منارة الإسلام

الصحابية أم رومان زوجة أبو بكر الصديق.. صحابيات في الإسلام

تصطحبكم بوابة القاهرة إلى صفحة مضيئة مشرقة، من صفحات صحابيات في الإسلام وهي مثل يحتذى به اجتماعيا وسياسيا وفكريا، وعلى الرغم من أنه لم يذكر لها سيرة كبيرة في كتب الإسلام، لكن مواقفها تدرس في كل زمان ومكان، إنها الصحابية أم رومان الكنانية زوجة أبو بكر الصديق وأم الصديقة عائشة رضي الله عنهما.

الصحابية أم رومان

أم رومان بنت عامر الذي قال النبي صل الله عليه وسلم في حديث عنها: “من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان“.

لم تكن أم رومان من أهل مكة، لكنها تزوجت قبل الإسلام من عبد الله بن الحارث، وانجبت منه إبنها الطفيل. ثم أتت معه إلى مكة وعاشت معه.

بعد وفاة زوجها تقدم لخطوبتها صديق زوجها، وهو من أبرز شباب مكة شهامة ومروءة وكرم، إنه الصديق أبي بكر. أكرمها وأحسن عشرتها وربى ولدها؛ فقد كان صديقًا لزوجها، وأنجبت له البنين والبنات عائشة وعبد الرحمن.

بعد ظهور الإسلام، كان أول من أسلم هو زوجها أبو بكر الصديق خليل رسول الله صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأسلمت أم رومان من بعده.

تعلمت الصحابية أم رومان الكنانية من أبي بكر كل معالم الخير والكرم التي كان بيتصف بها، وكانت تشاركه في نصرة الإسلام والدفاع عنه.

كان يؤذي قلبها وهي ترى بطش قريش بالمستضعفين من المسلمين. وأكثر شيء كان بيؤذي قلبها رؤية المسلمين المستضعفين. كانوا يعانون من ويلات التعذيب، وكانت تشجع زوجها على عتقهم ودفع الأموال للعفو عنهم.

من أبرز مواقفها، يوم الحدث الأكبر في تاريخ الإسلام، يوم هجرة زوجها أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحمل معه كل ما يملك من مكة.

لنا أن تخيل المرأة تكون في عز وجاه ويبتعد عنها زوجها بكل ماله ويتركها في مكة تدبر أمورها وسط أهل الكفر والشرك.

لم تقل له يوما أنصر الدين بقلبك، لكنها كانت نعم الزوجة المعينة لزوجها في هذه الفترة الصعبة من تاريخ الدعوة الإسلامية.

لما أستقرت الأمور في المدينة هاجرت مع السيدة عائشة. ولن ننسى أعظم وأجل المواقف لها، وهو سندها لإبنتها في حادثة الأفك.

حادثة الإفك

تلك الحادثة التي تعتبر من أصعب الأزمات التي مر بها بيت النبوة. نتخيل زوجة رسول الله، بل أحب زوجاته، وابنة أغلى الناس وأشرفهم، تتهم بالزنا في موقع لا يوجد شاهد على براءتها إلا الله سبحانه تعالي.

النبي صلى الله عليه وسلم- كان في موقف صعب، لم يكن يصدق ابدأ في عائشة أو أي من زوجاته الفاحشة، لكن على الرغم من ذلك أحست السيدة عائشة بشيء من الجفاء من النبي.

عندما علمت ما قيل فيها مرضت، وطلبت من النبي أن تذهب إلى بيت أبيها. وعندما وصل الأمر لأمها أم رومان سقطت مغشيا عليها من هول ما سمعت في إبنتها.

دعاء السيدة عائشة في حادثة الافك

لما أفاقت أصيبت بحمى من ألم الموقف وشدته على نفسها. أما السيدة عائشة فقالت: لن أقول إلا كما قال يعقوب “الله المستعان على ما تصفون” وسلمت أمرها لله.

وهنا يتجلى موقف الأم التي وقفت بجوار إبنتها على مصابها وتعينها على الصبر، وتؤكد لها أن الله لن يتركها ابدأ. وكانت تدعو الله بقلب أم مكلومة في مصاب جلل، أن يظهر الله براءة السيدة عائشة.

آية تبرئة أم المؤمنين عائشة

استجاب الله لها بآيات الإفك: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم}. وأتي إليها النبي ببراءة الوحي بالقرآن.

حينها قالت أمها أم رومان أشكري رسول الله، فقالت السيدة عائشة لا والله بل أشكر الله الذي برائني من فوق سبع سموات.

أي أم تقف موقف أم رومان من أمهات اليوم، في ظل هذة الفجوة الكبيرة بين الآباء والأبناء والبنات والأمهات؟.

هذه أم من أمهات المؤمنين، كانت أزمة إبنتها في المقام الأول. لم تخف من مجتمع بل وقفت تواجه في شجاعة وصبر واحتساب.

صدقت يارسول الله حينما قال فيها: “من سره إن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان”. تلك الزوجة الصالحة المدبرة المعينة، والأم الحكيمة المحتسبة أمرها لله، والواثقة من عدل الله.

اللهم أجعل أمهاتنا كأم رومان، وبناتنا كعائشة، رضي الله عنهما وأرضاهما. وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه| شيماء كمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى