مقالات وآراء

التباعد الاجتماعي لفظة يجب استبدالها

استخدم العالم لفظة التباعد الاجتماعي عندما تفشى فيروس كورونا المستجد، مما كان هذا التباعد سببًا في الانسحاب الاجتماعي.

 

وانطلق الجميع يردد، من أهم طرق الوقاية من المرض واستبطائه واحتوئه، التباعد الاجتماعي دون وعي لمفهومه، فهو طريقة للحد من تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض عن قرب وبشكل مستمر لمنع انتشار مرض ما.

 

لابد من مراجعة هذه اللفظة واستبدالها بالتباعد المكاني فالعادات والتقاليد الشرقية التي تربينا عليها تدعو إلى التواصل فيما بيننا والخوف من الآثار السلبية على المجتمع من فترة الإنطواء بعد القضاء على الوباء، فمن الضروري إعطاء أهمية للتواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة والعائلة من خلال مستويات ملائمة ومعتدلة من التقارب حتى يتسنى لنا الاعتصام والتماسك فيما بيننا بكل ثقة واقتدار من الحب والإحترام، بعدما أصبح المجتمع يغص بالمتغيرات والتحديات المستقبلية وصار الفرد سطحياً على المستويين المعرفي والأخلاقى من قلة انخراطه المنعكس بالمجتمع.

 

فيأتي من يرسخ فكرة التباعد ويسوقها، ومع الأسف نجح المغرضين في اختراقها عبر وسائل الحياة فكانت الإشارة من خلال التوعية بفرضية الاقتراب من بعضنا أكثر وأكثر والخوف أن يصبح التباعد منهج حياة بعدما عاني الجميع من هيمنة وسائل التكنولوجيا الحديثة على شتئ القطاعات وجعل من منصات التباعد الاجتماعي أداة مهمة ومؤثرة في الأسرة.

 

مما يقودنا هذا إلى الآثار السلبية للمجتمع والتي تعود عليه بالتفكك لاحقا بعد انتهاء موجه الوباء، فلو استبدلنا لفظة التباعد الاجتماعي بالتباعد المكاني لأنه يعني الحفاظ على العلاقات الاجتماعية وهو أخف وطأة من لفظة التباعد الاجتماعي، واللافت للنظر في السنوات الأخيرة ظهور مصطلح التواصل الاجتماعي ليتبعه مصطلح التباعد الاجتماعي اليوم، وهما مصطلحان متناقضان فالأول مصطلح أطلق على الخدمة الإلكترونية التي تقدمها شبكة الإنترنت للأفراد والجماعات فشكلت مواقع جمعت الأشخاص من انحاء العالم واعتمدت عليهم لأنهم هم روافد البيانات والمعلومات.

 

والثاني معروف ويكفى العلاقات الاجتماعية بنائها علي التعاون بين أفراد الأسرة والمجتمع لتحقيق أهداف عامة وخاصة، والعديد من الكتب السماوية المقدسة كالقرآن الكريم والإنجيل تحثنا على الترابط الاجتماعي الذى يشكل الأساس الروحي بين البشرية بعضها ببعض.

 

د. شعبان مرسي

رئيس اللجنة الإعلامية بنقابة الضباط البحريين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى