كايرو جيت لايت

إعاقة رضيع.. قصة كفاح سيدة طلقها زوجها رفضًا له فتصبح هي ملجأه الوحيد

إذا نظرت إلى ملامحها الباسلة، وعينيها اللامعة من الحزن ستجد قصة سيدة، سطرتها حياة زوجية فاشلة لتجد نفسها فتاة في مقتبل العشرين من عمرها تحمل مسئولية طفل معاق، ليكون هو ايضًا ضحية جديدة لتقلبات الأقدار وأب مهمل جاحد القلب ليس لديه إحساس بالمسئولية.

قصة كفاح سيدة طلقها زوجها

إسلام. أ، تبلغ من العمر أربعين عام، تروي لـ”بوابة القاهرة” قصة حياتها. قائلة: تزوجت وعمري 20 عام وأنجبت “محمد” كان طفل طبيعي. لكن في الشهر السابع من عمره أصيب بارتفاع حرارة شديد سبب له دمور في المخ وأصيب بشلل رباعي.

ومن هنا أصبحت أواجه تقلبات الحياة حيث رفضه والده ولكنني قررت عدم التخلي عنه. ورفعت دعوى طلاق وتنازلت عن كل حقوقي، وطُلقت وعمري 23 عام.

وبنبرة تحدي أضافت: تحملي مسئولية طفل رضيع في رقبتي جعلتني أقرر أن لا استسلم. سنندي أبي وكان الداعم الأول لي.

وتعلمت مهنة الخياطة من والدتي، وطورت موهبتي بأخذ بعض الدورات التدريبية. وأصبحت أصنع ملايات ومفروشات وملابس وشنط. وأي شيء يجعلني لا أمد يدي لأحد.

كما أنشأت صفحة “مشغل على قد الإيد” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لأعرض عليها منتجاتي.

وتابعت: وهبت نفسي لـ”محمد” أصبح هو كل حياتي والسعي وراء شفائه أملي الوحيد. ظلِتُ أسعى وراء أطباء المخ والأعصاب والعلاج الطبيعي.

وأجريت له عمليات جراحية بلغ عددها ثلاث عمليات بالقدم وعمليتان باليد. أخرها عملية تصليح لعملية سابقة منذ أربعة أشهر.

إسلام عدوي مع ابنها محمد

إعاقة رضيع

وفي هذا الصدد تروي لنا “إسلام” مأساة أخرى في حياة ابنها. قائلة: أجرى له أحد الأطباء عملية فاشلة بقدمه اليسرى كلفتني 60 ألف جنيه.

وكان الولد يصرخ من شدة الألم. ذهبت به إلى طبيب أخر ليكتشف بالأشعة أن الطبيب السابق ركب له مسامير وشرائح مكسورة.

ومن هنا أخبرني الطبيب بضرورة إجراء عملية أخرى تكلف 80 ألف جنيه. وظروفي لم تسمح سعيت وراء العلاج على نفقة الدولة وكانت جميعها محاولات بلا جدوى.

وظلِتُ أيام لا أملك سوى دموعي وقلبي يحترق على صراخ وألم أبني. إلى أن أكرمني الله بمساعدة أهل الخير. واستطعت أن أجري له العملية التي استمرت فوق الثمن ساعات. تعرض خلالها للموت أكثر من مرة ولكن قدرة الله ولطفه بقلبي يفوق كل شيء.

وتضيف “إسلام. أ”: لم تكن هذه أخر معاناتي أنا وأبني. حيث كان يتقاضى “محمد” نفقة طلاق 500 جنيه.

وحين بلغ الـ 19 من عمره. انخفضت النفقة إلى 250 جنيه بدعوى أنه صار رجل ويمكنه الاعتماد على نفسه.

حاولت إثبات أنه مصاب بشلل رباعي ويحتاج من يعينه. ولكن لم أصل لشيء، وبمفاوضات مع طليقي قرر أن يرسل المبلغ الناقص من النفقة لإبنه شهريًا. وزاره لأول مره بعد 19 عام بعد العملية الأخيرة مرتين ثم رفض أبني أن يراه مره أخرى.

واختتمت حديثها قائلة: “محمد” طفل ذكي، ارتفاع الحرارة أثر على حركته فقط. وكان شاطر في المدرسة ولكن واجه انتقادات لم يتحملها من أقرانه ومدير المدرسة. جعلته يرفض الذهاب إلى المدرسة.

وبعد انقطاع 10 سنوات عن الدراسة. قرر أن يعيد تعليمه مره أخرى وألتحق بالتعليم المجتمعي وحصل على المرحلة الابتدائية.

وحين أنتقل إلى الإعدادية تسببت له هذه العملية الفاشلة في ألم جسدي ونفسي جعلته يتمنى الموت وتوقف عن الدراسة.

وأضافت “إسلام.أ” باكية: إذا كان “محمد” رفضه والده أولاً والمجتمع ثانيًا. سيظل حضني يسعه مدى الحياة، فهو كل عمري. مطالبًة الدولة بالتكفل بعلاج ابنها وتوفير معاش شهري له.

كتبه| منار إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى