فن وثقافة

يحيا العدل.. قصة قصيرة للكاتبة رشا إبراهيم

حينما ذهبت إلى فراشي كي أرتاح من آلام العمل والانجاز طوال النهار، راودتني أحداث وأفكار وأشخاص جعلت من النوم ضربا من المحال.

حيث تذكرت حينها أبنائي وصورتهم بزي جميل يتعلقون في أيدي أبيهم وهم يحملون لي المزيد من المأكولات ويلقون التحية علي من بعيد.

تعرف على قصة حياة| الفنانة رجاء الجداوي

تفصلني عنهم أدوار كثيرة من حديد وشبابيك وأسلاك، أراهم من بعيد وأبكي على عدم ضمهم في أحضاني كي أروي غريزة الأمومة في أحوج سنوات احتياجهم لي، وأنا مقيدة داخل زنازين المصحات النفسية وآلام المرض النفسي.

هنا فقط رجعت بالزمن إلى البعيد، حين قابلت أشخاص كنت أتمنى أن لا أقابلهم أو أراهم، أو أن يكونوا جزء من ذكريات سيئة في حياتي، أوقعوا في داخلي خيبات لا حصر لها، كانت في يوم سببا قويا في البعد عن أغلى الناس في حياتي وهم أولادي.

تمنيت بكل قلبي وكياني أن أراهم في نفس مكاني، ليس انتقاما إنما عدلا من الله على ما تسببوا فيه من آلام لا حصر لها في قلبي.

وتعالت الضحكات في داخلي عليهم حينما رأيت منهم من يعاني ويتألم، لا كما تألمت بالمرض النفسي وسنوات من العذاب الجسدي والنفسي معا، ومزيد من المصحات التي لا حصر لها، ولكن بآلام أخرى تشبع نار الإنتقام داخلي.

عاشوا وما زالوا في خيبات وآلام وآفكار كما تألمت وتعذبت، لطالما ما بكيت ولم يشعر بي أحد أو حتي يشاركني أحزاني.

طوال حياتي أؤمن أن الله عادل يحب العدل فمن ظلم سيظلم ولو بعد حين، ولكن لم أرى ذلك إلا حينما رأيت وسمعت أنهم يتألمون مثلي.

وتمنيت لهم كل الخير وكل العدل في الإنتقام، ليس شرًا مني أو سوء، إنما رفعا لشعار يحيا العدل.

يحيا العدل
قصة للكاتبة رشا إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى