«من بريد القراء».. قصة حب لم تتعدى ثلاثين يومًا
من بريد القراء.. تحكي صاحبة القصة، أنها كانت تربطها بشخص ما علاقة عمل أستمرت أكثر من ثلاثة سنوات، وفجأة دون سابق إنذار بدأت نظرات العين المتبادلة بينهم تتزايد، كما بدأت بينهم الأحاديث الخاصة، ثم موعد ولقاء.
تقول: بدأ قلبي يدق له بشدة، واستعد أن أراه في قمة الشياكة والجمال، وعندما أراه تغمرني سعادة بالغة، فأنتظر لقاءه كما ينتظر الطفل هلال العيد.
يخبرني قلبي أنه يبادلني نفس الإحساس، ولكن لا يريد أن يبوح عما بداخله، وفي يوم من الأيام قررت أن أقولها أنا. نعم قولت له بحبك، فبادلني نفس الإحساس، ومنذ هذه اللحظة عشت معه أجمل أيام حياتي، عفوًا إنها بضعة أيام قليلة لم تتعدى الثلاثون يومًا.
ننتظر الليل يسدل ستائره لنختلس معا أجمل اللحظات، يحكيلي عن ماضيه وغرامياته، فأسمعه بكل حب وشغف، كان الحديث يستمر ساعات طويلة دون أن ندرك قيمةً للوقت.
ليالي الشتاء تمر علينا دون أن نشعر ببرودتها، الجميع من حولنا نائمون ونحن في عالم الأحلام طائرون، دائمًا أخبره إني خائفة من أن يبتعد عني وأصبح ماضي يحكيه لفتاته المستقبلية، كانت إجابته لا تنزعجي وتقلقي أنا معكِ ولن أتركك.
استمر الحال بيننا عاشقان في سماء الحب، جميع من حولي لاحظ على وجهي جمال الحب فيسائلون عن سر هذا الجمال خاصةً في هذه الأيام، كنت أخبرهم في نفسي دون تصريح بذلك أنه جمال الحب الذي غمر قلبي ووجداني.
وفجأة تحول الحلم الجميل إلى كابوس مخيف، بدأ بطل قصتي أحواله تتغير، لا يقوم بالرد على اتصالاتي، متحججًا بظروف العمل، وقتها أدركت أنه يريد الانسحاب بشكل لائق.
ولكن لماذا بعد أن أصبح كل شئ في حياتي، لماذا أعطاني الحب بكل ما تحمله الكلمة ثم سلبني إياه، لماذا بعد أن أصبح كل شئ في حياتي يريد أن يأخذ مني عمري وحياتي.
وكنت اتوسل إليه أن يتحدث معي ويقوم بالإجابة على كل هذه الأسئلة، ولكنه كان يتهرب دائمًا.
عشت أيام سوداء فكرت فيها في الانتحار مرارًا وتكرارًا، ولكن كان يمنعني دائما إيماني بالله، هل أخطأت عندما أحببته؟ وكما يقولون مرآة الحب عمياء، قررت أن أكتفي بالجزء وليس الكل، وأكون له صديقة وليس حبيبة.
هذا القرار جعلني أن أكتشفه أكثر وأتعرف على مشاكله وظروفه، ومن ثم أصبحت العصا السحرية التي تقوم بتنفيذ أفكاره وأحلامه، فيكافئني ويقول لي “انتي صديقة فقط”.
وكانت إجابتي “أنا راضية بأي صفة” عشت هذه الأيام أصعب أيام حياتي دون أن أخبره، فأبتسم دائمًا في وجهه وأنا قلبي يتقطع على حالي.
وتحت كل هذا الضغط النفسي الذي مررت به، وبعد كل التنازلات التي قدمتها له دون أي مقابل ولو حتى كلمة حب تجعلني أشعر إني لي مكانه في حياته، مرضت مرض كبير وعلى أثره دخلت المستشفى.
أخبرته إني بين الحياه والموت وبحاجتي له، ولكن كان رده هو عدم الرد، نزعت كل ما كان في يدي من المحاليل وتوقفت عن أخذ الدواء واستسلمت للمرض، وضعف جسدي ولم أصبح قادرة على فعل أي شئ، سوى أن أكتب إليكم هذه الرسالة لعلي أجد الحل.
هل أقوم بالإتصال به مرةً أخرى وأتوسل إليه أن يظل بجواري، أم أتغلب عما بداخلي وأحيا حياة تقليدية دون أي أمل يكون مصيرها الموت البطئ، أم أبحث عن شئ جديد في حياتي أقوم به، أم أُنهي حياتي بيدي، لأني أموت كل لحظة هو ليس فيها، وحاليا أرقد في سريري لا أقوى على فعل شئ سوي التفكير به، ماذا أفعل؟
كتبه| سعاد حسن