منارة الإسلام

حكم التفكير بالانتحار وجزاء المنتحر عند الله.. داعية إسلامي يجيب

في الآونة الأخيرة شهد المجتمع حوادث عدة لحالات الانتحار وزهق النفس التي حرم الله قتلها عمدًا، التي منحها الله لنا، فكيف هانت على المنتحر، ولذلك نتناول حكم التفكير بالانتحار وايضا هل الإنتحار حلال أم حرام وما يستشهد به من جزاء التفكير في الانتحار عند المولى عز وجل.

يعد الانتحار جريمة بشرية بشعة، وهي تخلص المنتحر من نفسه عمدًا، بطرق عديدة. لتؤكد هذه الجريمة المتكررة أن هناك خلل في المجتمع.

فلا بد من رضاء الإنسان بقضاء الله وقدره، الذي كتبه الله سبحانه وتعالى. ورفض هذا القضاء وعدم حمد الله له، يعتبر حرام شرعًا.

هل الإنتحار حلال أم حرام

وعن حكم التفكير بالانتحار قال الله تعالي: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً”. كما هناك أحاديث تنهي عن هذا الفعل الذي يعد من الكبائر.

ففي الحديث الشريف، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا».

فقد يمر الإنسان بظروف خارج إرادته، بفقدان عزيز عليه، أو ابتلائه بمرض عضال، أو فشل في أحداث حياته. كل هذا مقدر لا يمكن أن يكون ردة الفعل لذلك هي الانتحار.

وربما يصاب الإنسان بمرض نفسي مثل الإكتئاب والفصام. وهذه الأمراض تغير في ردود أفعال المريض تجاه المواقف والأحداث اليومية. لكن خلق الله الداء والدواء، وأصبحت العلاجات متعددة ومتوفرة.

كل ذلك أو ذاك لا يجعل الإنسان أن يضعف، فلقد أجمع كافة العلماء. أن الانتحار حتى ولو تسببه الأمراض حرام شرعًا.

موضحة أن المنتحر يصلي ويغسل فهو مسلم وليس خالدًا في النار. لكن يعاقبه الله على هذه المعصية مثل الكثير من المعاصي.

ولذا حاولت “بوابة القاهرة” معرفة المزيد عن حكم التفكير بالانتحار وأسباب الإقدام عليه، وهل الانتحار حلال أم حرام، وهل التفكير فيه يوقع المؤمن في معصية.

إقرأ المزيد: الاكتئاب.. ماذا تفعل عندما تشعر بالحزن ولا تعرف السبب؟

حكم التفكير بالانتحار

يقول الداعية الإسلامي الشيخ محمد القويسني، لـ”بوابة القاهرة“، إن الانتحار جريمة من الجرائم، وكبيرة من الكبائر التي حذر منها الله ورسوله الكريم. 

لافتًا “القويسني” إلى أن الانتحار انتشر في الآونه الأخيرة نتيجة حدوث كرب من الكروب. يصيب المؤمن فيتخلى عن إيمانه، بالقدوم على الانتحار.

واستكمل الداعية الإسلامي حديثه قائلًا: إن السبب الرئيسي للإنتحار هو الوازع الديني. فلم يعد هناك وعي للعزوف عن هذه الجريمة البشعة. فالذي يقبل على الانتحار لديه هموم كثيرة تواجهه في الحياة.

وأوضح فضيلة الشيخ محمد القويسني، أن من أركان الإيمان والإسلام أن تؤمن بكتب الله ورسله. والإيمان بالقضاء والقدر.

وتابع: إذن فالقدر ركن من أركان الإيمان، ولا بد أن يعلم المؤمن أن ما أصابه بيد الله سبخانه وتعالى. وأن الرضا بقضاء الله وقدره هو الإيمان بعينه.

وواصل فضيلة الشيخ أنه حينما يبتلى المؤمن، فهذا اختبار لآن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فالمنتحر ضعيف الإيمان والإرادة. حينما يتكاثر عليه بلاء الدنيا، يعجز عن إيجاد حلول فيقدم على الانتحار.

وأكد الشيخ القويسني أن الله منح أصحاب البلايا والصبر على قضائه مزايا كثيرة ومنح ربانيه. حيث قال المولى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.

وأشار “القويسني” إلى أن الآية الكريمة توضح أن الله يمنح المبتلون أجور لهذا الصبر وهذا الرضا. ويبشرهم بمحو السيئات ورفع الدرجات.

وواصل الشيخ القويسني حديثه لـ”بوابة القاهرة“، عن حكم التفكير بالانتحار قائلًا: إن النبي صلى الله عليه وسلم وعد المنتحر أنه قأئم في نار جهنم. 

لافتًا إلى أنه رغم اختلاف الفقهاء في خلوده في النار أم غفران الله له، لكن كيف يغفر لعبد لم يرضى بقضاء الله. وكيف يغفر لعبد رفض فضل الله في رفع درجاته، وكيف يغفر لعبد أطاع الشيطان ولم يصبر على البلاء!

وتابع: على المؤمن أن يرضى ويصبر ويتمسك بمزايا الصبر على بلاء الدنيا. حتى ينجو من أبشع فعل على الإطلاق وهو الانتحار، ويردد المؤمن في قرارة نفسه وعجلت إليك ربي لترضى. 

التفكير في الانتحار

واختتم الشيخ القويسني، أن التفكير في الانتحار يعتبر معصية وكبيرة. ولكن وعد الله الإنسان ألا يحاسبه على ما تحدث به نفسه.

مضيفًا: فكيف لنا نحن العباد أن نقتل أنفسنا، في حين أن الله سبحانه رحيم بعباده، لا يحاسب الغافل أو الناسي أو المريض. حتى مجرد وسوسة الشيطان والتفكير لا يعاقب عليها. سائلًا الله عز وجل أن يردنا إلى كتاب الله عز وجل ويطهر قلوبنا. ويحمي مصرنا الحبيبة من هذه الجرائم الغربية الدخيلة على ثقافتنا وعادتنا وتقاليدنا.

كتبه| رشا إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى