كايرو جيت لايت

فتيات يروين تجاربهن مع الختان: فاكرة شكل المشرط وبتحسي بعدها إنك معيوبة

اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث

اليوم هو اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث وهو يتزامن مع يوم وفاة الطفلة بدور التي لقت مصرعها بسبب جرعة مخدر زائدة أثناء إجراء عملية ختان لها عام 2007.

تعتبر لحظات الطفولة هي تلك اللحظات البريئة التي تنتطبع في ذاكرتنا. ولكن بعضهن طُبعت لحظة قهر وبتر ومهانة. فهم لم يتخذن قرارا بتشويههن ولم يدركن حجم المعاناة فتذكرن شكل المشهد والمشرط والدم. وبعضهن يتذكرن الألم، وعن تجاربهن مع الختان روين بعض الفتيات والسيدات لـ”بوابة القاهرة” ذكريات هذا اليوم.

فتيات يروين تجاربهن مع الختان

تروي هاجر –اسم مستعار، تجربتها مع الختان قائلة: “فاكرة شكل المشرط على طبق معاه شاش وقطن. ولحد دلوقتي لما بتتقال الكلمة دي “ختان” قصادي ضربات قلبي بتزيد وجسمي بيترعش. بس ساعات كتير بحلم باليوم دا.

وأضافت: ومن فترة قصيرة بدأت أتعامل مع جسمي وأتقبله وأعتذر ليه عن اللي حصله لأني مقدرتش أحميه. أنا نفسي أنسى اليوم دا بجد، وساعات بتمنى كل اللي قرر يحصلي دا يموتوا موته بشعة”.

قانون تجريم ختان الإناث

بسبب الإنتشار الشديد لهذه العادة في مصر. أصبح الختان منذ عام 2008 جريمة جنائية بموجب قانون العقوبات المصري.

وبرغم أن المؤشرات الحديثة أظهرت أن ملايين الفتيات معرضات لهذه العادة ومخاطرها. بسبب عدم وجود نقاش صريح وواسع حول هذه القضية الحساسة. والذي بدوره يؤدي إلى إستمرار هذه الظاهرة بسبب تمسك بعض الأشخاص بأرائهم ومعتقداتهم.

وبينما تذكرت هاجر تفاصيل اليوم بإحساس مؤلم قصت روايتها بإختصار كانت داليا- اسم مستعار- تتذكر كل تفصيلة في هذا اليوم ورأت أن الحديث عنها بمثابة التنفيس.

فتقول: “ماما قعدت تتكلم معايا على إن ده سُنة وإن ربنا أمرنا بكده وأنا مكنتش فاهمة لسه خطورة الختان. كنت لسه ناجحة في سنة سادسة وهدخل إعدادي. وكانت كذا واحدة من أصحابي حكتلي عنه. فكان الموضوع متداول ومنهم واحدة قالتلي على إنها خدت حقن بنج في المكان. وأنا فكرتها كذابة وقولت لا مش للدرجة دي، دي عايزة تخوفني بس”.

واستكملت داليا تفاصيل اليوم بكم رهيب من الألم متذكرة كل جرح وكل شكة إبرة. فتقول: “الست اللي هتعملي العملية جت، وطبعا كنت مرعوبة كتفوني ورشت البنج. وبعدها أدتني الحقن حوالين المكان اللي بتقطعه على 6 مرات.

وتابعت: أول أربع مرات السن كان بيدخل كنت بصرخ وبعدها كنت بطلت أحس. بس منظر المشرط كان مرعب. قولتلها لا أنا مش هستحمل أشوف ده غميلي عيني علشان ما تشنجش وأعور نفسي. فتكرمت ووافقت وغمتلي عيني. محستش بالوجع بس حسيت بدمي بيسيح. غطتلي الجرح ومشيت راحت لبنت عمتي عشانن تجزرها زي ما جزرتني”.

الختان واضراره النفسية

” الختان مش بس بيقطعوا حتة من لحمك، لأ ده بتحسي بعدها إنك مابقتيش كاملة ومعيوبة”. هكذا تقول أسماء، التي عانت من مرار تجربة الختان وهي ابنة 12 عامًا.

وكان متعارف في العائلة آنذاك أن الختان عفة للبنت. “العفة دي كلمة بيبرروا بيها الجريمة اللي بيعملوها، لأن التربية كفيلة. بس إحنا مجتمعنا عقيم وكله ماشي في ديل اللي قبله”.

قالت أسماء عن تجربتها التي سببت لها ألمًا نفسيًا حتى بعد زواجها. حيث ترسخت لديها صورة الأنثى غير المكتملة التي تم التعدي على جزء هام جدًا في حياتها الجنسية.

طبيب لموقع بوابة القاهرة: التوعية لتجريم ختان الإناث لا تؤتي ثمارها

ويرى الدكتور تامر البوهي أمين عام نقابة الأطباء في تصريح خاص لـ”بوابة القاهرة“. أن حملات التوعية التي تقوم بها الدولة لا تؤتي ثمارها ولم تصل للجمهور الذي يقوم بالفعل.

مؤكدًا لأنها أعتمدت على الحملات الإعلانية والدعائية دون أن تنزل مخاطبة الفئة التي لا تستخدم وسائل الإعلام وهم أكثر الفئات لإجراء تلك العادة.

وطالب “البوهي” بضرورة تكثيف جهود الدولة للوصول للجمهور المطلوب بزيارة للوحدات الصحية والأسواق الشعبية. ومراقبة ما يحدث في الموالد والمجازر الرهيبة التي تمارس على الولد والبنت.

فيما أفاد تقرير من منظمة “اليونيسيف” أن منذ إصدار القانون. بدأت عمليات الختان تحتوي على الطابع الطبي. حيث التقديرات تشير إلى أن 80 % من عمليات الختان تجرى في عيادات خاصة من قبل أطباء.

ووفقاً لتقرير المسح الديموجرافي والصحي لمصر عام  2008 والذي بعده تم وضع قانون بتجريم تلك العادة. بلغ معدل انتشار ختان الإناث 91.1 ٪ بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15-49 سنة. مقارنةً بـ 96 % بين التي تتراوح اعمارهن بين 15- 30 في عام 1995.

وتحتل مصر المركز الرابع ضمن 29 دولة أقيمت بهم مسوح ديموغرافية عن ختان الإناث على مستوى العالم، والأولى عربيا في ختان الإناث.

وضمن أخر تقرير لمركز قضايا المرأة في 2016. أكد أن هناك نسبة كبيرة من النساء المختنات في مصر. حيثُ يبلغ عددهن نحو 2.27 مليون امرأة. أي بنسبة 91%، مما جعلها تتصدر دول العالم في ختان الإناث.  

كتبه| داليا فكري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى