عربي وعالمي

العطار في المغرب.. عيادة طبية من نوع آخر تنافس الأطباء

العطار في المغرب .. لا تكاد تمر بحي من أحياء المدن المغربية دون أن تستوقفك لوحة إشهارية لمحل يحمل إسم “عشاب” أو “عطار” وفق ما يطلقه أهل المغرب على الشخص الذي يمتهن بيع الأعشاب وصناعة الأدوية التقليدية باستخدام الأعشاب الطبية.

ارتبط أسم العطار في المغرب منذ القدم ببائع الأعشاب بكل أنواعها، والذي يستردها من البوادي والمناطق الجبلية بالمغرب، فكلها تزخر بانواع عدة من الأعشاب ذات المنافع والفوائد الصحية، بفضل المناخ المعتدل والخصائص الجغرافية الملائمة لنبات ونمو الأعشاب.

مهنة العطار أو العشاب بالمغرب تطورت بفعل التحولات التاريخية والاجتماعية التي عاشها المغرب، فتطورت إلى ممارسات مقننة في إطار هيكل جماعي وقانوني داخل التعاونيات والفيدراليات العمالية، فأضحى ممتهن هذه المهنة يشتغل بأساليب وتقنيات عصرية من حيث بيع وتعبىئة الأعشاب وتحديد منافعها وطريقة استعمالها على كل منتوج يباع.

ناهيك عن الأخذ بمعايير السلامة الصحية في طريقة تحضير مستخلصات الأعشاب والأدوية التقليدية التي تصنع من الأعشاب، ورغم تطور المجال الطبي بالمغرب ولجوء العديد من المرضى إلى أخذ العلاجات في العيادات الطبية وفي المستشفيات الحكومية والمصحات الخاصة، إلا أن كثيرا من المغاربة مازال يفضل العلاج بالأعشاب على الأدوية، وهو معطى ثقافي متوارث من جيل لآخر.

ويغزى هذا الاقبال إلى انتشار ثقافة التداوي بالأعشاب داخل الأسرة المغربية، حيث توظف في علاج بعض الأمراض منذ القدم قبل انتشار الطب الحديث.

ويبقى العطار في المغرب محافظا على مكانة مهنته داخل المنظومة الاجتماعية والإقتصادية بالمغرب، رغم التحولات الثقافية وتطور المجال الطبي والعلمي.

المغرب| فاطمة بن موسى

موضوعات متعلقة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى