خطوة بخطوة.. طرق زيادة الثقة بالنفس عند الأطفال

من أهم الموضوعات التي نتعرض لها في هذة الفترة هي مشكلة الثقة بالنفس عند الأطفال والتي يعاني منها الكثير، حيث تأثر بالسلب عليهم، لذلك سوف نتعرف على صفات الطفل الغير واثق من نفسه وتصرفاته، فضلًا عن إرشاد الأم إلى عبارات تشجيعية للاطفال لتعزيز الثقة بالنفس، وأخيرًا، ألعاب تزيد ثقة الطفل بنفسه وأهم طرق زيادة الثقة بالنفس.
عندما نربي أطفالنا على فهم ذاته وقدراته وأنه يمتلك قدرًا من الاستقلالية. وأنه شخص لديه قدرات عقلية وجسدية يستطيع الاعتماد عليها، وأنه له الحرية في الإفصاح عما يريد. كل هذا يبني دخل الطفل الثقة بالنفس، فما هي الثقة بالنفس.
مفهوم الثقة بالنفس
الثقة بالنفس أو بالذات هي الصورة التي نكونها عن أنفسنا منذ الصغر، وما يرتبط بها من احساس بالرضا أو عدم الرضا ما يسمى بتقدير الذات.
ويعتبر من أخطر الأشياء التي تؤثر على الطفل أن يكره ذاته، وهذا يحدث عندما يكون لديه عدم ثقة بالنفس، فيتعرض لمشاكل نفسيه وسلوكية.
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
صفات الطفل الواثق من نفسه
توضح آيات عبد الحكيم، إخصائي اجتماعي متخصصة في سلوكيات الأطفال، لـ”موقع بوابة القاهرة” أبرز صفات الطفل الواثق من نفسه، وهي كالتالي:
- يعبر عن رأيه بوضوح دون خوف أو تردد.
- يتخذ قراراته بنفسه ويتحمل نتائجها.
- يقبل النقد البناء دون أن يشعر بالإهانة.
- يجرب أشياء جديدة دون خوف من الفشل.
- يتعامل مع الآخرين بثقة واحترام.
- يحافظ على التواصل البصري أثناء الحديث.
- لا يتأثر بسهولة برأي الآخرين السلبي عنه.
- يطلب المساعدة عند الحاجة دون خجل.
- يُظهر استقلالية في إنجاز المهام اليومية.
- يفتخر بإنجازاته مهما كانت بسيطة.
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
صفات الطفل الغير واثق من نفسه
تقول آيات عبد الحكيم: “من خلال خبرتي الطويلة في التعامل مع الأطفال في المدارس والمراكز الأسرية، وجدت أن الطفل الغير واثق من نفسه يواجه صعوبات كبيرة في التعبير عن ذاته والتفاعل مع من حوله.
وأشارت إلى أن الطفل غالبًا ما يكون مترددًا، خجولًا، ويخشى الخطأ، مما يؤثر على تحصيله الدراسي وتطوره الاجتماعي.
وأكدت أن مثل هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى دعم نفسي وتربوي من الأسرة والمدرسة ليبنوا ثقتهم بأنفسهم تدريجيًا.
ومن أبرز صفات الطفل الغير واثق في نفسه:
- يتجنب المشاركة في الأنشطة الجماعية.
- يخشى التحدث أمام الآخرين أو التعبير عن رأيه.
- يعتمد بشكل مفرط على الآخرين في اتخاذ القرار.
- يشعر بالخجل الزائد أو القلق في المواقف الاجتماعية.
- يستسلم بسرعة عند مواجهة التحديات أو الفشل.
- يقارن نفسه كثيرًا بالآخرين ويشعر بالنقص.
- يتجنب التجارب الجديدة خوفًا من ارتكاب الأخطاء.
- يطلب رضا الآخرين دائمًا ويخاف من رفضهم.
- نادرًا ما يبدي فخرًا بإنجازاته أو يشعر بالرضا عنها.
- يظهر سلوكيات انسحابية أو ميل للعزلة.
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
عبارات تعزيز الثقة بالنفس للاطفال
تقول آيات عبد الحكيم؛ أنه من خلال عملي اليومي مع الأطفال في مختلف البيئات التعليمية والأسرية، أؤمن تمامًا أن للكلمة أثرًا بالغًا في تشكيل شخصية الطفل.
وأضافت أن كثير من السلوكيات غير المفهومة التي نراها في الأطفال تعود إلى افتقارهم لكلمات التشجيع والدعم في المراحل المبكرة من نموهم.
واستطردت أن الطفل عندما يسمع عبارة مثل (أنا فخور بك)، أو (أنت تستطيع)، لا يستقبلها فقط ككلمات عابرة، بل تبني داخله صورة إيجابية عن نفسه وتغرس فيه شعورًا بالقدرة والجدارة.
وأشارت “آيات” إلى أنه للأسف، يظن البعض أن الثقة بالنفس تُورث أو أنها تظهر تلقائيًا مع النمو، لكن الحقيقة أنها تنمو بالكلمة الطيبة، وبالتقدير الصادق للمجهود، لا للنتائج فقط.
عندما نُشيد بمحاولة الطفل حتى لو لم ينجح، فإننا نعلمه أن الفشل ليس نهاية، بل خطوة نحو النجاح. الطفل بحاجة لأن يسمع من والديه، معلميه، وكل من حوله كلمات تُشعره بأنه قادر، مهم، ومقبول كما هو.
لذا، فإن اعتماد أسلوب الحوار الإيجابي والتشجيع اللفظي المستمر هو استثمار حقيقي في بناء جيل واثق، واعي، وقادر على التحدي.
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
عبارات تشجيعية للأطفال من الأم
أوضحت الأخصائية الاجتماعية، أنه من أهم طرق زيادة الثقة بالنفس عند الأطفال هو طريقة ودور الأم، فصوت الأم هو أول ما يسمعه الطفل، وأول من يؤثر في صورته عن نفسه.
وقالت: عندما تُخاطب الأم طفلها بكلمات تشجيعية صادقة، فإنها تزرع داخله إحساسًا بالأمان والقدرة، وتدعمه في بناء شخصية متوازنة قوية.
وأكدت أن العبارات التشجيعية ليست رفاهية، بل ضرورة نفسية. مثلًا، عندما تقول له: (أنا أؤمن بك). فهي لا تُعبر فقط عن الدعم، بل تعطيه دفعة معنوية تشجعه على المحاولة من جديد دون خوف من الخطأ.
وأوضحت أن كثير من الأمهات يركزن على النتيجة فقط، بينما الأهم هو تقدير الجهد والمثابرة. عبارة مثل (أعجبتني طريقتك في التفكير)، تُحفز الطفل على التفكير المستقل، وتشعره أن قيمته لا تُقاس فقط بالنجاح، بل بالسعي والتجربة.
بجانب ذلك الكلمات الصادقة من الأم تشكل الحصن الأول للطفل في مواجهة النقد الخارجي. حين يشعر الطفل أن أمه تراه مميزًا ومحبوبًا كما هو.
علاوة على ذلك إن هذا الشعور ينعكس تلقائيًا على سلوكه وثقته في ذاته. الكلمة الطيبة من الأم يمكن أن تصنع فارقًا لا يُنسى في مسيرة الطفل.
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
ألعاب تزيد ثقة الطفل بنفسه
كشفت آيات عبد الحكيم، لـ”موقع بوابة القاهرة” حول طرق زيادة الثقة بالنفس عند الأطفال أن اللعب ليس مجرد وسيلة للترفيه. بل هو أداة تعليمية ونفسية فعالة تساعد الطفل على اكتشاف ذاته وبناء ثقته بنفسه.
ذلك من خلال بعض الألعاب المدروسة، يستطيع الطفل التعبير عن نفسه، اتخاذ قرارات، وتعلم كيفية التعامل مع النجاح والفشل بطريقة صحية.
على سبيل المثال، لعبة “حل المشكلات” حيث يُطلب من الطفل التفكير في حلول لمواقف خيالية. تنمي حس المسؤولية وتشجعه على استخدام ذكائه بثقة.
بالإضافة إلى ذلك ألعاب تقمص الأدوار مثل لعب “الطبيب” أو “المعلم” تساعد الطفل على تصور نفسه في مواقع قيادية. مما ينعكس على ثقته بنفسه في الحياة الواقعية.
كما أن الألعاب الجماعية، خاصة التي تتطلب التعاون والتواصل، تُنمي المهارات الاجتماعية وتُقلل من التردد والخجل.
بالإضافة إلى ذلك الألعاب الحركية مثل تحديات التوازن أو سباقات بسيطة في الحديقة تُعزز من شعور الطفل بالقدرة الجسدية وتُكسر حاجز الخوف من الفشل.
مؤكدة أن الأهم أن تكون البيئة داعمة، وتشجع الطفل على الاستكشاف والتعبير بحرية، دون توبيخ أو مقارنة. لأن الثقة تنمو بالحب والتقدير، لا بالضغط أو التحدي السلبي.
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
طرق زيادة الثقة بالنفس عند الأطفال
وحول طرق زيادة الثقة بالنفس عند الأطفال ترشدنا “آيات عبد الحكيم” إلى التالي:
- قبول الطفل كما هو:
اظهري حبك لطفلك كما هو دون شرط، فلا يوجد إنسان كامل ولا طفل كامل، الكمال لله وحده، ولهذا توقفي عن مقارنة الطفل بالآخرين.
- الإيمان بالطفل:
كل منا له شخصية مختلفه، وطفلك له ملامح خاصه من شكل وجسد وعقل، كوني دائمًا فخوره به.
- الفصل بين الشخصية وبين الفعل السيء:
بمعني لا تقولي أنا أكرهك لأنك فعلت هذا، بل أنا أكره هذا الفعل وأحبك، فلا أريد أن تفعل هذا الخطأ.
- الكلام الهدام:
لا تسمعي طفلك الكلام الهدام، بل دائمًا اجعلي من كلماتك فخر له، إن الكلام الهدام يتعلق بذهن الطفل ويرى نفسه ذلك الشخص السيء.
- الاستقلالية:
عندما يشعر باستقلالية يستطيع أن يأخذ قرار، فهو يشعر بالإنجاز ويشعر بالذات التي تتحول إلى ثقة بالنفس ويحاول أن يثبت أنه يستطيع أن يتحمل المسؤولية ويبحث دائمًا عن الأفضل.
أما عندما يكون الكبت هو وسيلة الأباء يتحول الطفل إلى شخص إجمالي ويفقد الثقة فى نفسه ويشعر بعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
- لغة التواصل الصحيح:
احترم ما يقوله الطفل واستمع له وافهم مشاكله، وامتنع عن تجريحه أو السخرية من أي حوار يقوله، لأنك تساعد على بناء ثقة الطفل بذاته، لا هدمها.
- تشجيع الطفل:
من أهم ما يزيد الثقة لدى الطفل سماع كلماته وتشجيعه، فهذا يزرع داخل الطفل احترامه لذاته واحساسه إنه جيد.
وختامًا، بناء ثقة الطفل بنفسه هو استثمار طويل الأمد يبدأ بكلمة، ويتعزز بتشجيع، وينمو في بيئة تحتضن المحاولة وتحتفي بالجهد.
الأم، الأب، والمحيط التربوي بأكمله يلعبون أدوارًا محورية في غرس هذا الشعور العميق بالأمان الداخلي والقدرة.
كما أن الكلمات التشجيعية، واللعب الهادف، والحب غير المشروط ليست أدوات ترفيهية. بل هي أعمدة رئيسية لتنشئة جيل قوي، واثق، ومستعد لمواجهة تحديات الحياة بثبات وإيجابية.
كل طفل يستحق أن يؤمن بنفسه، ويشعر أنه قادر. لذلك عليك إتباع طرق زيادة الثقة بالنفس عند الأطفال التي أشرنا إليها.
كتبه| أحمد سلامة