منارة الإسلام

الصحابية أسماء بنت يزيد خطيبة النساء.. صحابيات في الإسلام

وفي رحلة مباركة تحمل بين طياتها نفحات صحابيات في الإسلام، يقدمها موقع بوابة القاهرة لمتابعيه طيلة شهر رمضان الكريم، نقدم لهم اليوم الصحابية أسماء بنت يزيد خطيبة النساء ذات الفصاحة والبيان والقيادية التي لمع نجمها في عهد الرسول صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

الصحابية أسماء بنت يزيد

أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، من أولى الصحابيات اللاتي أسلموا في العام الأول من الهجرة، نشأة السيدة أسماء كانت ليها أكبر الأثر في تكوين شخصيتها.

هي من أسرة عرفت بالتضحية والجهاد في سبيل الله، فأبوها يزيد بن السكن، وعمها زياد، وأخوها عامر بن يزيد؛ الذي جعل جسده درعا يحمي الرسول- صل الله عليه وسلم- عندما كانوا في غزوة أحد، وأصبح من شهدائها البررة.

لما بلغ السيدة “أسماء” استشهاد أخيها “عامر” خرجت لتطمئن على رسول الله، وأول ما رات النبي قالت: “كل مصيبة بعدك هينة يارسول الله“.

جمعت الصحابية الجليلة صفات المرأة الحكيمة القوية الشجاعة الجميلة المتعبدة، صاحبة الدور الدعوي والإعلامي النسائي، فتعالوا نتعرف على شجاعتها في الجهاد.

شهدت السيدة أسماء غزوة الخندق وغزوة خيبر، وخرجت مع النبي صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، في معركة اليرموك.

ولمن لا يعلم أن النساء والصحابيات كانوا بيشاركوا في الغزوات في سقاية الظماىء وتضميد الجرحي.

وكانت “أسماء” في هذه المعركة خاصة قد اقتلعت عمود خيمتها، وأخذت تضرب به رؤوس جنود الروم وقتلت تسعة منهم.

وفي مقابل هذه الشجاعة نجدها امرأة ذواقة فنانة في أمور النساء، كانت بارعة في تزيين النساء، وعلى دراية بأمور التزيين. هي من زينت وجهزت السيدة عائشة رضي الله عنها لرسول الله.

جمعت الصحابية أسماء ما بين القوة في أمور الجد والرقة في الأمور النسوية. وأكثر ما أشتهرت به في عهد النبي، إنها خطيبة ومبعوثة النساء.

إقرأ أيضا| الصحابية هند بنت عتبة

خطيبة النساء

كانت تدافع عن النساء وتسأل عن حقوقهم، وكان إلمامها بالقرآن الكريم والحديث الشريف، سبب أنها تسأل في أدق الأمور.

كما أن حياؤها كإمراة لم يمنعها يوما أن تتفقه في أمور دينها. كانت تذهب للنبي وتسأله على الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة، من الطهارة وغيرها.

والنبي صل الله عليه وسلم عندما كان يستحي من الرد على بعض الأمور، كان يجعل السيدة عائشة تجيبها.

إقرأ أيضا| الصحابية صفية بنت عبد المطلب

أول معتدة في الإسلام

تُعد “أسماء” أول معتدة في الإسلام، حيث لم يكن للمطلقة عدة قبل الإسلام، ولما طلقت نزلت آيات عدة المطلقة، فإعتدت أول واحدة.

روت أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية عن النبي 81 حديث، والصحابة كانوا يشهدوا لها بفصاحة اللسان وسحر الكلام.

إقرأ أيضا| الصحابية أسماء بنت عميس

من أبرز مواقفها في الإسلام، في أحد الأيام جاءت ومعها جماعة من النساء. والنبي كان مع الصحابة في المسجد، وكان بينهم ستار.

قالت للنبي يارسول الله إن الله بعثك للرجال والنساء ونحن معاشر النساء آمنا بك، واتبعناك مثلهم، فنجد إن الرجال فضلوا بالجمعة والجماعات وشهدوا الجنائز، والجهاد في سبيل الله.

وعندما يخرجوا للجهاد نحفظ لهم الأموال، ومربي الأولاد، ونغزل الأثواب، ماذا تركوا لنا من الأجر والثواب يا رسول الله؟.

ثم إلتفت النبي لأصحابه قائلا: هل سمعتم ما قالت، إنها امرأة أحسن سؤالا عن دينها منكم، فتعجب الصحابة وقالوا “والله يارسول الله ماظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا الحديث ابدأ.

بعد ذلك، قال لها النبي انصرفي يا أسماء وأعلمي أنتي وكل النساء. إن حسن معاملة المرأة لزوجها وطلبها لمرضاته يعدل كل ماذكرت للرجال“.

فأنصرفت السيدة أسماء بنت يزيد مهللة ومبشرة النساء بما قاله رسول الله صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

قصة السيدة أسماء من القصص التي لها ارتباط كبير جدًا بما نجده اليوم. أولها أن الإسلام سمح للمرأة أن تخرج لطلب العلم الشرعي وتتفقه في أمور دينها. طالما بتراعي الضوابط الشرعية في الخروج.

عندما ذهبت مع النساء عند النبي وتحدثت بلسانهم، لم يقل لها أحد اصمتي يا امرأة فإن صوتك عورة. كانت تسأل النبي عن المساواة بين الرجل والمرأة، في الأجر فقط. لأنها تدرك بفطرتها السوية أن الرجال خلقوا بقدرة لبعض الأعمال لا تتحملها المرأة.

أسماء بنت يزيد تعلمنا أن المرأة المسلمة، قائدة ورائدة وداعية وإعلامية وحقوقية وفارسة في الميدان. رضي الله عنها وعن آل البيت الشريف.

كتبه| شيماء كمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى