مقالات وآراء

كوني أنتِ لست أبيك أو أخاكِ

كونى أنتِ لست أبيك أو أخاكِ، أيقن تماما أننا خلقنا سواسية الرجل مثل المرأة مع وجود فروقات مختلفة في البنيان والجوهر الداخلي، ولكننا جميعا متساوين في الحقوق لكل منا له حق في الحياة بما يحلو له ويرغب في فعله.

فقد كرم الله الإنسان في القرآن الكريم وأعزه وجمله في أحسن صورة، ليس الرجل فقط بل المرأة أيضا، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، فقد خص القرآن الكريم المرأة في أكثر من سورة وتحدثت آيات عدة عن شئون المرأة، وهذا الأهتمام ما هو إلا دليل على المكانة العالية التي تحظى بها النساء، نظرًا لدورهم الكبير في بناء المجتمع.

فالمرأة هي الأم التي تُعد وتنشأ وتربي أجيال صالحة، وهي الأخت التي تتمتع بالحنية والطيبة على أشقاءها، وهي الحبيبة والزوجة التي هي مسكن زوجها وتهون عليه مشقات الحياة وتساعده وتحفزه على مجابهة الصعاب.

فلماذا لا تتمتع هذه المرأة بأبسط حقوقها في الحياة وهو أسمها وهو نفسها، لماذا تنسب أغلب الأوقات إلي أبيها ثم إلى أخيها ثم إلى زوجها ثم إلى ابناءها.

فالمرأة هي أساس وعمود للمجتمع فلا بد من أحترام كيانها، فمنذ قديم الأزل كانت تنادى “الملكة حتشبسوت” والملكة نفرتيتي، والملكة كيلوباترا، والملكة شجرة الدر، وغيرهن من الملكات، ولم ينسبوا في النداء إلى أزواجهن مرورا إلى وقتنا هذا الذى جاء ليغير مفهوم العزة والإستقلال إلى التبعية.

تجد المرأة يُنادى لها في الشارع أو الأماكن العامة باسم أخيها أو ابيها مثل، محمود أو علي أو أحمد، خوفا وحرصا من أبيها أو أخيها أو زوجها أن يعلم أحد باسمها، وكأن اسمها سبة لها، فلماذا لم تسمى منذ ولادتها بـ “بنت أحمد أو أخت أحمد”.

يا له من مجتمع ذكوري بطبعه، فما المانع هنا أن تكون دعاء وسهام وعائشة، بدلا من تسميتها بأسماء ذويها، أليس لها الحق في ذلك، ألا حان الوقت إلى أن تنجلى وتتغير وتمحى مثل هذه الأفكار التي مازالنا نتبعها منذ عصر “سي السيد” الذي جاء ليطمس من هوية وشخصية المرأة وتهميش دورها لكي تظل في إحتياج دائم إلى وجود الرجل السند في حياتها بأشكاله المتعددة أبيها، زوجها، أخيها، ابنها، وترسيخ هذا الفكر بعدم مقدرتها على مواجهة الحياة وكأنها عاجزة عن أن تكون مسؤولة عن نفسها وتحقيق ذاتها.

رسالة إلى كل “سي السيد” لا بد أن تتخلى عن غرورك وكبريائك وتمثيل دور الملكية الخاصة لكل ما هو أنثى في حياتك، عذرا فاليوم أصبحت المرأة تعتلي جميع المناصب التي لا غنى عنها في المجتمع، والتي تنهض به وتعلي من شأنه فتجدها، الدكتورة والمهندسة والعالمة والمعلمة والفلاحة المثابرة مع زوجها والنائبة والوزيرة والرئيسة لبلدها.

فكوني أنت يا عزيزتي فخورة بذاتك، ولا تسمحي لأحد أن ينسبك إليه ولا تخجلي من اسمك فهو تاج على رأسك.

كوني أنتِ لست أبيك أو أخاكِ

بقلم| جهاد رمزي
كاتبة صحافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى