آيات تقرأ على الطفل ليزداد هدوءه وتزيل عنه القلق والبكاء

آيات تقرأ على الطفل ليزداد هدوءه تبعث السكينة في قلبه وتغرس الطمأنينة في روحه، فالقرآن الكريم هو الشفاء والرحمة والدواء لكل اضطراب نفسي أو قلق يعتري الإنسان، كبيرًا كان أو صغيرًا.
قال تعالى: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين»، فهي آيات تنير القلب وتطمئن النفس وتمنح راحة وسلامًا لا مثيل لهما.
إن الطفل بطبيعته يتأثر بالأصوات والمشاعر من حوله. وسماع آيات القرآن في سن مبكرة يزرع فيه هدوءًا داخليًا ينعكس على سلوكه اليومي.
لذا ينصح الأهل بتعويد أطفالهم على سماع القرآن الكريم، وتلاوة بعض السور عليهم قبل النوم أو أثناء القلق. ليكون القرآن لهم سكنًا وأمانًا من التوتر والخوف.
آيات تقرأ على الطفل ليزداد هدوءه
آيات تقرأ على الطفل ليزداد هدوءه تعد من أنفع الوسائل الشرعية لبث الطمأنينة في قلب الطفل وتهدئة نفسه.
فالقرآن الكريم كلام الله الذي أنزل فيه السكينة والرحمة، وكل من تلاه بإخلاص وجد أثره في روحه وسلوكه.
ومن أروع ما يمكن للأبوين تلاوته على أبنائهم قبل النوم أو أثناء نوبات القلق والتوتر. مجموعة من الآيات والسور التي اشتهرت بقدرتها على تهدئة القلوب.
سورة الشرح:
تبعث في النفس الأمل بعد الضيق، إذ يقول الله تعالى: «فإن مع العسر يسرا»، وهي آية عظيمة تغرس في الطفل معاني الصبر والسكينة.
سورة يس:
تقرأ بنية تفريج الهموم، وقد وصفها العلماء بأنها “قلب القرآن”، وسماعها بصوت خاشع يزرع الهدوء في أجواء البيت ويمنح الطفل راحة عميقة.
آية الكرسي:
حصن منيع ضد الخوف والوساوس، وقراءتها على الطفل قبل النوم تحفظه وتهدئ روحه.
آخر آيتين من سورة البقرة:
تزرع في القلب السكينة والحفظ الإلهي، فقد قال النبي ﷺ: «من قرأهما في ليلة كفتاه».
سورة الإخلاص والمعوذتين:
تشكل رقية متكاملة لتحصين الطفل من العين والقلق، وقراءتها برفق ولمسة حنان تملأ قلبه بالأمان.
إن قراءة هذه الآيات التي تقرأ على الطفل ليزداد هدوءه بصوتٍ لطيف قبل نومه. تجعل الطفل أكثر استقرارًا واطمئنانًا، وتربطه بالقرآن منذ صغره، ليشب على محبة كلام الله.
دعاء لتهدئة الطفل المشاغب
دعاء لتهدئة الطفل المشاغب هو أحد المفاتيح الإيمانية التي يلجأ إليها الآباء والأمهات. عندما تشتد عليهم صعوبة التعامل مع الأبناء كثيري الحركة أو الغضب.
فالدعاء هو سلاح المؤمن ووسيلته لطلب السكينة من الله عز وجل. وهو أداة تربوية دينية تعين الأبوين على بث الهدوء في البيت وغرس الطمأنينة في قلب الطفل.
إن الدعاء بصدق النية وبقلب خاشع يفتح أبواب الرحمة الإلهية. ويبدل حال الطفل المشاغب إلى طفل هادئ مطمئن بإذن الله.
ومن أجمل الأدعية التي يمكن للأم أو الأب ترديدها:
- “اللهم اهده واهدِ به، وقرّ عيني برؤيته هادئاً مطمئناً”
- “اللهم كما أنزلت السكينة على قلوب المؤمنين، أنزلها على قلب ولدي، واملأ صدره حبًا وطمأنينة”
- “اللهم اجعل قلبه لينًا، ولسانه صدقًا، ونفسه رضيةً طيبة”
- “اللهم بارك في عمره، واهده لخير الأخلاق، وجنبه ما يؤذيه أو يشتته”
ينبغي أن تقرأ أدعية للأطفال بصوت هادئ، وخصوصًا قبل نوم الطفل أو بعد صلاة الفجر حين تكون النفوس أقرب إلى الصفاء.
ويمكن أيضًا أن تتلى أثناء احتضان الطفل أو مسح رأسه، فذلك يضاعف من أثر الدعاء النفسي والروحي.
ولا بد أن نذكر أن الدعاء لتهدئة الطفل المشاغب لا يغني عن التربية السليمة والتعامل بالحكمة. بل هو وسيلة تعزز أثر التوجيه وتكمله، فالمربي الحكيم يجمع بين الدعاء والعمل، وبين التهذيب بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة.
كما يمكن تلاوة آيات لتهدئة الطفل كثير البكاء لزيادة أثر الدعاء في جلب السكينة والهدوء داخل البيت.
حرز لتهدئة الطفل الشقي
حرز لتهدئة الطفل الشقي هو من الوسائل الشرعية التي يوصي بها العلماء لتحصين الأبناء وتهدئة نفوسهم بذكر الله تعالى. دون اللجوء إلى التمائم أو الممارسات غير المشروعة.
فالحرز في الإسلام لا يعني تعليق الأوراق أو الرموز، بل هو تحصين بالأدعية والآيات القرآنية التي وردت في السنة النبوية. إذ قال رسول الله ﷺ: “احفظ الله يحفظك”، أي الزم ذكره وقراءة آياته، تكن في كنفه وأمانه.
ومن أهم الأحراز الشرعية التي يمكن قراءتها على الطفل الشقي لتهدئته:
- تكرار قول: “بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” ثلاث مرات صباحًا ومساءً، فهي حرزٌ عظيم من كل أذى.
- قراءة سورة الفاتحة على الطفل مع النية الصادقة في أن يرزقه الله السكينة والهدوء، فهي شفاء ورحمة، كما قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82].
- المعوذتان (سورتي الفلق والناس) تُقرأ ثلاث مرات صباحًا ومساءً، فهي تحصين شامل من كل شر، وتبعث الطمأنينة في القلب والنفس.
- آية الكرسي بعد كل صلاة وقبل النوم، فهي تحفظ من الشيطان وتمنح الهدوء للبيت والأبناء.
ومن المهم التنبيه إلى أن الحرز الحقيقي ليس في الأوراق المكتوبة أو التمائم المعلقة. بل في اليقين والإخلاص أثناء الذكر والتلاوة. فالإيمان القوي والتوكل على الله هما الدرع الحقيقية التي تحمي الطفل وتهذب طباعه.
كما يستحب أن تقرأ هذه الأذكار أثناء مسح رأس الطفل أو احتضانه، فيشعر بالأمان ويهدأ قلبه بذكر الله.
ويمكن الرجوع إلى دعاء لتهدئة الطفل كثير الحركة، لأن الأطفال الأشقياء غالبًا ما يكونون كثيري الحركة أيضًا. ويحتاجون إلى مزيج من التحصين والدعاء والتوجيه بالحكمة.
آيات لتهدئة الطفل كثير البكاء
يعد البكاء الزائد عند الأطفال من أكثر المظاهر التي ترهق الأمهات. خاصة إذا لم يكن سببه جسديًا أو مرضيًا، بل حالة من الخوف أو القلق أو الحاجة إلى الطمأنينة.
في هذه اللحظات، يكون اللجوء إلى القرآن الكريم هو السبيل الأسمى لزرع السكينة في قلب الطفل. فآيات الله تحمل في طياتها راحةً لا يضاهيها دواء ولا كلام.
يمكن للأم أن تتلو على طفلها بعض الآيات المليئة بالسكينة والرحمة، مثل قوله تعالى في سورة طه: ﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾
هذه الآيات تحمل رسالة طمأنينة عميقة بأن القرآن نزل للرحمة لا للمشقة. وأن سماعه يهدّئ النفوس ويزرع الهدوء في القلوب الصغيرة.
وكذلك في سورة الإسراء قوله تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا﴾
يمكن للأم قراءتها على طفلها طلبًا لحالة من الاتزان النفسي والسكينة الداخلية.
أما في سورة الفتح، فتأتي الآية الجامعة للسكينة: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
وهي من أعظم الآيات التي تقرأ بنية الهدوء والراحة. إذ تذكر بأن السكينة هبة إلهية تنزل على القلوب المؤمنة.
ينصح بقراءة هذه الآيات أثناء حمل الطفل أو قبل نومه بصوت خافت مطمئن. فـ صوت الأم بالقرآن هو أول ما يمنح الطفل الأمان، وهو من أسرار الترابط العاطفي بين الأم ورضيعها.
يمكن لك الانتقال إلى حرز سورة لتهدئة الطفل العصبي، لزيادة الفائدة.
دعاء لتهدئة الطفل كثير الحركة
ليست كل حركة زائدة دليلًا على شقاوة، فكثير من الأطفال يملكون طاقة تحتاج إلى توجيه، لا قمع. ومع ذلك، يمكن للأذكار والدعاء أن يسهم في تهذيب النفس وتهدئة الجسد بطريقة روحانية رائعة.
من الأدعية المباركة في هذا السياق:
- “اللهم اجعل له من لدنك سكينة تطمئن بها نفسه، وتهذب بها حركته.”
- “اللهم حبب إليه الطاعة، وكره إليه المعصية، واجعل قلبه مطمئنًا بذكرك.”
هذه الأدعية يمكن أن تقال قبل النوم أو بعد صلاة الفجر، مع مسح يد الأم على رأس طفلها برفق.
ومن الناحية التربوية، لا ينبغي توبيخ الطفل كثير الحركة، بل توجيهه بالحكمة والرحمة والدعاء. فالكلمة الطيبة والدعاء الصادق أبلغ أثرًا من الصراخ والعقاب.
وفي النهاية، يبقى القرآن الكريم والدعاء هما ملاذ كل أب وأم يسعيان لتهذيب طفلهما بالرفق والسكينة. فهما مصدر راحة للنفس ودواء للقلوب الصغيرة التي تحتاج للحب والأمان قبل أي شيء.
استمروا في قراءة الأذكار اليومية، واجعلوا بيوتكم عامرة بتلاوة القرآن. فكل آية تقرأ فيها تنير طريق الأبناء وتفتح لهم أبواب الهداية.
“اللهم اجعل أبناءنا من حفظة كتابك، وأنزل على قلوبهم السكينة والهدوء، واملأ حياتهم نورًا وطمأنينة.”
كتبه| أحمد سلامة