مسجد القاياتي بين روعة التصميم وإهمال الآثار

يتسم مسجد الشيخ عبد اللطيف القاياتي المعروف بإسم “مسجد القاياتي”، بجمال التقسيم وبديع الصنع، لما يحتويه من عناصر زخرافية ومعمارية.
بني مسجد القاياتي على الطراز العثماني ويصنف بأنه المسجد الوحيد في محافظة المنيا الذي يضم مجموعه معمارية متمثلة في المسجد، حيث يستقر المسجد فوق تل مرتفع من الرديم في مركز العدوة في محافظة المنيا.
يرجع تاريخ إنشاء المسجد في الفترة 1258- 1842 ميلاديًا، ولقد تم إدراجه في عداد الآثار حديثًا عام 1993 ميلاديًا، فيما يحتوي المسجد على ضريح السيد عبد اللطيف بن عبد الجواد الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه.
تتميز المجموعة المعمارية لـ مسجد القاياتي، أنها بنيت على تل مرتفع من الرديم، وهو عبارة عن ضريحين ومضيفة يفصل بين هذه المجموعة صحن أوسط ومدخل بسيط عبارة عن فتحة معقودة بعقد نصف دائري، يغلق عليه مصراعين من الخشب ويؤدي إلى استطراق مستطيل مكشوف والذي يصل إلى صحن المجموعة، ونجد على اليمين المضيفة، واليسار قباب الأضرحة وفى المقدمة نجد المسجد يطل على الصحن بواجهته الرئيسية.
فيما يقع منبر المسجد على اليسار وهو من الخشب المزخرف بزخارف هندسية عبارة عن نجوم ثمانية الأطراف وأشكال مثلثات، وتقع دكه المبلغ بالرواق الغربي للمسجد المصنوعة من الخشب يُصعد إليها بدرجات تستخدم قديمًا لتبليغ الناس بحركات الإمام، وتحتوى المقصورة الخاصة بالشيخ القاياتي على ثلاث شمعدانات نحاسية، ويغطى الضريح بقبة مضلعة.
وزخرفت الواجهة الغربية للمسجد بزخرفة منحوتة على شكل أوراق نباتية، ويعلو باب المسجد، عتب خشبي عليه كتابة غائرة يُذكر فيها تاريخ وفاة القاياتي، وعلى جانبيها وأسفلها زخارف هندسية محفورة، بالإضافه إلى ضريح مصطفى القاياتي وهو لأحد أحفاده.
يتمير مسجد القاياتي، بمساحته الكبيرة المليئة بالكثير من الأعمدة المصنوعة من الرخام الأبيض، كما تتميز الواجهه الرئيسية بزخارف وصفوف من المقرنصات ذات الدلايات، بالإضافة إلى العتب المزخرف بزخارف هندسية يعلوها حشوة مستطيلة بارزة عليها كتابات قرآنية بخط النسخ إلى جانب الواجهات الباقيه و المآذنة المستحدثة.
وبرغم مايتميز به المسجد من العمارة الإسلامية، من جمال يلفت النظر ويدل على عبقرية ربط المسجد بالجمال الروحاني وليس الإنشائي فقط، إلا أنه مهمل، فقواعد الأعمدة بها رطوبة وشروخ، وعقد من العقود بيه شرخ فاصل في منتصفه قابل للسقوط فالمسجد يئن ويعاني على مر العصور ولا مستجيب.
كتبه-سلمى حسن