مقالات وآراء

سنابل القمح إذا شئنا كنا

قرن مضي وقرن يحضر، نحن كعرب نقف علي بوابة، هذا وذاك مترددين قلقين خائفين متسائلين ملء حناجرنا الصمت، وفي جوارحنا الخوف والقلق، راياتنا اكفنا، ورماحنا سواعدنا إلى أن نمضي وماذا نستطيع أن نفعل؟

ها نحن نتكئ على تاريخ عريق، ومجد عظيم، ونتطلع نحو مستقبل مُترع بالقلق والأسئلة، كما هو حافل بالأمل والوثوب.

يستطيع أجدادنا أن يفخروا بما انجزوا من بدائع وروائع، في العلم والمعرفة، ونكاد نجزع نحن الأحفاد عن مواصلة دروبهم المتالقة.

إقرأ أيضا| سنابل القمح

هم أجدادنا أبدعوا في شتئ المجالات، وبنوا حضارة إنسانية معرفية غاية في الرقي والسمو، وها نحن نبحث عن مكان لنا لأبد أن نغزوه في ركب الحضارة.

سوف نصعد إلى دورنا ومشاركتنا في عصر المعرفة والبحث العلمي، في عصر التجديد والتنمية والتحديث والتطور.

كما تقدمنا إلى محراب التضحية، وعلى طريق الفداء دفاعًا عن الوطن والأمة والشعب، ولتستمر الشعلة وهاجة مضيئة لتضيئ الطريق. نرفض كبت حرية التفكير والرأي والتعبير والإبداع، كما نرفض الإحتلال والإضطهاد والإستبداد.

علينا أن نكون في المواجهه، على جبهة البناء، كما على جبهة الفداء، نقدم الآلاف من الشهداء، والتضحيات بكل ماهو ثمين وعزيز، ونبني من فيض الجراحات عالمًا كبيرًا حالمًا بكل ما هو مضيئ ومبهج.

ونسعى لأن يكون لنا حضورًا في عالم المعرفة العلمية الجادة، زمن البحث العلمي وعالم الإختراعات والمكتشفات.

نحن العرب، نحن الأمة، نحن المناضلين الكادحين، ابدًا، الذين لم نبخل يومًا بدم وجهد وعرق، نسعى للمساهمة في ركب الحضارة الإنسانية المتجلية في وحدة الصف والقضايا العربية ولم الشمل العربي بفكر جديد، وإيجاد موقف موحد وكلمة واحدة تحت رأية واحدة في مواجهة التحديات التي تحيط بامتنا.

ها هي ألف من السنوات تمضي، وألف تحضر، ولكنها دومًا بدمنا، نحضر ونغيب، وكأنه قدرنا أن نحضر بدمنا، وأن نُعيد صياغة العالم بدمنا، دمنا الممتد منذ أول طلقة، وأول مجزرة، وأول جريمة ترتكب ضدنا.

حضورنا ممتد منذ أول نبي، وأول حرف نقشناه، وأول حرف اخترعناه، دمنا هو حضورنا، وحضورنا هو إبداعنا، وإبداعنا هو إمتدادنا، يمضي قرن من الزمان، ويحضر قرن آخر، وتذهب ألف وتحضر ألف، وها نحن الذين لم ننكسر، ولن ننكسر.

سيكون بيننا ألف صلاح الدين، وألف خالد بن الوليد، وألف قطز، وبيبرس، وابن سيناء، وابن النفيس، والفارابي، وابن الهيثم، والخوارزمي، وجابر بن حيان.

ويكون بيننا عمر المختار، ويوسف العظمة، وأحمد عرابي، وعبد القادر الحسيني، وفارس عودة، وياسر عرفات.

بيننا وبين الغزاة ألاف من التحدي والصمود والمواجهه، بيننا ألاف من الافذاذ، إنّ شئنا كنا كسنابل القمح، وإن شاء الأعداء فلن يكونوا إلا غبارًا تذروه رياح الأيام.

اللهم وحد أمة العرب واجمع كلمتهم وإهدهم إلى سواء السبيل.

بقلم| أسماء لاشين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى