منارة الإسلام

أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة للميت؟.. داعية إسلامي يجيب

أيام تفصلنا عن عيد الأضحى، حيث أمر الله نبيه إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل في رؤياه، ولكن الله فداه بذبح عظيم، والكثير منا يتذكر الموتى ويرغب في تقديم الثواب لهم، ولهذا حرص موقع بوابة القاهرة على تقديم الإجابة الصحيحة حول سؤال أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة للميت لنتعرف أيضا عن ( حكم الأضحية في المذاهب الأربعة – حكم الأضحية عن الميت – شروط الأضحية للميت ).

أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة للميت

يقول الداعية محمد القويسني، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف. لكي نعرف الأضحية أم الصدقة للميت، فإن الأمرين فيهما خير ونفع، سواء كانت صدقة أو أضحية.

ولكن من الأفضل عند التفكير في هذا الشأن سوف نجد أن التصدق بالمال أو بثمن الأضحية أفضل من الأضحية للميت. وذلك لأن الأضحية في الأصل سنة واجبة على الأحياء وليست على الأموات.

وأكد “القويسني” أن هناك بعض الحالات الجائز فيها التضحية للميت وهي:

  1. إذا كان الميت أوصى بأن يضحى عنه بعد وفاته، حينها ليس هناك ضرر من ذلك.
  2. أو أن تكون نفسه كانت متعلقة بالأضحية ولم يوفق في ذلك طوال حياته وتمنى لو أحدا يضحى عنه بعد وفاته.

فى كلا الحالتين عند السؤال أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة للميت سنجد أن هذه الحالات لا يفضل  فيها التصدق بالمال بدلا من الأضحية.

وعلل الشيخ محمد القويسني ذلك بأن فيه برًا للميت بتحقيق وصيته وأمنيته ورغبته في ذلك. خاصة إذا هذا الميت يكون والدك أو والدتك.

حكم الأضحية عن الميت

في صدد الإجابة عن أيهما أفضل الأضحية أو الصدقة للميت يجب معرفة حكم الأضحية عن الميت. حيث إختلفت الفقهاء وصدر حولها الكثبر من الآراء.

حيث اتفق أهل العلم نسبة لأقوال نبي الله محمد “صلى الله عليه وسلم” بإن الأضحية هي سنة مؤكدة على الحي. واتفقوا أيضا على جواز التضحية عن الميت إذا كان الميت قد أوصى بذلك. أو إنه ترك بعض الأنعام لكي يضحى بها بدلا عنه بعد وفاته.

وأوضح “القويسني” لكن إختلفت آراء العلماء في حكم التضحية للميت. فهناك من قال إن تكون التضحية عن الميت جائزة حتى لو كانت تبرعا من ابناءه، أو أحد أقاربه أو أصدقاءه. لأن الموت لا يحول بين الميت والتقرب إلى الله.

وأضاف: ومنم من قال إن التضحية للميت لا تجوز ولكن يمكن للصدقة أن تكون ذبيحة للتقرب من الله أفضل، وإعطاءها للفقراء والمساكين. معللين ذلك أن المقصود من الأضحية هو تقرب الشخص من الله وليس التقرب من الميت.

ولذلك رأوا إنه من الأفضل بأن يندرج الذبح عن الميت تحت كونه صدقة عنه. وبهذا ينال كلا من الذابح والميت الأجر والخير والثواب.

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

انقسمت آراء العلماء في حكم الأضحية في المذاهب الأربعة للميت. ولكنهم اتفقوا على أنها لا تجب إلا إذا كان الميت قد أوصى بها أو قام بنذر التضحية قبل وفاته.

وجاءت آراء الفقهاء على ثلاثة أقوال هي:

  • عند الشافعية

أكد من ينتمون لنهج الإمام الشافعي بأنه لا يصح الأضحية عن الميت إلا إذا كان المتوفي قد أوصى بها قبل وفاته. حيث قال الإمام النووي رحمه الله في المنهاج: “ولا تضحية عن الغير بغير إذنه، ولا عن ميت إن لم يوص بها”.

  • عند الحنفية والحنابلة

أجازوا بصحة الأضحية عن الميت ووصول ثوابها إليه، مستندين فى رأيهم هذا إلى عمل “سيدنا علي”. حيث إنه كان يضحي عن النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين، قائلا: أن نبى الله محمد هو من أمره بذلك. وهذا ما رواه أبو داود والترمذي في سننهما وأحمد في المسند والبيهقي والحاكم وصححه.

  • عند المالكية

وجاء رأي من يتبع النهج المالكي إنه لا يحبب الأضحية عن الميت. حيث قال الإمام خليل رحمه الله في مختصره عند ذكر المكروهات في الأضحية: “وكره جز صوفها… وفعلها عن ميت”.

وقال الامام مالك في الموازية: ”ولا يعجبني أن يضحي عن أبويه الميتين، قال: وإنما كره أن يضحى عن الميت لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف. وأيضا فإن المقصود بذلك غالبًا المباهاة والمفاخرة”.

ولكن أجازوا حالتين في تفضيل الأضحية عن المتوفي وهما ذبح الأضحية عن الأب المتوفي، وإشراك الأم الحية في الثواب. أو أن ويقوم الابن بذبح الأضحية عن نفسه وأن يشرك أبويه المتوفيين في الثواب.

شروط الأضحية للميت

هناك عدة شروط لابد الانتباه لها وتوافرها عند التضحية حتى تكون صحيحة ومقبولة وهي:

تعرف على.. سنن الأضحية وآدابها

  • الشرط الأول:

لا يقبل بالأضحية إلا أن تكون من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والأغنام) حتى لو كانت أغلى ثمنا.

  • الشرط الثاني:

وفقا لقول رسول الله: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”، والمقصود أن تكون الأضحية بلغت السن المحدد لها ( الإبل خمس سنوات، البقر سنتان، الماعز سنة واحدة، الضأن نصف سنة).

  • الشرط الثالث:

أن تكون الأضحية سليمةً خالية من العيوب، قد وضحها رسول الله في الحديث الوارد عن البراء بن عازب: “سألتُ البراءَ بنَ عازبٍ ما لا يجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصابعي أقصرُ من أصابعِه وأناملي أقصرُ من أناملِه فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى قالَ قلتُ فإنِّي أكرَه أن يَكونَ في السِّنِّ نقصٌ قالَ ما كرِهتَ فدعهُ ولا تحرِّمهُ علَى أحدٍ”.

  • الشرط الرابع:

أن تذبح الأضحية في الوقت المحدد لها بعد صلاة عيد الأضحي، إلى غروب شمس يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة. ولاتقبل أضحية في غير ذلك.

  • الشرط الخامس:

يجب أن تكون نية المضحي في المقام الأول لله فقط، ويعنى ذلك بأن الأضحية تكون ابتغاء للتقرب إلى الله.

خلاصة القول فى الإجابة عن السؤال أيهما أفضل الأضحية أو الصدقة للميت واختلاف آراء الفقهاء. فإنه من الضروري كشرط أساسي أن تكون نية المضحي عند التضحية خالصة للتقرب إلى الله. مع توافر الشروط الصحيحة الواجب توافرها كما ذكرنا سابقا.

كتبه| جهاد رمزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى