والسرور والفرح به وإعلان ذلك. بل واتخاذه عنوانًا وشعارًا. متسائلًا: هل ينكر عاقل ذو لب سليم جواز الفرحِ بمولده، والاحتفاء بطلعته المنيرة على الأرض.

اقرأ المزيد| المولد النبوي الشريف

الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

يُعد الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مظهر من مظاهر تعظيمه وتوقيره الذي هو عنوان محبته. ومحبة النبي الكريم لا يكتمل إيمانُ العبد إلا بتحقيقها.

ولما ولد، صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أضاءت أنواره الأكوان، وفتحت فرحا به الجنان، وغلقت أبواب النيران. ونودي في السماوات: يا أهل الأرض هذا سعدكم قد أشرقت أنواره. هذا رحمة الله إليكم خاصة وإلى الأكوان عامة. هذا المصطفى المجتبى من جاءكم ليخرجكم من الظلمات إلى النور. هذا الذي حبه فرضٌ وبغضه كفرٌ.

فيقول الداعية محمد القويسني، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، إنه صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم، احتفل بيوم مولده أعوامًا عديدة. فقد روى أنه كان يصوم يوم الإثنين احتفاءً واحتفالًا بهذا اليوم الذي ولد فيه.

وأضاف “القويسني” كما أنه صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم، لا يفرح بيوم مولده إلا المحبُ الصادق السعيد. ولا ينكر الفرح بيوم مولده إلا المبغض المنافق الشقي؛ فأفرحوا بمولده صلوات الله وتسليماته عليه حتى تكتبوا من السعداء.

ويقول الداعية لموقع بوابة القاهرة، تنطع المتنطعين وشككوا في إيمان المحبين، وأرادوا أن يلبسوهم لباس الإبتداع والضلال. ونسوا هؤلاء أن القلب المحب ليس له مناسبات ليتذكر محبوبه؛ بل القلب دائمًا به شغف ولوعة لمن يحب.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

وأوضح الشيخ القويسني أن المناسبات تأتي لتزيد القلب شوقًا، ويزيد الحنين والتعلق بالمحبوب. فالقلب لم ينسي محبوبه. فهذا حال المحب، ومحبة الحبيب أصل عظيم من أصول الإيمان.

وأسترشد الداعية بقول الله عز وجل: “قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ“.

واستكمل القويسني حديثه لـ”بوابة القاهرة” فيقول إن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف من الإيمان. فهو بمثابة شكر الله على نعمة إرسال الرسول، كما أنه أعتراف بالفضل والمنة من الله الذي قال: “لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ“.

إقرأ المزيد| لماذا نصلي على النبي

تابع: إن المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ فهذا هو حال المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نشكر الله على فضله علينا بنعمة رسول الله. ونحتفل بحضرة النبي لأنه صاحب الفضل على أمته. فكل خير للأمه كان سببه رسول الله.

إن الهادى الأمين صلوات ربه عليه وعلى آله وصحبه وسلم – بذل نفسه ووقته وحياته لهداية أمته، ولنجاتها. هكذا تابع الشيخ القويسني حديثه، فيقول: كان النبي الكريم يبكي على أمته، وقال له ربه ليرضيه “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى“.

اختتم الداعية حديثة فيقول: ومن الجحود أن نختصر إحتفالنا برسول الله في يوم من أيام العام. بل الاحتفال برسول الله ينبغي أن يكون في كل لحظه، وفي كل نفس يتنفسه المحب، وفي كل حركة وسكنه.

وختامً، صلاة وسلاما عليك يا صاحب الذكرى. صلاة وسلاما عليك ياسيدي وياقرة عيني ويا حبيبي. صلاة وسلاما عليك ياسيد السادات. اللهم أنا نتقرب إليك بمحبتنا لرسول الله، فاللهم لا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله.

كتبه| أحمد سلامة