العيادة الطبية

مرض السكر عند الاطفال.. المعلومات الكاملة وطرق علاجه

مرض السكر عند الاطفال السكري النوع الأول أو مرض السكري المعتمد على الأنسولين أو juvenile diabetes، كلها مسميات مختلفة لمرض واحد.

هل من الممكن تجنبه في طفلي، وهل يصيب النوع الثاني من داء السكري الأطفال، في هذا المقال سنلقي الضوء على مرض السكر عند الاطفال ماهيته وأسبابه وأعراضه وكيفية علاجه.

ما هو مرض السكر عند الاطفال

هو مرض يصيب الأطفال الرضع أو في مراحل عمرية مختلفة أثناء فترة الطفولة. في هذا المرض لا يتمكن جسم الطفل من إفراز الكمية الكافية من هرمون الأنسولين المسئول عن إدخال الجلوكوز في الخلايا. وذلك لسببين:

  1. السبب الأول: تدمير الجهاز المناعي لخلايا بيتا المسئولة عن إفراز الأنسولين في البنكرياس وفي هذه الحالة يسمى (juvenile diabetes).
  2. السبب الثاني: زوال خلايا بيتا في البنكرياس وذلك عن طريق جرح هذا النوع من الخلايا وتسمى هذه الحالة مرض السكري الثانوي (secondary diabetes) وهو يشبه مرض السكري من النوع الأول.

يتطلب سكري الاطفال رعاية صحية مستمرة للطفل، وتعلم كيفية حقن الأنسولين وقياس معدله في الدم وحساب كمية الكربوهيدرات المطلوب تناولها يوميا.

تعرف على| ما هو سكر الحمل وأعراضه

هل يصيب النوع الثاني من مرض السكري الأطفال؟

على الرغم من أن مرض السكر عند الاطفال يكون في الغالب من النوع الأول والذي يصيب الأطفال من عمر 6 أشهر وحتى 18 عاما.

إلا أنه من الممكن أن يصاب الطفل بالنوع الثاني أيضا ويكون عند عمر عشر سنوات فأكثر.

اسباب مرض السكر عند الاطفال

ما زالت اسباب المرض من النوع الأول وكذلك النوع الثاني غير معروفة. ولكن كما نوهنا سابقا فإن السبب الرئيسي لإصابة الأطفال بالنوع الأول من مرض السكر هو تدمير الجهاز المناعي لخلايا بيتا المسئولة عن إفراز الأنسولين.

ربما يلعب العامل الجيني دورا في هذا الأمر، ما يؤدي إلى توقف إفراز الأنسولين أو إفرازه بكمية ضئيلة جدا فلا يقوم بمهمته كما يجب.

أما عن مرض السكر من النوع الثاني فالتاريخ المرضي العائلي والعوامل الوراثية يلعبان دورا هاما في الإصابة بهذا النوع من مرض السكري.

كما يعد الخمول وعدم القيام بالنشاطات المختلفة والسمنة وتراكم الدهون وخاصة في منطقة البطن من أكثر العوامل المؤدية للإصابة بالمرض. وتكون النتيجة مقاومة الجسم للأنسولين أو عدم كفاية الأنسولين الذي تم إفرازه لاحتياجات الجسم.

عند الإصابة بالمرض فإن البنكرياس، لا يفرز الكمية الكافية لتغطية احتياجات الجسم. وبالتالي يزيد مستوى السكر في الدم عن الطبيعي والذي بدوره ربما يؤدي إلى مشكلات ومضاعفات، قد تودي بحياة الطفل.

عوامل الإصابة بمرض السكر عند الاطفال

بالنسبة لعوامل الإصابة من النوع الأول فأبرزها ما يلي:

  • التاريخ المرضي العائلي.
  • العوامل الوراثية.
  • العِرق.

أما عن عوامل الإصابة من النوع الثاني فأهمها ما يلي:

  • الوزن؛ فكلما زاد الوزن وتراكمت الدهون بشكل كبير في الجسم وخاصة في منطقة البطن كلما زادت إحتمالية الإصابة بمرض السكر عند الاطفال.
  • بجانب ذلك الخمول والكسل وعدم القيام بالنشاطات المختلفة.
  • التاريخ المرضي العائلي.
  • العِرق _ فعلى سبيل المثال لا الحصر _ فإن العِرق الأفريقي الأمريكي له إحتمالية كبيرة في الإصابة بالمرض.
  • ثم أيضا العمر والجنس.
  • بالإضافة إلى ذلك وزن الطفل عند الولادة وكذلك إصابة الأم بسكر الحمل.

اعراض مرض السكر عند الاطفال

لا تظهر الاعراض عادة، ولكن من الممكن أن تصبح شديدة، ومعرفة أعراض المرض تلعب دورا كبيرا في المبادرة بالعلاج والحيلولة دون ظهور المضاعفات الخطيرة.

تتشابه اعراض المرض من النوع الأول والنوع الثاني معا، إلا أنها تظهر فجأة في النوع الأول في حين ظهورها تدريجيا في النوع الثاني وفيما يلي سنعرض أهمها:-

  • الشعور بالعطش الشديد.
  • الشعور بالجوع وخاصة بعد الانتهاء من الطعام مع نقص الوزن.
  • الشعور بجفاف الفم.
  • اضطرابات بالمعدة و الشعور بالقئ.
  • كثرة التبول.
  • التعب والإرهاق.
  • زغللة بالعين ورؤية ضبابية.
  • صعوبة في التنفس.
  • كثرة الإصابة بالعدوى في الجلد أوالجهاز البولي أو الجهاز التناسلي عند الإناث.
  • تغير المزاج العام.
  • التبول الطفل اللاإرادي ليلا.

تشخيص المرض

يُشخص النوع الأول، بناء على مراجعة الطبيب المختص للتاريخ المرضي العائلي للطفل وكذلك الأعراض، والتي تدل على إصابته بالمرض.

يقوم الطبيب المختص بالفحص الخارجي للطفل، وإجراء اختبار مستوى السكر في الدم كما يلي:

  • قياس السكر الصيامي؛ ويقاس فيه مستوى السكر في الدم بعد صيام 8 ساعات متواصلة عن الطعام.
  • قياس السكر العشوائي؛ ويقاس فيه مستوى السكر في الدم عشوائيا في حال ظهور أعراض المرض كالعطش المستمر وكثرة التبول…

مضاعفات مرض السكر عند الاطفال

هناك مضاعفات من النوع الأول والتي بدورها تكون خطيرة جدا. لذا وجب السيطرة على مستوى السكر في الدم لتجنب حدوثها.

نستعرض فيما يلي بعض من المضاعفات:-

  • الحماض الكيتوني السكري (ketoacidosis)

تحدث هذه الحالة للطفل عندما يرتفع السكر في الدم إلى مستويات عالية جدا، فيبدأ الجسم بتكوين الكيتونات.

إذا أصيب الطفل بهذه الحالة فيجب الذهاب فورا إلى المستشفى وربما يحتاج إلى وحدة الرعاية المركزة، وإذا لم يُعالج الطفل بالطريقة السليمة، فمن الممكن أن يدخل الطفل في غيبوبة السكر.

  • انخفاض مستوى السكر في الدم (hypoglycemia)

وذلك نتيجة تعاطي الأنسولين بكمية تزيد عن الحاجة ما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم.

مع مرور الوقت فإن ارتفاع مستوى السكر في الدم قد يدمر الأوعية الدموية، وقد يؤدي إلى مضاعفات أخرى خطيرة جدا مثل:

  • مشكلات في النظر تصل إلى العمى.
  • بجانب ذلك مشكلات في الكلى تصل إلى الفشل الكلوي.
  • مشكلات في الأعصاب تصل إلى تدمير بعض الأعصاب وخاصة الأعصاب الطرفية.
  • بجانب ذلك مشكلات بالأسنان واللثة.
  • مشكلات بالجلد والقدم مثل القدم السكري.
  • بالإضافة إلى ذلك مشكلات في القلب والأوعية الدموية.

علاج مرض السكر عند الاطفال

يختلف العلاج باختلاف نوع المرض هل هو النوع الأول أم النوع الثاني، فمثلا إذا أصيب الطفل بالنوع الأول من داء السكري فلا محالة من إعطائه الأنسولين والذي تتعدد أنواعه كما يلي:

  • الأنسولين سريع المفعول ويبدأ مفعوله خلال 15 دقيقة.
  • الأنسولين قصير المفعول ويبدأ مفعوله خلال 30 دقيقة ويصل إلى القمة خلال ساعتين إلى 4 ساعات.
  • الأنسولين طويل المفعول ويبقى مفعوله من 20 إلى 25 ساعة.
  • الأنسولين متوسط المفعول ويبدأ مفعوله خلال 30 إلى 60 دقيقة ويصل إلى القمة خلال 4 إلى 6 ساعات.

أما إذا أصيب الطفل بالنوع الثاني فيبدأ في تعاطي عقار (ميتفورمين) تركيز 500 مللي جرام وتزيد الجرعة حسب الحاجة وحسب وصف الطبيب المختص.

إذا قيَم الطبيب احتياج الحالة إلى الأنسولين مع مرور الوقت فإن الطفل يبدأ في أخذ الأنسولين بالجرعات الموصوفة.

العيادة الطبية: يجب إجراء فحص دوري للطفل وخاصة لشبكية العين ووظائف الكلى والأعصاب الطرفية، وإليكم بعض النصائح:

  • يجب توفير الغذاء الصحي من الخضراوات والفاكهة الطازجة للطفل، كما يلزم حساب كمية الكربوهيدرات التي يجب تناولها يوميا.
  • بجانب ذلك يجب دعم الطفل نفسيا وتوعيته بالمرض.
  • يجب إعطاء الطفل الدواء سواء كان أنسولين أو غيره في الوقت المحدد له بالجرعة الموصوفة بدقة.
  • ثم يجب متابعة مستوى السكر في الدم بصفة دورية.
  • ثم يجب متابعة مستوى الكيتونات في الدم بصفة دورية.
  • بالإضافة إلى ذلك يجب تعليم الطفل ممارسة الرياضة بصفة مستمرة ليتمتع بصحة أفضل.

بقلم| الدكتور محمود المغربي

تعليق واحد

  1. 1- (والثاني زوال خلايا بيتا في البنكرياس وذلك عن طريق جرح هذا النوع من الخلايا ويسمى في هذه الحالة مرض السكري الثانوي)..ما معنى جرح الخلايا؟
    2-تكرر في المقال الحديث عن التاريخ العائلي في الكلام عن النوع الأول، فإلى أي مدي هناك ارتباط بينهما؟..إذا كان هناك في الأصل أي ارتباط!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى