العيادة الطبية

الشلل الدماغي عند الأطفال.. التفاصيل الكاملة وطرق العلاج

يعتبر الشلل الدماغي في الأصل ليس مرضًا، لكنه حالة مرضية تختلف في أعراضها من طفل لآخر، وفي هذا المقال يوضح موقع بوابة القاهرة، أسس تغذية الطفل مريض الشلل الدماغي ودورها في دعمه الحركي والإدراكي، وطرق علاج الشلل الدماغي عند الأطفال في مراحلهم العمرية، كما نجيب عن متي يمشي الطفل مع ذكر أسباب وأيضا أعراض المرض.

تحدث إصابة الشلل الدماغي عند الأطفال نتيجة لإصابة الدماغ في مرحلة نموه داخل الرحم وبعد الولادة. تؤدي إلى عجز حركي ”غير متطور”. كما أنه يكون هناك مشكلات أخرى مثل (تأثر الحواس الخمس والقدرات اللغوية والفكرية).

الشلل الدماغي عند الأطفال

تعرف الإصابة بالشلل الدماغي بعد الولادة بـ”الشلل الدماغي المكتسب”. ومن أشهر أسبابه إصابات الرأس ونقص الأكسجين لفترات طويلة، وفي بعض حالات الأورام المخية.

أعراض شلل الدماغ في الأطفال

تختلف أعراض الشلل الدماغي المرضية من طفل لآخر من حيث شدتها. حيث نجدها عند طفل أعراضًا بسيطة، وشديدة لدى آخر.

كما يختلف ظهور هذه الأعراض بين الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، ويختلف أيضًا شكل ظهور هذه الأعراض.

فنجد على سبيل المثال “Spastic diaplegia ” وهو الإنقباض الطرفي “وهو الشلل الإنقباضي الرباعي “spastic quadriplegia”.

وهناك مشاكل مرتبطة بالشلل الدماغي عند الأطفال. مثل الصرع والتشنجات، اضطراب القدرات الذهنية. بجانب ذلك مشاكل متعلقة بالسمع والبصر والنطق، ومشاكل متعلقة بالتغذية.

استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة الطبي:

أعراض الشلل الدماغي للرضع

أعراض الشلل الدماغي عند الأطفال الرضع قد تبدأ في الظهور خلال الأشهر الأولى من الحياة. وتشمل تأخرًا في التطور الحركي مثل عدم القدرة على رفع الرأس أو التدحرج، تيبس أو ارتخاء مفرط في العضلات، وصعوبة في التحكم في الحركات.

قد يلاحظ الأهل أيضًا اختلافًا في حركة أحد جانبي الجسم مقارنة بالجانب الآخر، أو مشاكل في الرضاعة والبلع.

بعض الرضع يظهر لديهم ردود فعل بدائية تستمر لفترة أطول من الطبيعي، مثل انعكاس المص عند لمس الخد.

كما يمكن أن يعاني الرضيع من تشنجات أو بكاء مستمر غير مبرر. اكتشاف هذه العلامات مبكرًا والتوجه للطبيب يساعد في بدء العلاج والتأهيل في وقت حاسم، ما يزيد من فرص تحسين جودة الحياة على المدى الطويل.

أعراض الشلل الدماغي البسيط

الشلل الدماغي البسيط هو أحد أشكال اضطرابات الحركة الناتجة عن تلف أو نمو غير طبيعي في الدماغ خلال مرحلة مبكرة من حياة الطفل، سواء أثناء الحمل أو الولادة أو في السنوات الأولى.

يتميز هذا النوع بأن أعراضه تكون خفيفة نسبيًا مقارنة بالأنواع الأخرى. مما يجعل بعض الحالات غير مكتشفة في المراحل الأولى.

من أبرز الشلل الدماغي عند الأطفال البسيط وجود صعوبة بسيطة في تنسيق الحركات أو فقدان التوازن أثناء المشي. مع تيبس أو ارتخاء طفيف في العضلات.

ربما يلاحظ الأهل تأخرًا محدودًا في المهارات الحركية الدقيقة مثل الإمساك بالأشياء أو الكتابة، أو بطئًا في بعض الأنشطة اليومية.

وفي بعض الحالات، تظهر الأعراض في صورة ضعف بسيط في الأطراف أو ميل لاستخدام طرف دون الآخر بشكل متكرر.

كما يمكن أن ترافق الحالة مشكلات طفيفة في النطق أو التعبير، نتيجة تأثر العضلات المسؤولة عن الكلام.

بالإضافة إلى صعوبات طفيفة في التعلم أو الانتباه. لكنها غالبًا لا تعيق الطفل عن الاندماج في الأنشطة المدرسية والاجتماعية.

التشخيص المبكر والمتابعة مع فريق طبي مختص في العلاج الطبيعي والتأهيل يساعدان في تحسين القدرات الحركية وتقليل التأثيرات المستقبلية.

ذلك، يتيح للأطفال المصابين بالشلل الدماغي البسيط فرصة حياة طبيعية ونشطة إلى حد كبير.

استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة الطبي:

أسباب الشلل الدماغي عند الأطفال

أما أسباب الشلل الدماغي عند الأطفال تنقسم إلى ثلاثة أسباب رئيسية وهي كالتالي:

  • الحمل

تمثل نسبة المصابين هنا حوالي 40%، ومن أسبابها، الأمراض التي تصيب الأم مثل ضغط الدم المرتفع والسكري. مع ذلك تعرض الأم للأشعة الضارة، وتسمم الحمل، وانحسار المشيمة.

  • أثناء الولادة

نسبة الإصابة 55%، من جملة الأطفال المصابين. ومن أشهر أسبابها، التفاف الحبل السري حول الجنين، ونزول الحبل السري قبل نزول الطفل، وطول مدة الولادة وتعسرها، ونزيف الأم قبل الولادة.

  • ما بعد الولادة

هي نسبة قليلة لا تتعدى 5%، من جملة الأطفال المصابين. ومن أشهر أسبابها النزيف الدماغي ونقص مستوى السكر في الدم والإلتهاب السحائي والأطفال المبتسرين.

طرق الوقاية من الشلل الدماغي للطفل

هناك بعض التعليمات التي يجب مراعاتها للحد من هذه الحالات وهي كالتالي:

  1. التثقيف الصحي.
  2. التطعيمات الأساسية اللازمة.
  3. اجراء الفحوصات الطبية اللازمة للمقدمين على الزواج.
  4. تجهيز مراكز الولادة وإعدادها بشكل جيد.
  5. الرعاية الصحية للأم الحامل.
  6. عدم تناول الأم الحامل للأدوية دون إستشارة طبيب.
  7. عدم تعرض الأم الحامل للاشعاعات الضارة.
  8. محاولة منع الولادة المتعسرة.

استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة الطبي:

علاج الشلل الدماغي عند الأطفال

يعتبر العلاج الطبيعي والتأهيل الحركي هو أفضل علاج الشلل الدماغي عند الأطفال والذي يوضع على عاتقه آمال كبيرة. ذلك من أجل تحسين مستوى الحركة وتطويرها لدى الطفل، ومن ثم تطوير مستوى الحياة بصفة عامة عنده.

العلاج الطبيعي للطفل مريض الشلل الدماغي

وهنا سنعرض دور العلاج الطبيعي في هذه الحالات بعد عمل فحص شامل للطفل مع الكشف السريري والتقييمي له. حيث يقوم طبيب العلاج الطبيعي بالآتي:

  1. تقييم الأنماط الحركية وردود الفعل التوازنية لدى الطفل.
  2. مع ذلك تقييم القدرات الجسدية لدى الطفل.
  3. ثم تقييم مستمر لطول العضلة.
  4. ثم تقييم التوازن.
  5. التدريب على المشي والجلوس.
  6. استعادة مجال حركة المفصل ( R.O.M ) والاحتفاظ بمعدل الحركة الطبيعي له.
  7. تحديد احتياجات الطفل من الأجهزة التعويضية. مثل أحذية القدم والجبائر والكراسي المتحركة والعكاز.

استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:

تغذية الطفل مريض الشلل الدماغي

تغذية الطفل مريض الشلل الدماغي تعد جزءًا أساسيًا من خطة علاج الأطفال الشاملة. إذ تساعد على دعم النمو وتقوية المناعة وتحسين القدرة الحركية والإدراكية.

قد يواجه هؤلاء الأطفال صعوبات في البلع أو المضغ بسبب ضعف العضلات، مما يتطلب تعديل قوام الطعام ليكون لينًا أو شبه سائل لتسهيل تناوله.

يفضل التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتين لدعم نمو العضلات، والكالسيوم وفيتامين “د” لتعزيز صحة العظام. بالإضافة إلى الأحماض الدهنية أوميجا 3 التي تدعم تطور الدماغ.

كما يجب الاهتمام بتوزيع الوجبات على مدار اليوم بكميات صغيرة لتجنب الإرهاق أثناء الأكل، مع استشارة أخصائي تغذية لتحديد الاحتياجات الفردية لكل طفل.

متى يمشي طفل الشلل الدماغي؟

قدرة طفل الشلل الدماغي على المشي تعتمد بشكل كبير على نوع ودرجة الإصابة، إضافة إلى توقيت بدء التدخل العلاجي والدعم التأهيلي.

في حالات الشلل الدماغي البسيط أو الخفيف، قد يتمكن الطفل من المشي في عمر قريب من أقرانه الأصحاء، ولكن غالبًا مع تأخر نسبي قد يتراوح بين عدة أشهر إلى عامين.

الأطفال الذين يتلقون علاجًا طبيعيًا مبكرًا، وبرامج لتقوية العضلات وتحسين التوازن، تكون فرصهم أكبر في اكتساب مهارة المشي بشكل مستقل.

في المقابل، قد يحتاج بعض الأطفال إلى وسائل مساعدة مثل المشّايات أو الدعامات في المراحل الأولى.

من المهم أن يدرك الأهل أن التقدم يختلف من طفل لآخر. وأن الصبر والاستمرار في جلسات العلاج الطبيعي والدعم الأسري يلعبان دورًا جوهريًا في تحسين القدرة على المشي وتحقيق أقصى قدر من الاستقلالية الحركية.

حالات شفيت من الشلل الدماغي

الشلل الدماغي لا يُشفى تمامًا لأنه إصابة أو خلل دائم في الدماغ. لكن هناك حالات شهدت تحسنًا ملحوظًا بفضل التدخل المبكر وبرامج التأهيل المكثفة.

من خلال علاج الشلل الدماغي عند الأطفال الطبيعي، وعلاج النطق، والدعم النفسي، يمكن للأطفال اكتساب مهارات حركية ولغوية أفضل، وتقليل الأعراض التي تعيق حياتهم اليومية.

بعض الأطفال الذين تم اكتشاف حالتهم في سن مبكر. وتلقوا رعاية متخصصة، تمكنوا من المشي باستخدام أجهزة مساعدة أو حتى بدونها، وتحسنوا في التحكم بالعضلات والحركة.

كذلك، الدعم الأسري والمجتمعي يلعب دورًا كبيرًا في رفع مستوى الاستقلالية، ما يجعل الطفل قادرًا على الاندماج في المدرسة والمجتمع. لذا، يمكن القول إن التحسن الكبير ممكن، حتى وإن لم يكن شفاءً كاملاً.

استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة الطبي:

الأسئلة الشائعة حول شلل الدماغ عند الأطفال

هل يشفى الطفل من الشلل الدماغي؟

الشلل الدماغي حالة مزمنة ناتجة عن تلف في الدماغ لا يمكن علاجه نهائيًا، لكنه ليس مرضًا متطورًا.

يمكن تحسين قدرات الطفل بشكل كبير من خلال العلاج الطبيعي، والتأهيل، والدعم الغذائي، ومساعدة الفريق الطبي. مما يساعده على تحقيق أفضل مستوى من الاستقلالية.

ما هي أعراض الشلل الدماغي البسيط عند الأطفال؟

تتضمن أعراض الشلل الدماغي عند الأطفال البسيط ضعفًا طفيفًا في التحكم العضلي، وصعوبات بسيطة في التوازن والحركة، وتأخرًا محدودًا في المهارات الحركية أو الكلام.

قد تظهر تيبسات خفيفة في العضلات أو رعشة بسيطة، لكن الطفل غالبًا يمكنه أداء الأنشطة اليومية بمستوى مقبول.

هل أطفال الشلل الدماغي يستطيعون المشي؟

القدرة على المشي لدى أطفال الشلل الدماغي تعتمد على شدة الحالة. في الحالات البسيطة، ومع العلاج الطبيعي والدعم المناسب، يستطيع معظم الأطفال المشي بمفردهم أو باستخدام وسائل مساعدة. بينما في الحالات الشديدة، قد يحتاج الطفل إلى الكرسي المتحرك للتنقل.

كم سنة يعيش أطفال الشلل الدماغي؟

متوسط عمر أطفال الشلل الدماغي يعتمد على شدة الحالة والمضاعفات المصاحبة. في الحالات الخفيفة والمتوسطة، قد يعيش الطفل عمرًا طبيعيًا تقريبًا.

أما في الحالات الشديدة، خصوصًا مع مشكلات التنفس أو التغذية، فقد يتأثر العمر المتوقع، لكن الرعاية الجيدة تحسن فرص الحياة.

هل الشلل الدماغي وراثي؟

الشلل الدماغي غالبًا ليس وراثيًا، بل ينتج عن تلف أو خلل في نمو الدماغ قبل أو أثناء الولادة أو بعدها بفترة قصيرة.

بعض الحالات النادرة قد يكون للعوامل الجينية دور فيها، لكنها ليست السبب الرئيسي. البيئة والمضاعفات الصحية هي المؤثر الأكبر.

متى تظهر علامات الشلل الدماغي عند الرضع؟

علامات الشلل الدماغي عند الأطفال الرضع قد تظهر منذ الأشهر الأولى. مثل تأخر في التحكم بالرأس أو الجلوس، ضعف في التناسق الحركي، أو تيبس أو ارتخاء العضلات.

في بعض الحالات، لا تكتشف العلامات إلا بعد السنة الأولى، مع ملاحظة بطء التطور الحركي مقارنة بالأطفال الطبيعيين.

كيف أعرف أن الرضيع لديه مشكلة في الدماغ؟

يمكن ملاحظة مشكلة في الدماغ عند الرضيع من خلال علامات. مثل عدم الاستجابة للأصوات أو الأضواء، ضعف التحكم في الحركة، تيبس أو ارتخاء شديد في العضلات، صعوبة الرضاعة، أو التشنجات.

التشخيص المؤكد يحتاج إلى تقييم طبي وفحوصات متخصصة كالأشعة والفحص العصبي.

ما هي أعراض تلف الدماغ عند حديثي الولادة؟

أعراض تلف الدماغ تشمل صعوبة التنفس، ضعف أو انعدام ردود الفعل الطبيعية، تيبس أو ارتخاء العضلات، التشنجات، صعوبة الرضاعة، والبكاء المستمر أو الخمول المفرط.

هذه العلامات تتطلب فحصًا عاجلًا من الطبيب المختص لتحديد شدة التلف ووضع خطة علاجية أو تأهيلية مناسبة.

ما هو الفرق بين الضمور والشلل الدماغي؟

الضمور الدماغي هو فقدان تدريجي لخلايا الدماغ أو تقلص حجم الأنسجة العصبية، وقد يحدث في أي عمر.

أما الشلل الدماغي عند الأطفال فهو إصابة أو خلل في نمو الدماغ خلال المراحل المبكرة، يؤدي إلى مشكلات حركية دائمة. الضمور قد يكون مكتسبًا، بينما الشلل الدماغي ثابت.

وختامًا، توفير نظام غذائي متوازن لمرضى الشلل الدماغي عند الأطفال ليس فقط أمرًا صحيًا. بل هو خطوة أساسية لتحسين جودة حياته وتعزيز قدرته على التعلم والحركة.

كتبه| أحمد سلامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *