كايرو جيت لايت

ما هو الحب الحقيقي في الماضي والحاضر؟.. آراء وخبراء نفسيون يجيبون

الحب هو أسمى المشاعر الإنسانية منذ بدء الخليقة على وجه الأرض، فقد اختار الله عز وجل لآدم حواء التي خلقت من ضلعه، لإعمار الأرض، ويتبادلان المشاعر السامية، ويضعان حجر الأساس لكل المحبين. ولذلك نتناول في السطور التالية ما هو الحب الحقيقي وأسباب موت الحب بين الزوجين وأين ذهب حب زمان وآراء عن الحب والزواج في الماضي والحاضر.

فهو تلك المشاعر البريئة الوهاجة المضيئة. التي تجعلنا نحيا حياة سوية وتمكنا من خوض معارك الدنيا وما فيها.

وهو سر الحياة، به نولد أجيالًا، وننمو في أحضان أمهاتنا ونصبح رجالًا ونساءً. وبه نتمكن من العيش في ظل أحداث ومواقف وصعوبات وأهوال الحياة.

هذه الحياة التي نحياها في حاجة ملحة للحب كي تهون علينا أمواج الدنيا، فرحها وحزنها، غضبها وهدوئها. في حاجة إلى كلمة محبة صادقة، رجفة عشق ملهمة، حتى نمضي فيها غير مباليين من مفاجأتها الدائمة.

لماذا لا نعود إلى الوراء ونتعلم من الغير، حتى نحيا مثلهم في زمن كثر فيه القتل والكره والغيره والخيانة؟. روميو وجولييت قصة من الماضي لا تزال حيه رغم حدوثها في الماضي البعيد. وليست هي القصة الوحيدة، بل هناك عنتر وعبلة، ومجنون ليلي.

ما هو الحب الحقيقي

الحب في الماضي في عنتر وعبلة وغيرهم، لم يكلل بالزواج. ولكن عاشوا الحب ولم ييأسوا ويضعفوا في مواجهة اعداءه، بل أحبوا بصدق.

عاشوا تجربة حقيقية حية بكل تفاصيلها، عاشوا من أجل حبهم. ولا ننسى قيس بن الملوح وحبه الجنوني لليلى حيث كان ينشد قصائده وهو يعمل في الصحراء.

قصه قيس وليلى عاشت إلى اليوم، قصة من الماضي، تصور المشاعر في أسمى صوره. حيث قال فيها: أليس الليل يجمعني وليلي، كفاك بذاك فيه لنا تداني، ترى وضح النهار كما أراه، ويعلوها النهار كما علاني.

كما قال عنتر لعبله التي هام بها حبا رغم اعتراض أسرته: ألا يا عبل قد زاد التصابي ولج اليوم قومك في عذابي، وظل هواك ينمو كل يوم كما ينمو مشيبي في شبابي، عتبت صروف دهري فيك حتى فني وأبيك عمري في العتاب، ولاقيت وحفظت قوما اضاعوني ولم يرعوا جنابي.

هذه الروايات حدثت وتناقلها الناس عبر الأجيال لتعبر عن صدق المشاعر الخالدة، مهما مر عليه الكثير والكثير من الأزمنه. وهذا ما يجعلنا نرى أن كل شيء ملامحه تغيرت عبر الزمن.

وإذا كما نريد أن نُعرف ما هو الحب الحقيقي هو مجموعة متكاملة من المشاعر والسلوكيات الإيجابية تندرج تحت العاطفة والالتزام. تعمل على بث السعادة والرضا.

"ما

حب زمان

كان أسمى المشاعر، تجد المتحابين في الماضي يتهافتون على شاطئ النيل. ليروا سويا نبع مشاعرهم وصفاء المياه التي تشع من نهرنا الخالد.

كانوا زمان يتسارعون لحضور حفلات أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وتجدهم هائمين مع الكلمات والألحان. سواء في المسارح أو عن طريق الراديو.

في حب زمان تجد الزوج يظل وفيا لزوجته التي اختارها وأحبها. لايخرج من المنزل إلا قليل ليلبي احتياجاتها، ويساعدها في كل أعباء الحياة هذه هي مشاعر زمان المندثرة حاليا.

أما الآن تبخرت المحبة، وحل محلها السرعة في الزواج والإرتباط. وايضا سرعة في الطلاق، حب خالي من الصدق والوفاء والصبر، وكأنها محبة مؤقتة.

حب سريع يأتي سريعا ويذهب سريعا، فتجد البعض رفع لا فتة “لا وقت للحب”. العجيب في هذه الآونة نادرًا عندما نستمع إلى الأغاني الخالية من الضجيج والأصوات العالية، والمهرجانات.

في هذه الآونة، نادرًا حينما نخرج إلى الأماكن الخضراء الواسعة الجذابة. حتى هذه الأماكن تحولت معظمها إلى أماكن مغلقة لا هواء فيها ولا حياة.

لماذا لا نعود إلى جمال الماضي، ونشجع شباب اليوم لحضور ندوات الشعراء، وسماع الطرب الأصيل. ونبتعد عن الضجيج الفني الذي يخلق جيل خالي من المشاعر، يلتفت فقط لمغريات اليوم الزائلة.

المشاعر ليست بين الرجل والمرأة. ولكن حب الأم لأولادها، والأب لأولاده، والأبناء للأباء، والعم والخال والجار، حب المجتمع بأكمله. نعم المجتمع بكافة طوائفه.

الحب بين الزوجين

ما هو الحب الحقيقي بين الزوجين وهل أصبح إندثاره أزمة تهدد الأسر؟ ولذلك حرصت “بوابة القاهرة” على الوقوف على ذلك.

أكدت نادية محمدي، خبيرة العلاقات الأسرية والنفسية، أن هناك تغيير واضح، ففي الماضي كان هناك أساسيات في علاقة الزواج منها. تبادل المشاعر الصادقة، والأخلاق.

وأضافت أن العلاقات اليوم أصبحت في أزمة حقيقية، وتغيرات المجتمع وضعت معايير لدى المتحابين والمقبلين على الزواج منها. الأمور المادية كتجهيز بيت الزوجية، وتكاليف الفرح الباهظة، حتى أصبح مفهوم الارتباط عند البعض هو المال، ومن يدفع أكثر.

كما أكدت نادية محمدي، على أنه هناك مشكلات أصبح الحب والإرتباط في مواجهتها. منها الخيانة والنفقات المالية، مما أدى إلى ارتفاع نسب الطلاق.

لافتة إلى أن هذه المشاكل ترجع إلى افتقار التواصل بين الطرفيين، فلم يعد هناك تواصل بين الأزواج. نظرًا للعمل لساعات متأخرة للوفاء بتكاليف المعيشة.

وواصلت خبيرة العلاقات الأسرية حديثها لـ”بوابة القاهرة”، أنه لم يعد هناك ما يسمى بتبادل مشاعر الحنية والود، ولم يعد للعلاقة الحميمية شأنها. فلا يوجد الوقت لسرعة الحياة وطبيعتها.

كما أكدت أن السوشيال ميديا لها سبب رئيسي في حدوث المشاكل الزوجية. منها رؤية الرجل لأجسام ممشوقة، ووجوه تمتلئ بالمكياج وعمليات التجميل الحديثة.

وأضافت أن ما خلفته السوشيال ميديا جعل الرجل ينظر إلى زوجته بصورة عدم الرضا. حتى المرأة أصبحت تشاهد الدراما الدخيلة على وطننا العربي كأمثال التركي والهندي. مما تتصور الرجل بصورة رومانسية تفتقدها في الزوج.

كما أشارت إلى عدم وجود التقدير بين الطرفين، فكل منهما يتباهه بما يفعله في الحياة. فأصبح الخرس الزوجي يسيطر على حياتهم.

هل يعود الحب بين الزوجين

ما هو الحب الحقيقي وهل يعود بعد موته. تجيب نادية محمدي لـ”بوابة القاهرة”، أن في الماضي كانوا الزوجين حريصين جيدًا على الأهتمام بالحب.

وأضافت أنه اليوم أصبح الحب في نهاية قائمة طويلة من الاهتمامات منها، عمل الرجل والمرأة والأبناء ومتطلبات الحياة.

وأشارت خبيرة العلاقات الأسرية، أن هناك حالات مختلفة تتردد على العيادة النفسية منها، من يسهل الوقت والطريق ويقرر الطلاق، ومنهم من يريد أن يعالج موت الحب.

وأوضحت الحب يهون بينهم وهذه النوعية نقدم لهم خدمات توعية لكيفية التعامل بينهم، مع وضع خطط يومية لإعادة الحب ونموه من جديد.

مشيرة إلى أن نمو الحب يأتي من خلال رسالة يومية بينهم اثناء العمل، أو مكالمة هاتفية، أو هدية جميلة.

بالإضافة إلى إرجاع يوم الخميس كما كان في الماضي ليس للمارسة العلاقة الحميمة، ولكن لعودة التواصل وجلوس الأسره سويًا، يتشاركوا الأحاديث، ويستمعوا إلى الأغاني، ومشاركة الطعام.

مؤكدة “محمدي” أن هذه الرسائل تعيد الترابط وتجعل الحب يشتعل من جديد، بعيدًا عن رتابة الحياة اليومية، وروتين العمل، وبعيدًا عن مصروفات الأسرة والنفقات ومشاكلها، فالحب كان وما زال أعظم القيم الإنسانية.

الحب والزواج

ما هو الحب الحقيقي وآراء البعض عن الحب والزواج لـ”بوابة القاهرة”، تقول: (ر_ح) ربة منزل، أن الحب في الماضي اختلف كثيرًا عن الوقت الحالي.

وأضافت، أنه في الماضي كنا نسمع عن قصص الحب والزواج الناجحة ونكوين الأسرة المستقرة، لكن الآن بقى شئ نادر، والارتباط أصبح قائم على الوظيفة المرموقة، والشقة والسيارة.

وأندهشت (ر_ح)، بأنها لما تسئل الأجيال الصغيرة عن مواصفات الحب والزواج في المستقبل، يكون ردهم، أنه يكون غني ويحقق كل أحلامها، مشيرة أن هؤلاء يسمعون من حولهم عن قصص الارتباط في هذا الوقت.

كما أضافت، أصبحت أحلام الكثيرين خالية من المشاعر والحب والحنان والوفاء، وتغيرت هيئتها عن السابق في معايير اختيار الرجل.

وتابعت: على الرغم أن هناك قيم ثابتة لا تتغير ولا يمكن اللعب فيها منها، فالحب الذي علي أساسه يتم بناء أسرة ناجحة، ومنها مجتمع ناجح بكل طوائفه.

وتستكمل (ر_ح)، قائلة: ولذا أصبحنا نسمع عن قصص طلاق أقرب الناس إلينا، وهذا لآن الأساس عير صحيح في بداية الإرتباط.

أما زمان كان لايوجد طلاق، وأن وجد فهو في طبقات معينة من المجتمع، وهذا يؤكد أن المحبة تغيرت مع مرور الوقت، وأصبحنا نخاف أن نسمع أن المشاعر أصبحت موضة قديمة مع الوقت.

ما هو الحب الحقيقي بين الزوجين

وبسؤال الجانب الآخر (خ_م) مدير مالي، أكد أن لارتباط القلوب طعم خاص فهو يمنح الحياة المعنى الحقيقي لها، ولكن سرعة الحياة وصعوبتها جعلته يواجه العديد من المشاكل.

وأكد، أنه ما زال الحب موجود، ولكن من نوع خاص، هناك من يضحي لأجل ابناءه ويبني لهم حياة كريمة، وهناك من تضحي من أجل ابنائها.

وأضاف، أن الرجل والمرأة اليوم معًا يدًا واحدة في بناء الأسرة، عكس الماضي كان للرجل الدور الأهم في الإنفاق عليم.

وتابع: وكانت الزوجة هي التي تحب وتجعل زوجها يبادلها ذلك، كان هناك وقت لذلك، أما اليوم أوقات السعادة قلت بل إندثرت نظرًا لسرعة الحياة.

واستكمل (خ_م)، أن الإرتباط على المستوي الشخصي بين الرجل والمرأة تأثر، ولكن على المستوي العام ايضا تغيرت المشاعر بين الأخوة، وقلت اجتماعاتهم عن الماضي.

وتابع: كما تغير المحبة بين الأصدقاء والجيران، اليوم لا أحد يتعرف على الآخر، وتبدلت مشاعرهم إلى الحقد والمصلحة، وأصبح المجتمع ملئ بمشاعر جديدة وغريبة.

مؤكدًا، أن هذه الظواهر لا تمنع أن نتكاتف سويًا لإعادة الثقة في مشاعرنا، به نحيا حياة مختلفة عن التي يسودها المصلحة.

كما أضاف، الإرتباط هو الناقوس لكل المشاعر الإنسانية السامية، ولا يجوز أن نلقي به ونجعله ذكرى من ذكريات الماضي. فالحب هو الحاضر والمستقبل.

وطالب، بأنه يجب علينا جميعا أن نزرع الحب في الطفل الصغير لأخوته ولأسرته. حتى ينشأ نشأة طبيعية خالية من العقد والكراهية للآخرين.

كما وجه، بإعادة أحاديث المشاعر بين الطرفين، وأن يخصص يوم لسماع فن راقي يتحدث عنه. حتى لو أغنية من زمن الماضي الجميل.

واختتم (خ_م)، حديثه لـ”بوابة القاهرة”، أن نجوم الزمن الجميل زرعوا في نفوس الأجيال الماضية كيف لهم أن يحبوا.

كما زرعوا في الأجيال الماضية عدم الكره والبغضاء، وعلينا أن نحيي مشاعرنا في قلوبنا من جديد. كما كان في الماضي.

تحقيق| رشا إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى