كايرو جيت لايت

زواج القاصرات في مصر.. 40 ألف فتاة نسبة مخيفة

أقرت آخر إحصائية صادرة من وزارة الأسرة والسكان أن نسبة زواج القاصرات في مصر وصلت إلى 74%، وكذلك دراسة أعدت بالتعاون بين وزارة التضامن ومنظمة اليونسيف أشارت إلى أن حالات زواج القاصرات في مصر تزيد عن 40 ألف فتاة وأن مواليد هذه الزيجات وصلت إلى150 ألف، بينما تبلغ نسبة زواج القاصرات في مصر حوالي 11% مقارنة بالنسبة العالمية.

زواج القاصرات في مصر

ويظل الاجبار على الزواج هو الممثل الأكبر في تلك الزيجات وارتفاع هذه النسب. وبدافع الوصاية والولاية عليهن يجبر الأباء هؤلاء الأطفال للزواج صغيرات.

ويعتبر بعض هؤلاء الفتيات سلع تباع وتشترى، والبعض الآخر هربا من المسئولية. وهذا ما شاركته الفتيات روفيدة وعلياء لموقع بوابة القاهرة.

أسباب زواج القاصرات

وعن الأسباب التي دفعت “روفيدة” من الزواج في سن الطفولة. تقول: “عايشة في جحيم مضطرة أعيش عشان العيال. والناس بتحسدني مش عارفه على ايه”.

تبلغ “روفيدة” 18 عاما لم تعرف كيف تخطط لحياتها. ولا تأخذ القرار الصحيح. ففشل دراستها وحوجة عائلتها وأخواتها الخمس جعل والدها يبيعها لمن هو أكبر منها بأربعون عاما.

عانت الطفلة روفيدة مع زوجها شر المعاناة. من ضرب وإهانة وشك وغيرة وحبس في المنزل. وغيرها من الأسباب التي تجعل تلك الطفلة تكره نفسها وتلعن طفولتها وأسرتها. التي فرضت عليها الزواج من رجل يقارب على الستين لمجرد قدرته المادية.

تقول: “اتجوزته وهو عنده 57 سنة كان متجوز وعنده عيال. وأهلي وافقوا عليه عشان معاه فلوس هو صاحب معرض عربيات ومقتدر ومكلفهمش حاجة في الجوازة دي”.

وأضافت: “أنا إلا دفعت التمن من عمري وشبابي. وكان بيغير عليا ومرر الأيام في عيني. خلفت منه بنتين. وملبسني دهب وبيصرف عليا كويس. بس ممرر حياتي من الغيرة والشك”.

وبينما نحن مسؤولون عن قراراتنا لم تستطيع روفيدة الحصول على ما تريده. فهي أجبرت على الزواج من رجل كبير في السن لإنقاذ نفسها وعائلتها من المسؤولية. وحبها لحياة الاستقلال.

لكن الحياة خبأت لها ما لم تكن تعتقده. ثم تستكمل: “عايشة في جحيم مضطرة أعيش عشان العيال. والناس بتحسدني مش عارفه على أيه”.

نسبة زواج القاصرات في مصر

وسبق وأكد الدكتور طارق توفيق، مقرر المجلس القومي للسكان، في تصريحات تلفزيونية. أن نسبة الزواج لدى الفتيات أقل من 18 عامًا بلغ 13.6%. وهذه نسبة مخيفة ويجب تفعيل القانون.

بينما قال “إسلام حنفي” المحامي، إنه على الرغم من سن قانون عام 2008 يحظر زواج الأطفال بصفة عامة. إلا أن الواقع يوضح أن تطبيقه ضعيف.

وأوضح المحامي أن بعض الفتيات عندما يبلغن 18 من العمر يصبحن مستعدات للزواج. وأحيانا في بعض المناطق بصعيد مصر يكون لديها أطفال في عمر ثماني وتسع سنوات. وللأسف يقومون بتزويجهن.

وتابع حنفي في تصريحات خاصة لـ”بوابة القاهرة” أن بعض المنظمات تجري دراسات عن حالات زواج القاصرات المؤقت. لكنها تبقى قليلة جدا.

وأشار “حنفي” إلى أنه من الصعب السيطرة على الموقف، نتيجة لتفاقم الحالة الاقتصادية وضعف التعليم، في قري وصعيد مصر. مشددًا بضرورة تفعيل القانون لمواجهة تلك الظاهرة.

علياء: زوج الأم القاسي كان أكبر سبب لزواجي

وتحكي “علياء” لـ”بوابة القاهرة” عن حكاية زواجها فتقول: “هربت من جوز أمي وحياتي المفككة لحضن راجل كبير عشان حنين”.

وقالت علياء عن حياتها البائسة التي كانت تحياها مع زوج الأم القاسي. الحاكم بأمر الأم. فلم يعرف أنها تحتاج حض الأب التي حرمت منه. ولم يكن يعلم أنها تبتغي توجيها لا تعنيفا. فزاد الطين بلة.

وأقبلت علياء على الزواج من رجل يكبرها بعشرون عامًا. بسبب افتقارها الاحساس بالأمان وتفكك الحياة الأسرية. جعلها تتقرب  من صاحب العمل. وكانت لم تبلغ السادسة عشر من عمرها.

أعتبرت الطفلة علياء صاحب العمل، هو السند والظهر والذي عوضها عن غياب الأب. بجانب ذلك كان يعطيها مصروفا في يدها غير راتبها.

تروي علياء لـ”بوابة القاهرة”: “أنا كنت فرحانة بإهتمامه بيا. وكان دايما بيحل مشاكلي مع جوز أمي وأمي. بإعتبار أني زي بنته. لقيت مرة واحدة مشاعري اتحولت لحب”.

ثم تستكمل علياء: “اتفقنا على الزواج وقال لمراته وولاده وحصلت مشاكل كتير معاهم. لكن إتجوزنا وبصراحة من وقتها لأول مرة أحس أني عايشة”.

وأضافت: “أكثر حاجة بتضايقني منه هي الغيرة القاتلة. بس مش فارق معايا أي حاجة. غير أنه زوج حنين قدر يعوضني عن كل حاجة”.

وكان التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول الاتجار بالبشر في العالم قد كشف أيضا في عام 2013. أن رجالا أثرياء من الخليج يسافرون إلى مصر لشراء “زواج مؤقت” أو “زواج صيفي”. لم يبلغن الـ18 من العمر.

زواج القاصرات في الإسلام

وعن هذا قال الدكتور أحمد معبد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن زواج القاصرات سواء المؤقت أو غير المؤقت مخالف للشرع جملة وتفصيلا.

وأوضح “معبد” أن الشريعة الإسلامية تحرم وتجرم زواج القاصرات بصفة عامة. لأن “العقد لا بد أن يبنى عن رضا واختيار. والرضا والاختيار ينشأ عن البلوغ والعقل والرشد. الذي يعني حسن النظر في الأمور والتدبر فيها”.

وتابع معبد في تصريحات خاصة لـ”بوابة القاهرة” “إذا حدث هذا الزواج في أسر فقيرة. كبعض الذي يثار لبيع الفتيات الصغيرات لبعض الأشقاء في دول الخليج. فهذا دليل على الشذوذ. وعندما يحضر رجل عربي ويتزوج أي فتاة تقابله لجسدها. فإنه رجل أقرب إلى الشهوة الحيوانية والبهيمية. وليس مقياسا سليما يعتمد عليه.

ولذلك طالب “معبد” بمحاربة زواج القاصر حتى تستقيم الحياة الأسرية. وتستطيع الحفاظ على البيت والأسرة. ونساهم في تقليل نسب الطلاق الكبيرة التي نراها الآن.

قانون زواج القاصرات في مصر

ويذكر أن القانون المصري يحظر أيضا الزواج من الأجانب إذا كان فارق السن يزيد عن 10 سنوات. لكن هناك طرقا للتحايل على القانون. أكثرها شيوعا اللجوء إلى تزوير شهادات الميلاد، حتى تتم الزيادة في عمر الفتيات وإنقاص عمر الراغبين في الزواج من الرجال.

ثم كانت محكمة في الإسكندرية أصدرت عام 2009 حكما بسجن اثنين من مسجلي الزواج. عامين لكل منهما لإدانتهما بتدوين زواج مؤقت لمئات الفتيات اللائي تقل أعمارهن عن 18 عاما.

كتبه| داليا فكري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى