مقالات وآراء

حلم الوحدة العربية أمام مخطط الغرب

منذ قرون مضت وكان لدى العرب حلم يريدوا أن يحققوه وهو “حلم التكامل والوحدة العربية“، فالعرب يملكون جميع المقومات  الطبيعية والبشرية لأحياء القومية العربية التي ضعفت مع مرور الزمن وأصبحت هشة للغاية، وهنا يكمن السؤال لماذا ضعفت القومية العربية وضعف معها الحلم العربي في التكامل والوحدة، هل لاسباب خارجية أم اسباب داخلية؟ في الحقيقة هما الاثنين معًا.

منذ فجر التاريخ وكان هناك شبح يعمل على مخططات لتفرقة الشمل العربي مخطط ليس بهين فإذا رجعنا بالزمن إلى الخلف أو قرأنا كتب التاريخ فسوف نرى أن هذا الشبح نجح وبجدارة في تنفيذ مخططه الذي لم يعمل عليه من أجل الاشئ فنحن نعلم ما هى أهمية الوطن العربي بالنسبة لهذا الشبح الغربي الذي بث سمه كالأفعى في وجدان العرب إلى أن جعلهم يعيشون مرار الحروب الأهلية بينهم على أرض وطنهم، بث بينهم أوهام ليس لها علاقة بالواقع، جعلهم ينظرون إلى مصلحتهم الشخصية فقط، جعلهم يلهثون خلف عروش وهمية ويتنحارون ويتقاتلون من أجل الوصول إلى كرسي الحكم، وهذا ما نشاهدة في بعض البلاد الشقيقة وغيرهم، ولكن هل أكتفى هذا الشبح بهذا فقط؟

بالطبع لا فهو أستكمل باقي مخططه من أجل أن يهيئ لنفسه المسرح لسرقة خيرات الأراضي العربية فعمل على تعدد النظم السياسية والاقتصادية مما جعل هناك فجوة كبيرة بين الدول العربية وأصبحت الدولة الغنية تغشى على اقتصادها ونظامها السياسي من الدول الفقيرة وهذا ما يضعف أي ميثاق شراكة أو دفاع مشترك وهذا بالتأكيد يسهل المهمة على هذا الشبح لسرقة الاراضي التي تحلوا له مثلما حدث في فلسطين سرقها من وسط العرب بكل سهولة ويسر وبعد أن أطمئن على تنفيذ هذا المخطط انتقل إلى مخطط آخر وعمل على تنفيذه وهو صنع ما يسمى النعرات المحلية ولعلك عزيزي القارئ تتسأل عن هذا المصطلح بكل بساطة هو إثارة النزعة التاريخية لكل دولة كإثارة النزعة الفرعونية في مصر والفينيقية في لبنان بالطبع مع تسمية العرب بأسماء مختلفة وجعلهم ينسون أنهم قومية عربية واحدة بينهم تاريخ مشترك.

وبعد هذا قام بالتفرقة المذهبية بداخل كل دولة كاللايقاع بين السنة والشيعة في العراق وغيرها من الدول العربية، وفي مستهل طريقة ونجاحه إثارة الفتن الطائفية في بعض الدول العربية إلا أن هناك عقبة واحدة قابلته في طريقة ولم يستطع أن يشعل فيها فتيل الفتنة الطائفية بين شعبها وفشل أمام هذا الشعب وبالطبع هذا هو شعب مصر الذي قاوم هذا المخطط بشجاعة ولم يجعله يهد هذه الدولة العظيمة مثلما حدث في باقي الدول التي نجح فيها مخططه الخبيث حاول معهم بشدة الطرق ولكنه فشل.

ولعل أشهر حدث تاريخي يدل على فشله هي ثورة 1919 التي أوضحت أن هذا الشعب متلاحم ويصعب فيه إقامة أي فتنة طائفية فكما تسرد لنا الأحداث التاريخية كيف كانت هذه الثورة التي كانت أول ثورة قومية عربية ينزل فيها المسلم والمسيحي، هذه الثورة التي أختلط فيها دم المسلم مع المسيحي وعلم الثورة الذي كان فيه الهلال يحضتن الصليب ومشايخ الأزهر تخطب على مذابح الكنائس، والقساسة يخطبون على منبر الأزهر، كل هذا أظهر أن مصر هي بلد التسامح الديني.

وليس هذا الحدث فقط هو الشاهد على فشل هذا الشبح في إشعال فتيل الفتن في مصر، فكان هناك أيضا حدث آخر وهو الربيع العربي الذي دمر شعوب كثيرة وأسقط أنظمة عديدة وكالعادة وقف شعب مصر بكل صلابة.

والختام اطرح عليكم سؤالين، لماذا استقبل العرب كل هذه المخططات وإذا أصبح لدى العرب وحدة عربية ستنفذ على أرض الواقع أم ستكون حبر على ورق؟

حلم الوحدة العربية أمام مخطط الغرب

بقلم| علياء الحسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى