مقالات وآراء

فيروس كورونا.. الواقع والمعطيات

شهد العالم في الأشهر الخمسة الماضية جائحة تكاد أن تكون غير مسبوقة في قساوتها على البشر فاجتاحت كل شيء، الإنسان والإقتصاد والموارد والأفكار والأحلام والتطلعات.

وبات الإحباط والقلق يتسيد على أفكار الناس، فإذا أصيب أحد من أقاربهم أو ذويهم ظنوا أنه سيرحل بسبب قوة الفيروس وضراوته، وليس للناس غير الدعاء والتضرع لله تعالى بأن يكتب الشفاء لمريضهم ويرفع البلاء عن الأمة بأجمعها.

وظهرت عبر الإعلام ووسائل التواصل أفلام كثيرةً وأحاديث متنوعة من ذوي الاختصاص أو غيرهم تتضمن إرشادات وتوجيهات بشأن الوقاية من المرض أو تجنب الانصياع لسطوته.

أو بشائر اكتشاف عقار لهذا الداء في هذه الدولة أو تلك، أو أن الظروف الجوية والمناخية ستؤثر على الفيروس وتبيده.

لا سيما والعالم يدخل في فصل الصيف والجميع يعلم أن درجات الحرارة في بعض البلدان تكاد تصل إلى أكثر من 55 درجة مئوية.

الواقع والمعطيات يشيران عكس ذلك تماماً فمازال المرض ينتشر ويبسط نفوذه بقوة على الناس وتتزايد نسب الوفيات والإصابات.

وكلما ودعنا قريباً أو صديقاً وقبل إنتهاء أيام مأتمه يصلنا خبر بفقدان عزيز آخر وكأننا نعيش حرب جرثومية امتدت ساحتها لكل دول العالم.

نعم إنها حرب من طراز خاص لكن هذه الحرب خلت من كفة الخاسر والمنتصر فجميع الدول وشعوبها خاضت وتخوض المعركة وكلها بحكم المنكسرة والمندحرة أمام قياصرة كورونا وجيشوها ولأسباب معروفة تشهد لها العيان.

جائحة كورونا لعام 2020 تفردت بتجربتها التي فاجأت العالم بأسره حكومات وشعوب وإدارات ومؤسسات وشركات ومصارف ومصانع وقطاعات آخرى.

وربما ستلازمنا فترة ليست بالقصيرة وقد نعتاد على طقوسها وما فرضته علينا من إجراءات واحترازات إلزامية وغير إلزامية.

لكنها يمكن أن نقول إنها تجربة فريدة لم يألفها الناس من قبل وقد بدأت الناس تتطبع على معطياتها وما أن تتنصر الشعوب على هذه الجائحة ربما سيكون الأمر أقل وطأةً.

في استقبال الخطر القادم وكما تشير التقارير والأخبار أن العالم سيواجه وباءً جديداً قادماً من الصين والمتخصصة كعادتها بالفيروسات الوبائية وهو (الطاعون الدملي).

وهذا خطر مميت آخر وكما يطلق عليه (الموت الأسود)، وتجدر الإشارة إلى أن الطاعون الجديد ينتج عن أكل حيوان اسمه (المرموط).

ندعو الله تعالى أن يبعدنا وإياكم عن كورونا وما بعدها وما قبلها ويجنبكم كل داء أو مرض ويحميكم من كل سوء أو مكروه، (إنَّ رِّبي قَريبٌ مجيبٌ) هود 61، إنه سميع الدعاء.

فيروس كورونا .. الواقع والمعطيات

كاظم الوحيد العنزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى