مقالات وآراء

غادة علي تكتب.. جرس الإنذار يدق لمستقبل شبابنا

الشباب هم عماد الحاضر، وقوة المستقبل، والركيزة الأساسية في تقدم وبناء كل مجتمع، فهم يحملون بداخلهم طاقات وإبداعات متعددة، يستطيعون من خلالها التعاون بين بعضهم البعض على الرقي بالمجتمع، وحث الآخرين على المشاركة الفعالة في تقدمه، ومن هذا المنطلق يُعد ملف تمكين الشباب هو أحد أهم محاور البرنامج الإنتخابي لي كمرشحة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين على القائمة الوطنية من أجل مصر.

يوم بعد يوم تتجلى الفجوة بين المهارات المطلوبة من الشباب في حاضر الوظائف ومستقبلها، ويتبادر إلى الأذهان سؤالا جوهريا عن مدى جاهزية شبابنا لعبور تلك الفجوة؟ ومتى وكيف نبدأ في إعادة التأهيل قبل السؤال عن التمكين؟

خلال العامين التاليين لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2018، ظهرت بوضوح النظرة المستقبلية للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية خلال الاهتمام بريادة الأعمال والثورة الرقمية وجميع أدوات الثورة الصناعية الرابعة من ذكاء اصطناعي وانترنت الأشياء والبيانات الضخمة وسلاسل الكتل، وتسلمت كافة المؤسسات المعنية التوجيهات بالبدأ في تأهيل الشباب لتحديات المستقبل.

ذلك الإهتمام النابع من الأمل في ميلاد ملايين الوظائف المستحدثة للشباب، وايضًا المخاوف من إندثار ملايين الوظائف الأخرى.

أما عن كيفية عبور تلك الفجوة فكانت الإجابة الشافية تدور حول محو الأمية الرقمية الشعبية، وتأهيل الشباب ومساندة العمالة غير المنتظمة في فتح أفاق وفرص جديدة للعمل.

ولا ننسى الميزة الإلهية التي انعم الله بها على وطننا، ألا وهي شبابية الدولة المصرية، مصر الفتية، مصر الشابة، وهنا لا أتحدث فقط عن التركيبة العمرية للدولة المصرية والتي يمثل فيها الشباب دون 35 عام ما يقرب من 69%، ويمثل الشباب دون 40 عام نحو 75% من الشعب المصري وفقا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، بل أتحدث عن شبابية الدولة كدالة في القوة العقلية، دالة في القوة الإبداعية المرنة التي تتحرك مع مستجدات الجائحة ومتغيراتها.

وإنطلاقًا من هذا التحدي الذي يواجه مستقبل وظائف الشباب في مصر، فالمطلوب هو سياسات مواجهة عاجلة وتدابير هادفة ومرنة لدعم وتأهيل العمال وفرق المنشآت الصغيرة والعاملين في القطاع غير المنتظم بل وطلبة الجامعات قبل الخروج لسوق العمل.

لابد من تكاتف جميع مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية لتأهيلهم وتنمية مهاراتهم الرقمية والأخذ بأيديهم نحو المستقبل اليوم قبل الغد، عذرًا فبناء قاعدة الهرم هي السبيل الوحيد لمستقبل أكثر تنافسية، فقد دق الجرس وعلينا بالعمل.

جرس الإنذار يدق لمستقبل شبابنا
بقلم| د. غادة علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى