طريق الكباش الأثري بين الأمس والقادم

السياحه والآثار وجهان لعملة واحدة، جملة أطلقها وزير الآثار خالد العناني، والذي تميز بجرأة حين أعلن في مجلس الشعب غياب أكثر من 33 قطعة أثريه في وقت لم نعهد فيه ذلك، بالإضافه إلى شجاعته في تحمل الحقبة الأثرية في ظل مناخ أثري صعب، محمل بالمشاكل، تعامل معها بفكر حضاري وعصري مختلف لإيجاد حلول تعمل على فتح مجالات أخرى تنعش الوضع المادي للأثريين.
مثل إعطاء تصريح بالتصوير في الأماكن الأثرية بحساب اليوم وليس الساعة، وغيرها من الفروع الصغيرة التي تُسهم في جلب العائد المادي للوزارة، و رغم وجود سلبيات كثيرة، وكثير من الاثام التي تُكتب في عهدة، إلا أنّه يبذل جهدًا كبيرًا للنهوض بالآثار والاثريين.
ونتمنى كما أطلق على عام 2017 عام الاكتشافات الأثرية، أنّ يطلق في أحد تصريحاته أنّ هذا العام هو عام القضاء على الفساد في وزارة الآثار.
وحسب تصريحات خبراء السياحيين والأثاريين أنّ السياحه والآثار لهما دور هام وقوي في دعم الإقتصاد ومنها توفير العملات الأجنبية، فالآثار عنصر أساسي ورئيسي في تنمية السياحه، وليست موروث الأجداد فقط، فهي إحدى طرق توفير الدخل القومي لمصر، ووضع مصر كدولة لها حضارة وعراقه ومكانه بين الأمم المتقدمة.
ولابد من طرح الملف الثقافي والوعي الكامل عن ماهية الآثار، لكي تضمحل فكرة أنها أصنام وتدل على الكفر والعبث كما يفعل ويقول أهل الجهل والشر بالآثار العربيه والمصرية، والنفخ في النافور بأن الآثار من أهم المصادر التي تلعب دور حي في التبادل التجاري والتصدير ومن هنا تعرف الحضارات بعضها، وهذا ما سجله “معبد حتشبسوت” بالبر الغربي بالأقصر، لذا يجب تطوير أي مجال تجاري أو اقتصادي ليحقق البقاء والإزدهار الذى نحبوا إليه.
والآثار قوة مصر الناعمه، التي أكد خبرائنا أنها قابلة للتطوير ولا تتوقف عن كونها اّثر حجري فقط، كما يحدث الآن، وتقوم به الدولة في تتطوير طريق الكباش الذي يربط بين معبدي الأقصر و الكرنك، وهذا اهتمام كبير من قبل الدولة بالعديد من المجالات رغم صعوبة الوضع الإقتصادي والمادي.
ولكنها حرصت على الإهتمام بالجانب الثقافي من خلال إقامة الإحتفال العالمي بـ”أوبرا عايدة”، وهو الحدث الذي كاد أنّ يتلاشى، ولكن بفضل الجهود المبذولة ومحاوله تذليل العقبات لإعطاء الجانب الثقافي والفكري مجالاً كبيرًا والعمل بمنتهى الحزم والجدية، لإنهاء “طريق الكباش”، قبل الإحتفال بـ”أوبرا عايدة” العالمي، هذا المشروع الذي لا يقل أهمية عن “قناة السويس الجديدة”، في العائد الإقتصادي وإن كان أعلى، حيث يعمل على رواج عالمي لمن أتوا مصر من قبل، لرؤية المنظر بعد التطوير.
حيث يعمل على جذب المزيد والمزيد من زوار العالم المهتمين بهذا الحدث، خاصة في وضع بلد تحاول النهوض ومحاربة التخلف والإرهاب بسلاح تقويم الجانب الثقافي، وتؤكد للعالم أنها ماضية نحو التقدم، والإرهاب لا يعوقها بل تزدهر اقتصاديًا وتهتم بكافه المجالات في اّن واحد، وتقديم صورة مصر للعالم، وتعيد النظرة الجمالية لمصر بثوبها الثقافي التاريخي، من خلال هذا الصرح الفني الحضاري الجميل، في الوقت الذي يقوم فيه الإرهاب بتحطيم كُل القيم الفنية والجمالية.
بقلم| سلمى حسن