فن وثقافة

“مهند دياب” رائد الفن النسوي.. وضع بورترية كفاح المرأة المصرية على حائط هوليوود

عندما تولِ وجهك شطر المرأة تجد طبيعة خاصة بعيدة عن باقي أجزاء الكون تلك الأكثر زخماً أرضا وسماء ودواخلهما، والأعلى ثراء في تفاصيلها وتعدد ألوانها فهي تلك المساحة التي لايمكن حصارها مهما بلغت العقول المتناحرة في رؤيتها، والأقلام المتفاوتة في تجسيدها.

تظل كل مجموعة تجذب منها خيطا تنغمس داخل دائرة نسيجُه وبخاصة عندما تقترب من نماذجهن الشرقية أولئك اللواتي يحملن تفاصيل أكثر كثافة وتعقيداً ويواجهن الصراع الأقوى بتحدي لا تعرفه مجتمعاتهن.

مهند دياب لا يقترب من أعماق الخيال ولا ينحو إلى الدراماتيكية في سرد واقعها فقط يضعه أمام عدساته وتحت أضواءه كما هو بألوانه القاتمة التي تحمل في مركزها الزهوة التي تنير “الكادر”.

فلم يسعى لرسم ملامحها بيده حيث رأى فيهن بورترية مكتمل الألوان والتفاصيل لا يحتاج سوى برواز ينقله إلى جاليري الحياة (أحد العقول التي قررت الإقتراب من تلك المساحة، ولكن بعيد عن صراع التناحر فقط اختار أن يضعهن تحت أضواءه اللامعة).

يَعتبِر مهند أن النماذج المؤثرة في حياة الإنسان كفيلة بتوجيه اهتمامه نحو فئتها وبقدر ما يكون التأثير يبلغ الإيمان بتلك الفئة واعتناق تيار دعمها.

وعندما تجلى إبداعه وانتصر لحلمه في خطى ناجحة حتى وصل إسمه للعالميه انطلاقاً من ظلال دعم إمرأتين ( أمه وأستاذته دكتورة منى الصبان).

كانت تلك الحجة التي جعلته مؤمنا بضرورة تمكين المرأة في جميع مناحي الحياة حتى كرس كل جهوده في البحث عن المرأة المتكاملة التي بنت كيانات “حياة كاملة”.

كاملة أولى السيدات التي قابلهن في ذلك الطريق تلك السيدة التي تحدت ظروفها الصعبة واستغلت عناصر بيئتها في إنتاج خامات ضرورية وشئ فشئ توسعت تجارتها في نطاق البيع وأنواع الإنتاج.

حيث كانت تستخدم الخوص في إنتاج مختلف السلع من أطباق البلح والأواني حتى تطورت إلى تصنيع المظلات (البرجولات) وتصديرها للقرى السياحية وأصبحت سيدة اعمال معروفة في بلدتها (الفيوم).

أُنتج الفيلم عام 2014 وكان أولى حلقات الثلاثية التسجيلية التي عكف على إنتاجها عن كفاح المرأة المصرية من خلال 3 قصص لثلاث مصريات لهن من اسمائهن عنوان لرحلتهن في الحياة.

وبعد نجاح الفيلم وحصده للعديد من الجوائز في مصر وأمريكا حصلت كاملة علي فرصة سفر لأمريكا مقدمة من السفارة الأمريكية لتحضر كورس تعليمي عن العمل بالخوص مجال عملها.

وحصل الفيلم أحسن فيلم مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، للمركز الأول مسابقه قصص لم تروي التابعة للسفارة الأمريكية بالقاهرة “حياة طاهرة”.

طاهرة تلك السيدة التي حملت صورة المرأة المصرية في هوليوود وانطلقت بمهند دياب إلى العالمية حتى وصل إلى أهم مختبرات فرنسا لصناعة السينما كأول مصري هناك.

فطاهرة هي إمرأة صعيدية عائلة نهمت في العمل بغير حدود حتى اخترقت جميع المهن المتاحة في بيئة العمل لديها والتي أغلبها ما كان قاصراً على الرجال فخاضت أعمال الحدادة والخراطة واللحام والبناء وحمل الطوب والأسمنت وصيانة إطارات السيارات، إلى جانب الاعمال اليدوية النسوية المعروفة عن المرأة من حياكة وتفصيل حتى تمكنت من أدخار 150 ألف جنيه، اولئك الذي التزمت بتجهيز أبانئها منهم.

تم إنتاج الفيلم عام 2015 وحصل على جائزة “التميز” لأفضل فيلم وثائقي قصير خلال فعاليات مهرجان هوليوود العالمي للأفلام المستقلة.

وشارك في ركن الفيلم القصير بمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، كما حصل على جائزة أحسن فيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، والمهرجان القومي للسينما المصرية.

“حياة نبيلة” الفيلم الختامي لثلاثية المرأة المصرية الذي بصدد خروجه قريبا إلى النور، ونبيلة هي حالة تختلف قليلا عن كاملة وطاهرة فهي تلك الناشطة في مجال خدمة المجتمع المدني والمعنية بمساعدة أهالي منطة أوسيم وتطوير حياتهم من خلال الجمعيات الأهلية.

“لية” أولى أفلامه التي تناولت قضايا المرأة بالشكل الدرامي ويناقش الفيلم قضية العنف ضد المرأة التي يرتكز خلالها على ثقافة ضرب الزوجات وتأثير ذلك على كيان الأسرة والعلاقة بين الزوجين.

وكذلك توضيح الأثر نفسي شديد الخطورة الذي يتركه لدى الزوجة حيث يولد لديها دافع الانتقام وينميه بشكل كبير، وتم إنتاج الفيلم عام 2014 لصالح مهرجان سينما الموبايل.

“يوم في حياة مرشدة” فيلم من إنتاج الصندوق الإجتماعي للتنمية، يتناول عمل المرشدة الصحية الموجودة في عدد من محافظات الوادي والتي تقوم بتوعية سيدات القرى عن كيفية الاهتمام بالنظافة الشخصية ورعاية الأطفال ومتابعة الحمل والعادات الصحية الخاصة بالمرأة.

وكان أقرب للأفلام التوعوية “مستورة” أحدث أفلامة التسجيلية التي تناولت قصة سيدتين من المستفيدات من حملة “تكافل وكرامة” التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي.

وتأثير ذلك المعاش على حياة كل منهما في مواجهة أعباء الفقر والمرض وإعطائهن شعلة أمل أعادت بريقه إلى أعينهن وجددت انفاسهن لمواصلة الحياة.

مع عرض سريع لبرنامج الحملة في محافظة بني سويف، وفاز الفيلم مؤخرا بالجائزة الذهبية، في مهرجان ساقية الصاوي الثاني عشر للأفلام التسجيلية، كما حصل على جائزة أحسن مونتاج لمهند دياب.

كتبه| ميرنا حسام الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى