منارة الإسلام

سورة تقرأ على الماء للزوج والولد العاصي والطفل العنيد

يبحث الكثير من الناس في أوقات الشدة والاضطراب عن سورة تقرأ على الماء للزوج والولد العاصي والطفل العنيد أملاً في تهدئة النفوس وإصلاح القلوب وجلب السكينة إلى البيوت.

فالقرآن الكريم هو النور الذي يبدد ظلمة الحزن والقلق، وهو الشفاء الذي يلامس القلب قبل الجسد. كما قال الله تعالى: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين».

وكم من بيت عاد إليه الهدوء بآيات تتلى بخشوع وإيمان، وكم من نفس طغى عليها الغضب فانشرح صدرها بكلام الله.

فضل القرآن في تهذيب السلوك وتقويم النفس

إن من أعظم نعم الله على عباده أن أنزل عليهم كتابًا يهديهم إلى سواء السبيل، ويهذب نفوسهم، ويقوم سلوكهم. ويمنحهم الطمأنينة في أوقات القلق والاضطراب.

فالقرآن الكريم ليس هو منهج حياة المسلم، يهذب الأخلاق، ويزرع الرحمة، ويغرس في النفس قيم الصبر والحلم والعفو والإحسان.

لقد أكد الله تعالى هذا المعنى في قوله: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين». فالشفاء هنا لا يقتصر على الجسد، بل يمتد إلى الروح والنفس والسلوك.

فآيات القرآن تصلح ما فسد في القلوب، وتطفئ نيران الغضب والعداوة، وتعيد للإنسان توازنه الداخلي. فيصبح أكثر حلمًا وهدوءًا وحكمة في التعامل مع من حوله.

ومن يتأمل في سور القرآن يجد أنها مدرسة أخلاقية عظيمة؛ ففيها الدعوة إلى اللين. كما في قوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: «فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى». وفيها الحث على العفو والتسامح، والصبر على الأذى، والتحذير من الغضب والكبر والعناد.

ولهذا فإن قراءة القرآن بتدبر ليست عبادةً فحسب، بل تربية للنفس وإعادة صياغة للسلوك. تجعل الإنسان أكثر توازنًا ورحمةً في بيته ومع أسرته، سواء في تعامله مع الزوج أو الأبناء أو حتى مع نفسه.

فالقرآن الكريم هو الدواء الرباني الذي يهذب السلوك من الداخل، ليظهر أثره في القول والعمل والتصرف.

قراءة القرآن الكريم على الماء

من السنن والوسائل المباحة التي وردت في أثر السلف الصالح ما يعرف بـ الرقية الشرعية بالقرآن على الماء.

وهي طريقة شرعية لا يدخلها سحر أو خرافة، بل تقوم على الاعتماد الكامل على الله سبحانه وتعالى في طلب الشفاء والهداية.

فقد ثبت في السنة أن النبي صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان يرقي نفسه والناس بالقرآن الكريم والأدعية النبوية. وكان ينفث بعد القراءة، أي يخرج هواءً خفيفًا مع شيء من الريق بعد تلاوة الآيات طلبًا للبركة.

وقد أجاز العلماء، ومنهم الإمام ابن باز والإمام ابن عثيمين رحمهما الله. قراءة القرآن على الماء ثم شربه أو الاغتسال به أو رشه في أرجاء البيت بنية البركة والسكينة.

بشرط أن تكون النية خالصة لله تعالى، وأن يُعتقد أن الشفاء من عند الله وحده، وليس في ذات الماء أو الكلمات قوة مستقلة.

فالقراءة ما هي إلا وسيلة شرعية يتوسل بها المؤمن إلى ربه، كما قال تعالى: «وإذا مرضت فهو يشفين».

أما الطريقة الصحيحة لقراءة القرآن على الماء فهي أن يجلس المسلم في طهارة تامة، ويتوجه بقلب خاشع إلى الله. ثم يقرأ ما تيسر من السور والآيات المأثورة بصوت هادئ ومليء باليقين، مثل:

  • سورة الفاتحة
  • آية الكرسي
  • خواتيم سورة البقرة
  • سورة الإخلاص والمعوذتين
  • السور التي يراد بها الإصلاح والطمأنينة مثل طه ويس والرحمن.

ثم ينفث في الماء بعد القراءة، ويستخدم هذا الماء في الشرب أو الاغتسال أو رشه في أرجاء المنزل. بنية جلب الهدوء والمودة وطرد الطاقة السلبية والوساوس.

إن هذه الطريقة ليست بدعة ولا ممارسة باطلة، بل عبادة قلبية وسلوك إيماني يظهر تعلق العبد بربه واعتماده عليه. إذ لا شفاء ولا هداية إلا بما أذن الله به من أسباب شرعية مشروعة.

لمزيد من الأدعية والتحصين للطفل، تعرف على التالي:

سورة تقرأ على الماء للزوج والولد العاصي والطفل العنيد

إن القرآن الكريم بما يحمله من نور وهدى، هو أصدق ما يلين به الله القلوب ويهدي به النفوس. وقد جعل فيه شفاءً ورحمةً للمؤمنين.

ومن السور التي جرب أثرها العظيم في تهدئة النفوس وإصلاح العلاقات داخل البيت. مجموعة من السور التي تمتاز بمعانيها الوجدانية العميقة وتأثيرها الروحي والتربوي القوي.

وفيما يلي أبرز سورة تقرأ على الماء للزوج والولد العاصي والطفل العنيد مع بيان دلالتها النفسية والتربوية:

  • سورة طه

سورة مفعمة بالرحمة واللين، تبدأ بخطاب رقيق للنبي ﷺ: «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى». وتروي قصة موسى عليه السلام مع فرعون. حيث أمره الله أن يخاطبه بقول لين رغم طغيانه: «فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى».

ومن هنا، فهي سورة تعلمنا أسلوب الرفق في مواجهة العناد والعصيان، سواء من الزوج أو الأولاد.

  1. التأثير التربوي: تزرع الهدوء وضبط الانفعال في التعامل، وتذكر بأهمية الحكمة والرفق في الإصلاح.
  2. الاستخدام: تقرأ على الماء مع نية أن يلين الله القلوب ويبدّل الغضب بالرحمة.
  • سورة يس

تعرف بأنها قلب القرآن، لما فيها من معاني عن البعث والرحمة وتيسير الأمور. يشعر من يقرأها أو يسمعها براحة وسكينة نفسية تطفئ نار العصبية والتوتر داخل البيت.

  1. التأثير التربوي: تبعث في النفس الطمأنينة وتفتح باب التسامح والتجاوز.
  2. الاستخدام: يمكن قراءتها على الماء مع الدعاء.
  • سورة البقرة

قال النبي ﷺ: «إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة». فهي من أعظم سور القرآن أثرًا في طرد الشيطان وجلب البركة.

  1. التأثير التربوي: تخلق جوا روحانيًا هادئًا يساعد في تهدئة العصبية بين أفراد الأسرة.
  2. الاستخدام: تقرأ كاملة أو مقاطع منها على الماء، ثم يرش بها البيت أو يشرب منها بنية التحصين.
  • سورة الرحمن

سورة تفيض بجمال التكرار الإلهي: «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان»، وهي من أكثر السور التي تبعث على الصفاء الداخلي وتليين القلوب.

  1. التأثير التربوي: تُذكر الزوج والولد بنعم الله، مما يزرع الامتنان ويقلل حدة الجدال والعناد.
  2. الاستخدام: تقرأ على الماء ثم يشرب منه بنية الرحمة والمودة بين الزوجين والأبناء.

أدعية مأثورة من السنة تقال بعد القراءة:

  • «اللهم ألّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سُبل السلام، ونجّنا من الظلمات إلى النور».
  • «اللهم اهدِ زوجي (أو ولدي) لما تحب وترضى، واصرف عنه الشيطان وهواه، واجعل في قلبه رحمة وسكينة».
  • «اللهم أنزل في بيتنا السكينة، وأبعد عنا كل غضبٍ وعداوة، وارزقنا صفاء القلب وحسن الخلق».

وبهذا الجمع بين تلاوة سورة تقرأ على الماء للزوج والولد العاصي والطفل العنيد والأدعية النبوية. تتحول الرقية إلى وسيلة تربية إيمانية متكاملة، تربط أفراد الأسرة بالله تعالى وتذكرهم بأن الهدوء والرحمة لا يؤخذان بالقوة، بل يستمدان من نور القرآن وصدق النية.

لمزيد من الأدعية والتحصين للطفل، تعرف على التالي:

سورة تقرأ على الماء للطفل العنيد

يولد الأطفال بقلوب بيضاء نقية، تتأثر سريعًا بكل ما يدور حولهم من مشاعر وأصوات وأجواء نفسية داخل البيت.

ولذلك فإن جو المنزل هو أول ما يشكل سلوك الطفل، فإن كان مليئًا بالقرآن والذكر والرحمة. انعكس ذلك هدوءًا وامتثالًا في تصرفاته، وإن سادته العصبية والجدال، نما في قلبه التوتر والعناد.

ولهذا، تعد قراءة القرآن الكريم في البيت بنية الصلاح والسكينة من أعظم الوسائل التربوية غير المباشرة في تهذيب سلوك الأبناء.

فالطفل يسمع الآيات، فينشأ في جو مفعم بالسكينة والطمأنينة. خاصة عند قراءة سور وآيات تبث الرحمة والمودة مثل قوله تعالى:

  • «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ»
  • «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا»

ويمكن للأم أو الأب أن يقرأ سورا مثل يس والرحمن والمعوذتين على الماء. ثم يسقيا الطفل منه أو يغتسل به مع الدعاء بالهداية والصلاح.

والمقصود هنا هو الاستعانة بكلام الله تعالى في تليين قلب الطفل وتزكية نفسه. لا لإجباره أو الضغط عليه، بل لتغذية روحه بالسكينة والرحمة.

إلى جانب ذلك، على الوالدين أن يدركا أن الدعاء أبلغ أثرًا من الغضب. وأن الطفل لا يهذب بالصراخ أو العقاب الدائم، بل بالقدوة الحسنة والرفق والصبر. فقد قال النبي ﷺ: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه».

فليكن البيت محاطًا بذكر الله، ولتكن قراءة القرآن عادة يومية يسمعها الطفل فيشعر بالأمان والسكينة.

لمزيد من الأدعية والتحصين للطفل، تعرف على التالي:

العناد عند الأطفال

من الناحية التربوية والعلمية، فإن مشكلة العناد عند الأطفال سلوك مكتسب وليس فطرة يولد بها الطفل. يوضح ذلك عدد من الأخصائيين النفسيين بأن العناد يظهر عندما يشعر الطفل بفقدان السيطرة أو الحرمان من الاهتمام، أو حين يرى في الغضب وسيلة لجذب انتباه والديه.

وفي تصريح للأخصائية النفسية آيات عبد الحكيم لـ”موقع بوابة القاهرة“، قالت: “العناد عند الأطفال غالبًا ما يكون رد فعل نفسي للدفاع عن الذات. أو وسيلة للتعبير عن الرأي في بيئة لا تمنح الطفل حرية كافية. والحل لا يكون بالصراخ أو العقاب. بل بتوفير بيئة هادئة وآمنة، وتواصل إيجابي مبني على الحب والاحترام.”

وتشير الأخصائية إلى أن الجو الإيماني والروحي داخل المنزل، المليء بتلاوة القرآن والدعاء، يخلق توازنًا نفسيًا كبيرًا لدى الطفل. ويقلل من نوبات الغضب والعناد، لأن الطفل يتعلم الهدوء بالمشاهدة والمحاكاة.

فكما يكتسب الطفل العناد من البيئة المتوترة، يكتسب الطمأنينة من البيئة المفعمة بالإيمان والسكينة.

آيات وأدعية لجلب الهدوء والمودة في البيت

من الجميل أن تردد الأسرة معًا آيات وأدعية تعين على تهدئة القلوب وتصفية النفوس، ومنها:

  1. «رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ»
  2. «اللهم اجعل هذا البيت بيتًا مطمئنًا بالإيمان، عامرًا بذكرك وطاعتك»
  3. «اللهم ألّف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، واصرف عنّا نزغات الشيطان»
  4. «اللهم أنزل في بيوتنا السكينة والمودة، وبارك في أهلها، واصرف عنها الخصام والجدال»
  5. «اللهم أصلح لي في ذريتي، واهدهم لطاعتك، واجعل القرآن نور قلوبهم وراحة صدورهم»

هذه الأدعية والآيات حين تقرأ يوميًا، خصوصًا بعد صلاة المغرب أو الفجر، تعيد الهدوء إلى البيت. وتنشئ الأطفال على حب القرآن، فيتربون على الرحمة لا على العصبية، وعلى اللين لا على العناد.

وفي النهاية، إن سورة تقرأ على الماء للزوج والولد العاصي والطفل العنيد ليست وصفة سحرية. بل وسيلة إيمانية تذكرنا بأن الهداية من عند الله وحده، وأن القرآن هو دواء القلوب ومصدر السكينة في البيوت.

فلنكثر من التلاوة والدعاء، ولنجعل من بيوتنا بيوتًا يتلى فيها كلام الله فتزول الخلافات ويعم الهدوء والمودة.

كتبه| أحمد سلامة

موضوعات متعلقة