مدير مصر للطيران بفيينا يوضح حقيقة ارتفاع أسعار التذاكر وتأخر الحقائب
تأثر قطاع الطيران بظروف متعاقبة ومستمرة منذ وقت جائحة كورونا، عكس ذلك ارتفاعًا جنونيًا بين تذاكر المسافرين بشكل عام خلال العام الحالي، ورافق هذا الارتفاع تأثيرات سلبية محورية، فتضرر المسافرين بمشكلات عديدة.
حرصت “بوابة القاهرة” إلى التوجه للمدير الإقليمي لمكتب مصر للطيران بفيينا، هشام حسن أنيس، للإستفسار عن الأزمات التي مرت بها الرحلات الجوية منذ بداية الموسم من ارتفاع الأسعار وإلغاء الرحلات وتأثر وصول الحقائب وفقدها في بعض الأحيان.
وكشف هشام أنيس، أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران خلال المواسم السياحية وبخاصة فصل الصيف والعطل والإجازات أمر طبيعي بحكم عوامل السوق.
مشيرًا إلى أن ذلك بسبب زيادة الطلب على السفر وتخطي المعروض والمتاح من المقاعد، فكلما ازدادت نسبة الأشغال على الرحلات أنعكس ذلك على ارتفاع الأسعار.
وأضاف هشام أنيس، أيضا حجم الطائرات الموجودة حاليا بشكل عام لم يستطيع إستيعاب عدد المسافرين، فكانت النتيجة زيادة على مستوى العالم كله وخصوصاً مصر للطيران والخطوط النمساوية، مشيرًا إلى أن عرض الأسعار هذا العام كان مرتفع جدًا، ولكن الأسعار حاليا بدأت تعود إلى طبيعتها في الانخفاض.
وحول موجة الغلاء أثر الحرب الروسية الأوكرانية، أوضح المدير الإقليمي لمكتب مصر للطيران بفيينا، أن الأزمة الروسية الأوكرنية ليست السبب، ولكن تأثير الطلب زيادة جدًا على عرض قليل جدا، فتسبب في الغلاء.
موضحًا أنه على سبيل المثال، الطيارة 140 راكب فنحصل في الأسبوع على 700 راكب، وراغبي شراء تذاكر السفر حوالي 4000 راكب، وبالتالي من يحصل على المقعد هو المقتدر ماليا، الذي يعود ذلك بالربح على شركة الطيران.
وأكد أن هذا منطق جميع الشراكات وقت السيزون، لأن تكلفتها في التوقيت العادي بـ 450 أو 480، وهذه الأسعار تمثل خسارة على الشركة لعدم تغطية تكاليف الرحلة في مقابل حجم الإشغالات الخاصة بها.
واستطرد، وبالتالي تلجأ الشركة إلى التعويض خلال سيزون الصيف، وهذا معمول به في جميع شركات الطيران في مختلف أنحاء العالم.
وأكد أيضا هشام أنيس، أن الشركة تكبدت خسائر ضخمة خلال الفترة الماضية، وصلت إلى 15 مليار جنيه، فكان لازم زيادة قليلة في الأسعار، مؤكدًا أن الشركة تعافت من الخسائر، والآن الأسعار عادت إلى ما قبل السيزون، ولكن بزيادة 40 أو 50 يورو عن ما سبق نتيجة غلاء وقود الطائرات على مستوى العالم.
رغم غلاء التذاكر إلا أن الوجبات المقدمة مفاجأة يكاد لم تكن موجودة في الخطوط المصرية وأيضا النمساوية عبارة عن سندويتش واحد صغير لماذا؟
وحول نوعية وحجم الوجبات المقدمة للمسافرين، أشار هشام أنيس إلى أن وجبة السندوتش تقدمها شركة لوفتهانزا، أما شركة الطيران النمساوي تقدم مكرونة (Nudel)، أما نحن كمصر للطيران مازلنا نقدم للمسافرين حتى الآن الوجبة فيها لحمة أو فراخ مع الخضار والأرز والحلو، مؤكدًا أن مصر للطيران هي الأفضل على مستوى العالم.
وأضاف أن مصر للطيران تتميز ايضا في مساحة المقاعد، لافتًا إلى أنه مع بداية شهر نوفمبر المقبل الشركة تبدأ العمل بطراز البوينغ 737، من أفضل الطرازات الموجودة للطائرات كبيرة الحجم بإمكانيات عالية الجودة تشمل شاشة لكل راكب، فمنطقي جدا هذا الطراز لا يتنافس مع النمساوية بالنسبة للسعر، قائلًا: أنا بقدم منتج غير متوفر لديه.
وبشأن ما أثير على السوشيال ميديا بشأن تأخر وصول الحقائب، كشف مدير مصر للطيران بفيينا أن الأزمة عامة على جميع الخطوط وليست مصر للطيران.
موضحًا أن شركة لوفتهانزا لديها 6000 حقيبة موجودة في المخازن من شهر وحتى الآن لم يتمكنوا من نقلها، وأيضا الخطوط النمساوية لديها 3000 حقيبة غير قادرة على نقلها، أما مصر للطيران تعد أقل نسبة في التأخير لدينا حوالي 20 أو 30 حقيبة يوميا، والسبب في ذلك المسافر قادم بأكثر من 3 حقائب أو 4 حقائب وحجم الطائرة صغير لم يستوعب مخزن الطائرة أكثر من 200 حقيبة ومن هنا تكمن مشكلة التأخير.
وتابع، يأتي العامل بترك باقي الحقائب حدث ذلك على مدار 4 أيام، والشركة لم ترفض الزيادة على الرغم من أن الفرد له حقيبتان فقط، لافتًا إلى أن الطائرات الصغيرة استمرت على مدار 5 أيام فقط.
وأوضح هشام أنيس أنه بدأ العمل بالطائرات الكبيرة بعد ذلك فتمكنت الشركة من حل الأزمة بجمع الحقائب الموجودة لديها ووصولها خلال 4 أو 5 أيام، ولكن استمرت الأزمة في التأخير إلى 10 أيام.
وأشار إلى أن ذلك له شق آخر في الأزمة لأن المسافرين لم يسعوا أيضا إلى استلام حقائبهم من المطار، وظلوا منتظرين إرسال الشركة لحقائبهم إلى منازلهم، في ظل الضغط الموجود عالميا للمطارات وليس النمسا فقط، والمطار لم يستطع توصيل الأمتعة إلى كل المسافرين لكثرة الحقائب المتبقية من كل الخطوط الجوية.
وأوضح أنه على سبيل المثال، مصر للطيران لديها 4000 حقيبة متروكة، وامستردام لديها 3000 حقيبة متروكة، وچنيف لديها 3000 حقيبة، إذاً المطار لديه الآلف الحقائب.
وتابع، أنه رغم أن كل شركة لديها سيارات خاصة، ونحن أقل شركة طيران لديها نقص في توصيل الحقائب وهذا مسبت من الإحصائيات العالمية.
وأضاف أن شركة لوفتهانزا رقم واحد على مستوى العالم في فقد الحقائب، ثم تليها الخطوط النمساوية، ومصر للطيران أقل شركة في الفقد.
وحول سبب أزمة فقد الحقائب، أوضح أنه نتيجة الضغط الكبير في حركة الطيران بالمطارات، فمثلا مطار فيينا لا يوجد به عمال بالقدر الكافي، فنجد عامل واحد من يحمل شنط طائرة بالكامل، ومن هنا يحدث أخطاء في التحميل أو الليبول بينزع بالخطأ من العامل فالحقيبة تصبح غير معروف أصحابها.
وأشار مدير مصر للطيران بفيينا إلى أن الخطوط الهولندية المطار رفض نزول الطائرة لعدم وجود عمال تفريغ الحقائب للطائرة، وأيضا لوفتهانزا ألغت رحلاتها لعدم وجود عمال خدمات، وكذلك البريطانية، أما مصر للطيران لم تلغي أي رحلات.
فيينا| دعاء أبو سعدة