آيات لطرد العين والحسد من البيت وتحقيق الطمأنينة والحفظ
قال الداعية الشيخ محمد القويسني، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، إن العين والحسد من أخطر ما يصيب الإنسان والبيوت، فقد يفسدان النعمة ويجلبان الضيق والهم، ولقد أرشدنا الإسلام إلى الحصن الحصين وهو كتاب الله تعالى، ففيه العلاج والوقاية، ومن رحمة الله أن جعل لنا آيات لطرد العين والحسد من البيت تحفظ المسلم وأهله، وتجعل البيت عامرًا بالسكينة والطمأنينة. فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان، وهو السلاح الأقوى في مواجهة شر الحسد وأثر العين.
ما هي العين والحسد في الإسلام؟
يوضح الشيخ محمد القويسني أن الحسد في الإسلام حقيقة لا خيال. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين”. وهذا دليل قاطع على أثر العين في حياة الإنسان.
ويشرح فضيلته أن العين هي نظرة خبيثة تصدر من نفس حاسدة فتؤثر في المحسود بإذن الله. أما الحسد فهو تمني زوال النعمة عن الآخرين. وكلاهما منهي عنهما شرعًا لما فيهما من إيذاء للنفس والمجتمع.
ويؤكد الشيخ القويسني أن العلاج والحماية لا يكونان إلا باللجوء إلى الله تعالى. عبر قراءة القرآن الكريم والأذكار النبوية، فبهما تطمئن القلوب ويزول أثر الشر.
ولهذا أوصى العلماء بالمداومة على أدعية العين والحسد والرقية الشرعية والتحصينات اليومية لحماية المسلم وبيته من شر الحاسدين.
آيات لطرد العين والحسد من البيت
تعد آيات القرآن الكريم الحصن المنيع والدواء الشافي لكل ما قد يصيب الإنسان من شرور، ومن أعظم ما يستعان به لطرد العين والحسد من البيت تلاوة بعض الآيات القرآنية التي وردت نصوص كثيرة في فضلها.
ومن أبرز هذه الآيات: آية الكرسي من سورة البقرة، فهي تحفظ المسلم وأهله من الشرور إذا قرئت في البيت. وقد ورد أن من يقرأها ليلاً لا يزال عليه من الله حافظ.
كذلك فإن قراءة خواتيم سورة البقرة: “آمَنَ الرَّسُولُ…” إلى آخر السورة، تجلب البركة وتحمي البيوت من الشياطين.
كما أن المعوذات (سورة الإخلاص والفلق والناس) تعد من أعظم ما يقرأ للتحصين من العين والحسد. حيث أوصى النبي ﷺ أصحابه بالمداومة عليها صباحًا ومساءً، وتكرارها ثلاث مرات لحماية النفس والبيت.
ويستحب أن تقرأ هذه الآيات في أركان البيت مع النفث الخفيف، أو تقرأ بصوت مسموع يشيع الطمأنينة في أجواء المنزل.
ومع المداومة على آيات القرآن لطرد العين والحسد من البيت يشعر أهل البيت بالسكينة والراحة. وتزول الاضطرابات التي قد تكون بسبب الحسد أو العين، ليبقى البيت عامرًا بذكر الله والطمأنينة الروحية.
استكشف المزيد عن الحسد والعين:
سورة لطرد العين والحسد
من أعظم السور القرآنية التي وردت النصوص الشرعية في فضلها وقدرتها على طرد الشياطين والشرور هي سورة البقرة.
فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة”.
يؤكد ذلك أن تلاوة هذه السورة الكريمة تعد حصنًا منيعًا ضد العين والحسد. وتجعل البيت عامرًا بالبركة والسكينة.
وتتميز سورة البقرة بكونها أطول سور القرآن الكريم. وهي مليئة بالآيات التي تتحدث عن التوحيد، والالتزام بشرع الله، والتحذير من السحر وأهله.
ومن أبرز آياتها في التحصين: آية الكرسي، وآيات السحر في قصة موسى عليه السلام. بالإضافة إلى خواتيم السورة التي أوصى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، بالمداومة على قراءتها لما تحمله من حماية عظيمة.
إن المداومة على قراءة سورة البقرة، سواء بتلاوتها كاملة على فترات، أو تشغيلها في البيت بصوت خاشع. لها أثر واضح في إبطال مفعول العين والحسد، وطرد الشياطين من المنازل.
وقد أثبتت التجربة العملية لدى الكثير من المسلمين أن هذه السورة تبعث الراحة في القلوب، وتشعر أهل البيت بالطمأنينة. وتزيل مظاهر الضيق والتوتر غير المبرر.
ولذلك ينصح أن يجعل المسلم لنفسه وأهله وردًا ثابتًا من سورة البقرة، سواء بالقراءة اليومية أو الأسبوعية. حتى يحافظ على بيته آمنًا مطمئنًا، بعيدًا عن شر العين والحسد.
آيات طرد العين والحسد
لقد جعل الله تعالى في القرآن الكريم شفاءً وحصنًا منيعًا للمؤمنين ضد العين والحسد. وجاءت بعض الآيات العظيمة التي لها تأثير مباشر في إبطال مفعول الحسد ورد كيد العائنين.
إن قراءة هذه الآيات بخشوع ويقين تام بأن الله هو الحافظ والمعافي. تعد من أنفع الوسائل الشرعية لطرد العين والحسد عن النفس والأهل والبيت.
ومن أبرز آيات طرد العين والحسد التي وردت في هذا الباب:
- سورة الفلق: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ…”، وهي دعاء صريح للتحصن من شر الحاسد إذا حسد.
- سورة الناس: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ…”، وتختص بالاستعاذة من شر الوسواس الخناس الذي يؤجج الحسد والعين.
- آيات سورة يونس (81 – 82): “فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ…”، وفيها بيان بطلان كيد السحرة والعائنين.
- آية الكرسي (البقرة: 255): من أعظم آيات التحصين، تملأ القلب إيمانًا وتُطرد الشياطين من البيت.
- خواتيم سورة البقرة (285 – 286): قال النبي ﷺ عنها: “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”.
- آية المؤمنون (115 – 118): التي تذكر العبد بضرورة الالتجاء إلى الله والدعاء له بالحفظ من الشرور.
إن تلاوة هذه الآيات بانتظام، سواء عند الصباح والمساء أو أثناء الشعور بضيق بسبب الحسد. يسهم في إبطال أثره وبث الطمأنينة في النفس.
كما يستحب قراءة آيات طرد العين والحسد على الماء والنفث فيه لشربه أو رشه في البيت، طلبًا للبركة والوقاية.
استكشف المزيد من محتوى موقع بوابة القاهرة:
سورة تمنع الحسد من البيت
من أعظم ما ورد في القرآن الكريم للتحصن من شر العين والحسد، سور الإخلاص والفلق والناس، والتي اشتهرت باسم المعوذات.
فقد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم وجعلها حرزًا للمسلم في صباحه ومسائه وعند نومه. لما لها من أثر عظيم في حماية النفس والبيت من الشرور الظاهرة والخفية.
سورة الإخلاص ترسخ عقيدة التوحيد وتنفي الشرك عن الله سبحانه وتعالى. وهي بمثابة إعلان لإيمان العبد بخالقه ولجوئه إليه وحده، وهذا أعظم ما يطفئ نار الحسد.
أما سورة الفلق فهي استعاذة بالله من شر ما خلق، ومن شر الغاسق إذا وقب، ومن النفاثات في العقد، ومن شر الحاسد إذا حسد. فهي نص صريح في التحصن من الحسد والعين والسحر.
وتأتي سورة الناس لتكمل التحصين. حيث يلتجئ المسلم إلى الله من شر الوسواس الخناس الذي يزرع الحقد والغيرة في القلوب.
وقد ورد في صحيح الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ المعوذات ثم مسح بهما جسده كله، طلبًا للحفظ والرعاية.
وكذلك يستحب أن تقرأ هذه السور عند دخول البيت أو عند الشعور بوجود طاقة سلبية أو أثر للحسد داخله.
إن المداومة على قراءة المعوذات ثلاث مرات في الصباح وثلاثًا في المساء، مع استحضار القلب والخشوع. تنزل السكينة وتبث الطمأنينة في أرجاء البيت وأهله. وتجعل البيت حصنًا منيعًا ضد كل عين حاسدة أو نفس شريرة.
آيات العين والحسد على الماء
من الوسائل الشرعية المجربة في العلاج من الحسد والعين الرقية بالماء، حيث تقرأ بعض الآيات القرآنية على الماء مع النفث فيه. ثم يشرب ويُغتسل أو يرش به أركان البيت.
وقد ورد عن السلف الصالح استخدام الماء المقروء عليه بالقرآن طلبًا للشفاء والبركة. لما في كلام الله من قوة وتأثير عظيم على الأرواح والأنفس.
تتم الطريقة بأن يقرأ المسلم آيات العين والحسد بنية صافية، ثم ينفث (ينفخ مع قليل من الريق) في الماء بعد كل قراءة. ويمكن جمع الماء في إناء نظيف أو زجاجة مخصصة لذلك.
بعد ذلك يستخدم الماء بطرق متعددة:
- الشرب: لتبريد أثر الحسد والعين في الجسد، وطلب الشفاء من الله.
- الاغتسال: لإزالة أثر العين والحسد الذي قد يظهر على البدن.
- رش البيت: خصوصًا الزوايا وأماكن الجلوس، لنشر الطمأنينة وطرد الطاقات السلبية.
ومن أبرز الآيات التي يستحب قراءتها على الماء:
- آية الكرسي (البقرة: 255).
- خواتيم سورة البقرة (285-286).
- سورة الفلق كاملة.
- سورة الناس كاملة.
- سورة الإخلاص كاملة.
- قوله تعالى: ﴿فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف: 118).
- قوله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الإسراء: 82).
المداومة على هذه الطريقة تزيد من الإيمان بقدرة الله، وتبعث السكينة في النفس والبيت. مع التأكيد أن الشفاء بيد الله وحده.
رقية العين والحسد مكتوبة كاملة
الرقية الشرعية من أنفع ما يحصن به المسلم نفسه وبيته من أثر العين والحسد. وهي كلمات مأخوذة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
تقرأ الرقية بصدق النية، مع التوكل التام على الله عز وجل، والإيمان بأن الشفاء بيده وحده، القادر والقوي على كل شئ.
أولاً: آيات قرآنية:
- الفاتحة كاملة، فهي شفاء ورحمة.
- آية الكرسي (البقرة: 255).
- خواتيم سورة البقرة (285 – 286).
- سورة الإخلاص ثلاث مرات.
- سورة الفلق ثلاث مرات.
- سورة الناس ثلاث مرات.
- قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ (الشعراء: 80).
- قوله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الإسراء: 82).
ثانيًا: أدعية نبوية:
- “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.”
- “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.”
- “اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا.”
- “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.”
تقرأ هذه الرقية على النفس أو على المريض، مع النفث الخفيف أثناء القراءة أو بعدها. ويمكن تكرارها صباحًا ومساءً.
والمداومة عليها تبعث الطمأنينة في القلب، وتزيد المؤمن قربًا من الله. وتكون حصنًا واقيًا من شر العين والحسد.
نصائح عملية لتحصين البيت من العين والحسد
تحصين البيت من العين والحسد أمر لا غنى عنه. خاصة في زمن كثرت فيه الفتن وقلت فيه بركة النفوس. ومن أهم ما يمكن فعله:
- المداومة على الأذكار اليومية صباحًا ومساءً، فهي درع واقٍ للمؤمن وأهله.
- الحرص على قراءة القرآن الكريم بصوت مسموع داخل البيت، وخاصة سورة البقرة.
- تجنب إظهار النعم بشكل مبالغ فيه أمام من قد يحمل في قلبه حسدًا أو ضغينة.
- الابتعاد عن التمائم والخرافات التي لا تمت للدين بصلة.
- الاستعانة بالدعاء والرقية الشرعية في كل وقت وحين.
هذه الممارسات البسيطة تزرع في البيت راحة وطمأنينة، وتجعله محفوظًا بإذن الله من كل شر.
أخطاء شائعة في التعامل مع العين والحسد
يقع البعض في أخطاء كبيرة عند التعامل مع العين والحسد. أبرزها اللجوء إلى الدجالين والشعوذة طلبًا للحماية أو الشفاء، وهو أمر محرم شرعًا.
كما يهمل آخرون الرقية الشرعية ويعتمدون فقط على موروثات أو عادات لا أصل لها. ثم من الأخطاء أيضًا الخلط بين أعراض الحسد النفسية والجسدية والأمراض، مما يؤخر العلاج الصحيح.
الفهم الشرعي الصحيح، والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، هو السبيل الآمن للوقاية والعلاج.
وختامًا، إن آيات لطرد العين والحسد من البيت تمثل حصنًا عظيمًا يحفظ به المسلم نفسه وأهله وبيته من الشرور.
فالقرآن الكريم والأذكار النبوية هي الوسيلة الشرعية الصحيحة للتحصين. بعيدًا عن الخرافات أو الممارسات الخاطئة.
تذكر دائمًا أن النفع والضر بيد الله وحده، وأن الالتزام بالرقية الشرعية يقوي الإيمان ويجعل القلب مطمئنًا. ثم اجعل بيتك عامرًا بذكر الله، وسترى أثر ذلك في راحة البال وحفظ الأهل والرزق.
كتبه| أحمد سلامة
