مقالات وآراء

الماراثون الرمضاني 2022 بين الماضي والحاضر

شهد الماراثون الرمضاني 2022 تنوع بين الكوميدي والتراجيدى والأكشن، ومنها ما يقدم محتوى هادف ومنها اللايت الذي يعتمد على ضحكة المواقف داخل القصة.

وكعادتي كل رمضان في متابعة مسلسلات رمضان والنجوم المفضلة لدي في مواعيدها الأساسية وباقي المسلسلات الأخرى في مواعيد الإعادة على مدار اليوم مقسمة لما بعد الفطار وما قبله، وجدت إتجاه عام سائد هذا العام في جميع المسلسلات وهو حرص كل مسلسل على تقديم محتوى مختلف عن الآخر.

بالإضافة إلى حرص أغلب النجوم على عدم تكرار أدوارهم السابقة في العام الماضي، وتنوع الموضوعات الاجتماعية التي يناقشها المسلسلات وهذا هو الجانب الإيجابي.

ولكن وجدت أيضا أغلب مسلسلات الماراثون الرمضاني 2022 يسيطر عليها الفقر في المحتوى والمضمون الدرامي الذي فرض على المؤلف إتباع إسلوب المط الملل في الأحداث.

حقا هناك إختلاف كبير عن المسلسلات في الماضي والمسلسلات حاليا، حيث في الماضي كان إهتمام القائمون على الأعمال الدرامية يرتكز على إنتاج الأعمال التي تحكي السير الذاتية للشخصيات التي أثرت في المجتمع على جميع الأصعدة سواء الأدبي أو الفني مثلا، تقديم مسلسل عن حياة قاسم أمين، وأم كلثوم، وأسمهان، وطه حسين، وعلي مبارك، وليلى مراد.

وكان هناك إهتمام كبير بتقديم المسلسلات التاريخية والدينية بما تحويه من معاني ومفاهيم تثري الوجدان الديني والتثقيفي لدى المشاهد، وتعريف الأجيال الحالية عن تاريخهم والشخصيات التي أحدثت تغيير في المجتمع، بل وصنعت هذا التاريخ.

حيث كانت مثل هذه النوعيات من الدراما الرمضانية تلقي استحسان المشاهد داخل البيوت المصرية والعربية ويلتف حولها الكبار والصغار، لما فيها من محتوى هادف وأحداث مشوقة بالفعل ليست مصطنعة أو مؤلفة، وأنما أحداث حقيقية مثل “محمد رسول الله، الوعد الحق، عقبة بن نافع، عمر بن عبد العزيز، هارون الرشيد، إمام الدعاة، عمرو بن العاص”.

أما ما نشهده ويقدمه الماراثون الرمضاني 2022 يفتقر إلى المحتوى الهادف، فقد غلب عليه الجانب التجاري، إلى أن غابت المسلسلات الدينية والتاريخية التوعوية والتثقيفية، فلم يعد القائمين على تقديم المحتوى الدرامي يهتم بمضمون محتوى العمل، قدر أهتمامه بما سوف يعود عليه من فائدة مالية.

الأمر الذي عمل وشجع على زيادة عدد المسلسلات الرمضانية دون الإهتمام بالمضمون، مما جعل المشاهد مشتتا في إختيار المسلسل الذي يتماشي مع أهوائه، وجعله في صراع دائم مع الوقت لمشاهدة أكبر عدد ممكن من النجوم، مصابا بالملل بسبب كثرة الإعلانات، على العكس في الماضي حيث كان عدد المسلسلات المحدود المتنوع يجعل المشاهد مدرك تماما لما يريد أن يشاهده حسب قناعاته.

فإنني أتسائل لماذا لم نسير على خطى هذا النهج القديم الذي كان يهتم بتقديم المحتوى القيم الهادف بعرض عدد محدد من الدراما الرمضانية المتنوعة التي تعتمد على البطولة الجماعية، مع الإستفادة بالتطور التكنولوجي الذي صاحب أدوات التصوير في تقديم محتوى يرتقى بالذوق العام، دون اللجوء إلى المط والتطويل الغير مبرر إلذي يضعف من قيمة المحتوى المعروض؟

مع الإحتفاظ بالمحتوى الجيد الهادف الذي يثري فكر المشاهد ويحترم عقله، مع البعد عن الإسفاف والتفاهة، والبعد عن تقديم دور البطل البلطجي أو الحرامي أو تاجر المخدرات، مع المراعاة أن هذه المسلسلات تؤثر على الإتجاة العام للشباب والنشء.

بقلم| جهاد أمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى