مقالات وآراء

ثورة من أجل عادات وتقاليد سوية

استكمالا للقضية التي طرحتها في مقالي السابق، ومغزاها الذي يعبر عن أهمية إزدواجية التعليم لأبنائنا الذين يعيشون خارج حدود الوطن، ولكن هنا نطرح سؤال، هل التعليم إذا كان إيطالي أو مصري قادر على بناء وتشكيل شخصية أبنائنا؟، أم أن عملية البناء تبدأ من البيئة التي ينشأ فيها هؤلاء الأبناء.

وإذا تحدثنا عن البيئة فحتمًا تأتي العادات والتقاليد لكي يكون لها الدور الأكبر في عملية النشأة، ولكن هل أشبعنا أبنائنا عاداتنا وتقاليدنا المصرية وغرسنا فيهم القيم الأصيلة التي نشأنا عليها.

وإذا كان ذلك، فلنتساءل هل هذه العادات والتقاليد المصرية أصبحت تنسجم وتتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع الإيطالي الذي نعيش فيه.

في كل يوم نجد أبنائنا يقفون على أعتاب هذه التقاليد حائرين، هل يفتحون الباب ويدخلون، أم يغلقون الباب في وجه هذه العادات والتقاليد الغربية.

هل هذه العادات الغربية كلها غث، أم هي بين الغث والثمين، وكيف يتسنى لأبنائنا الأختيار والمفاضلة بين هذه العادات؟.

فهل إبني وإبنك نال من التربية الصحيحة داخل الأسرة ما يجعله قادر على بلورة العادات الغربية مع العادات الشرقية والخروج بمجموعة من عادات وتقاليد التي تتماشي مع روح العصر ومع عقائدنا وتعالمنا؟

ولكن للأسف أجد أسر مصرية رافضة للتغيير، تقف بكل قوتها لمنع هذه العادات الغربية من الوصول لأبنائها ظنا منها أن هذا هو الأصلح لأبنائها.

وفي نفس الوقت تجد هذه الأسر تتظاهر بالمدنية والحداثة، ولكن الداخل مازال متشبث بكل ما هو قديم وللأسف معظمنا أصبح يمتلك هذا الفكر المزدوج باطنه تقليدي وغلافة حديث.

والطامة الكبرى الجانب الآخر من الأسر التي فتحت الباب على مصرعيه للحداثة والمدن والتشبث بالفكر الغربي دون أدنى النظر فيما يتناسب مع عادتهم ومورثاتهم.

مما أدى إلى خلق جيل لا يعرف معنى التقاليد ولا الأصالة، جيل يتمسك بقيم زائفة أدت إلى الإنحلال والتفكك، جيل ليس بالمصري ولا الإيطالي، جيل ينفطر القلب حسرة عليه.

لا ألقي اللوم على هذا الجيل ولكن أقول أين الأباء الذين وضعوا أبنائهم في قطار سريع يتجه نحو الغرب ويقفوا على الجانب الآخر ينتظرونهم ناحية الشرق ظنا منهم أن القطار سوف يغير وجهته ناحية الشرق، ولكن القطار أخذ الأبناء بعيدًا أبعد مما نتخيل ومازلنا واقفين ننتظر القطار.

أتوجه من هنا بصرخة قوية توقظ النيام أفيقوا أيها السادة فأنتم على وشك ضياع هوية أبنائكم إذا لم تستطيعوا إيقاف هذا القطار.

فنحن الآن نريد ثورة، ثورة من أجل التغيير والتطوير ثورة على القديم، وثورة على الحديث الذي لا يتماشى مع عقائدنا وتقاليدنا ثورة من أجل الخروج بـ عادات وتقاليد سوية تجعلنا دائمًا في المقدمة محافظين على عادتنا وتقاليدنا المصرية ولكن في ثوبها الجديد الذي يتماشى مع الحداثة والتمدن.

وفي ختام مقالي أقول نحن في أمس الحاجة إلى عقول متفتحة، وشباب ناضج يليق بالمكانة التي نحلم بها في الداخل والخارج.

بقلم| علا أبو النور

تعليق واحد

  1. موضوع شيق وهداف ونتمنى من ابنائنا المقيمين فى الغربة التمسك بعداتنا وتقاليدنا المصريه – ويبتعدوا عن التقليد— ونشكر الكاتبه بالاهتمام بهذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى