مقالات وآراء

عبد الحليم صلاح يكتب: الأهلي فقد بريقه في المونديال والمسؤولية على الجميع

تتجه أنظار عشاق كرة القدم المصرية نحو مشهد محبط ومقلق في بطولة كأس العالم للأندية، حيث يقف النادي الأهلي، ممثل الكرة المصرية، على أعتاب وداع مبكر للمسابقة.

تعادل سلبي مخيب للآمال أمام إنتر ميامي الأمريكي، ثم خسارة مستحقة بهدفين نظيفين أمام ساوباولو البرازيلي، حصيلة كارثية تضع الأهلي بلا أي أهداف حتى الآن في البطولة، وتؤكد اقترابه الشديد من الخروج من دور المجموعات، حتى قبل مباراته الأخيرة الصعبة أمام بورتو البرتغالي القوي.

هذه النتائج ليست مجرد كبوات عابرة، بل هي ناقوس خطر يدق ليُعلن أن كرتنا المصرية بأكملها في غرفة الإنعاش.

استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:

من الإنصاف ألا نُحمل المدرب الجديد للأهلي مسؤولية هذا الإخفاق. فالرجل ما زال في طور التعرف على اللاعبين وفهم إمكانياتهم، ولا يمكن تحميله تراكمات سنوات من التخطيط الخاطئ والإخفاقات المتتالية.

المشكلة أعمق بكثير وتكمن في مستوى أداء اللاعبين نفسه. الأداء كارثي بكل المقاييس، ولا يرقى أبدًا لمستوى الحدث الدولي الكبير. الفوارق الفنية باتت شاسعة بين النادي الأهلي والأندية الكبرى المشاركة في البطولة، وهو ما ظهر جليًا على أرض الملعب.

وعلى النقيض تمامًا من الأداء المصري المتذبذب، شاهدنا كيف قدم الهلال السعودي، ممثل الكرة السعودية ، مستويات مبهرة أمام فريق بحجم ريال مدريد.

أداء الهلال كان أكثر من رائع، بل وكان قريبًا من تحقيق الفوز على الفريق الإسباني العريق. هذا الأداء لم يأتِ من فراغ، بل لما يمتلكه الفريق السعودي من لاعبين على أعلى مستوى، سواء محليين أو محترفين، قادرين على المنافسة بقوة في بطولات ومحافل دولية كبيرة.

الهلال يقدم نموذجًا حيًا لما يجب أن تكون عليه الأندية التي تطمح للمنافسة العالمية: تخطيط سليم، صفقات قوية ومدروسة، واستثمار حقيقي في المواهب.

إن ما يحدث في مونديال الأندية يكشف فشلًا ذريعًا في التخطيط داخل النادي الأهلي. كيف لفريق بحجم القلعة الحمراء، وتاريخه العريق، أن يشارك في بطولة عالمية دون جلب صفقات قوية ومؤثرة قادرة على الذهاب بعيدًا في المنافسة؟

الخروج المبكر من دور المجموعات وتقديم أداء لا يرضي الجماهير هو نتيجة حتمية لغياب الرؤية المستقبلية والاعتماد على صفقات لا ترتقي للمستوى المطلوب.

استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:

وعلى مسؤولي النادي أن يراجعوا حساباتهم جيدًا، فجماهير الأهلي لا تقبل بأن يكون فريقها مجرد مشارك شرفي في المحافل الدولية.

والمشكلة لا تقتصر على النادي الأهلي فقط، بل تمتد لتشمل المنظومة الكروية المصرية بأكملها.

أنتقد وبقوة مسؤولي الكرة المصرية على عدم التخطيط الجيد والعشوائية في إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم.

إن عدم الاهتمام بالبنية التحتية، وبقطاعات البراعم والناشئين، هو السبب الرئيسي في تدهور مستوى المواهب، كيف لنا أن نُفرز لاعبين قادرين على دعم الكرة المصرية وتمثيلها بأفضل صورة على الصعيد الدولي ونحن لا نستثمر في الأساس؟

بقلم| عبد الحليم صلاح

موضوعات متعلقة