فن وثقافة

مرافئ الغربة.. من أدب المهجر لـ بدل رفو

يعرض موقع بوابة القاهرة قصيدة مرافئ الغربة للشاعر العراقي بدل رفو، وهي تعد من أدب المهجر.

قصيدة مرافئ الغربة

تحت شرفة مرآة الغربة

إهتزت الأرض حزنا..

اجهشت السماء بالبكاء..

إقرأ قصيدة| قال الوطن سأسافر معكم

فنادى المنادي بأسى وذهول:

ألا تخجل السنوات من صمت الشيب..!

ألا تخجل البحار من أمواجها الهادرة

وهي تمزق أشرعة سفن المشردين..

 وتحطم آمال عشاق الحرية..

 السائرة قوافلهم في ظل بركة السماء..!

من كأس تلافيف ظلام الغربة تنبعث أغنياتٌ..

وفي طرقات الحرية يتمدد النرجس

 ليطغي بجماله على مرارة طعم النوى..

والشوق لأرض كوردستان..

زوبعة في ذاكرة قارئة الفنجان:

لوحات تتمزق..

تتكئ على أعمدة رومانية..

تحتسي قدح الحنين والذكرى..

لتنزف من أوجاع غربتك

قصائد المكابدات،

يُسَكِرُكَ الأنين..

تلهث خلف حقيقة وجودك..

ذاكرة دروب عمرك،

تسرج جيادك..

 تعتلي الغيوم..

لتمسك بقمر طالما تغنيت به

في ظل التوق لقريتك..

لبطولات اجدادك المزيفة..

لدفاتر الطفولة و (شارع النجفي*)!

ريحٌ تكتسح تأملات الشوق

في حضرة الغربة

وإحتفالية الشتاء.. ندف الثلج..!

قلب الشاعر في موانئ الغربة

وجد وقرنفل.. تاريخ وطفولة بائسة..

اهازيح ومعزوفات العشق تغدو انيناً وحسرة

 اماسٍ عارية في ذاكرة الجحيم..

لم يعد الشعر بهجة سحابة ماطرة..

لتغسل جسد القمر بقصائد الغزل..

وبنفحات الهوى وعطر النعناع

من ثغر المجد..!

ايتها الغربة.. يا آخر مرافئ حياتي..

يا خاتمة رحيق قصص العشق والبدايات..

ومواويل قريتي (الشيخ حسن)** الحزينة..!

يا مرافئ الذكريات والمواجع..

يا قصائدي الحرة على أرصفتك..

على ثلجك ونارك وزنابق بحيراتك..

لغة الزهر والخيال

وقهوة مقاهي التاريخ..

يا وشاح السفر والإبحار..

وصرخات كوابيس الحرب والماضي التعيس..

يا رقصة حلمي تحت المطر

همسات الروح الدافئة..

يا خفقان الصبح والليل والشوق..

وفوق شظايا جسرك..

ستثرثر قارئة الفنجان:

(سترجع يا ولدي كالملك المغلوب)

أيا مرافئ غربتي..

ستظلين في دروب الدنيا

شمعة من لهيب حرية وسلام..

وعلى سرير الشعر ساغفو واغفو 

لحين ان يعانق الحلم ملائكة السماء..!

____________________

مرافئ الغربة
بقلم| بدل رفو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى