قُبيل رشفة الشيفاز.. دعوة الفضيلة كم راكب؟!
قرائي الأعزاء، ربما مقالي يحتاج لفك الشفرة وقاموس اللغة أو أنا أحسبه هكذا، فلمن لا يعلم الشيفاز فهو مشروب مسكر ويعد من أقوى أنواع الخمور والله أعلم.
فأول حديثي معه كان لدى محل كشري أبو ربيع عندما حدثتني الزجاجة الساخنة التي تحمل اللوجو وبداخلها مشروب آخر يصيبك بحرقة المعدة وهو دقة الكشري ما هذا الربط فكلاهما مسكران ولكن بشكل آخر نفس تهوى السُكر على طريقة “أبو ربيع” ونفس تهوى السُكر على طريقة تبًا للفضيلة، ولأثبت لذاتي ولغيري أن لا فضيلة بعد اليوم، ولا يوجد أنثى لا تُستمال حتى وأن عشقت فسأحاول مرارًا ومرارًا حتى تسقط فلا يوجد إمرأة لا يتم شرائها بالمال ثم العيال.
لماذا الشيفاز؟ ربما تذكرته فهو الرابط بين كل شئ ونقيضه، بين الرجولة المدعاة والهلس المدعو، وبين فضيلة الأمة وقسوة المجتمع، وبين الدعوة للسُكر والعربدة والاستشهاد بالأحاديث والسيرة النبوية، فنحن أشخاص نهوى الركوب على أي شئ بمُسمى الفضيلة والأخلاق.
وبذكر الركوب ولأنه ترند اليوم ورغم أني لن أجد كلمات مناسبة في اللغة العربية لوصف ركوب الترند، إلا أننا شعب يهوى ركوب أي شئ بطبعه، من أول “الراكب” متحرش المترو حتى قتلة سيدة السلام، الذين قتلوها غدرًا بركوب خاطئ فقذفوها من الشرفة.
فلا نتعجب فنحن شعب اعتاد على قضاء حاجته في الشارع علنًا ونهارًا جهارًا، راكبًا أم مزنوقًا تحت أي كوبري أو حائط فلا تربية تُثنيه، ولا فضيلة تُرجعه فقد تربى على أن الحياة تخضع لذكوريته مثلما يعتقد أي رجل عن نفسه قُبيل رشفة الشيفاز.
فالعيب كله تُلام عليه نون النسوة في مجتمعنا وحسب قوانيننا المستحدثة فليس لها حق الولاية فكيف نوليها على احترام نفسها وفرض احترامها على الغير وهم يرونها مانيكان متاح للفُرجة حسب ما تربوا وغرس فيهم مجتمعنا الفاضل.
إن تزوجت وإن تطلقت وإن ارتدت حجاب أم خلعته، إن تأخر سن زواجها أم تتدلل لأنها لم تثق في ذكر شرقي، فسيان هذا وذاك فغالبا ما تدفع هي ثمن أفكارهم من أعصابها وحياتها ومحاولتها المستميتة لتثبت أنها لم ولن ترضخ لمعسول الكلام قُبيل رشفة الشيفاز التي بعدها ينهار كل شئ.
فمرحبا بك عزيزي في مجتمع فاضل يحكم فيه ذكر أفضل بفحولته الغير فاضلة مستشهدًا بقانون فاضل كل هذا لينزعوا عنها ولاية هي حق أساسي وأمل أخير لبناء جيل عن حق فاضل.
قُبيل رشفة الشيفاز.. دعوة الفضيلة كم راكب
بقلم| داليا فكري