مقالات وآراء

هادية عبدالفتاح تكتب.. غشاء البكارة صمام الأمان

في أقل من أسبوعين، حادثتين مرعبين بالنسبة لي الأولى، اغتصاب طفلة عمرها سنه و8 شهور (طفلة البامبرز)، والثانية، قتل أم لابنتها لشكها في سلوكها.

صدى الحادثتين إعلاميا، كان على غشاء البكارة، ففي الحاله الأولى؛ حاله غريبة من التأكيد ليل نهار من خلال وسائل الإعلام، أن غشاء بكارة الطفلة هيلتئم  عند بلوغها، وكأن هي دي المصيبة في الموضوع، “إنها تفقد غشاء البكارة بعد اغتصابها”، وكأن غشاء البكارة هو صمام الأمان للحياة.

الحالة الثانية، خبر قتل أم لابنتها – «أم تقتل ابنتها لأنها شكت في سلوكها وكشفت عليها ووجدت إنها فقدت عذريتها، والأم سلمت نفسها وقالت شرفنا غالب»، بفكر كثيرًا هل العذرية هي صمام الأمان للحياة، وما هو الشرف، ولماذا الشرف مرتبط بالأنثى فقط ولا يرتبط بالرجل؟

ولما كان غشاء البكارة «العذرية» هو دليل شرف البنت، فهنا السؤال الوجودي، ما هو دليل شرف الولد، وهل نفس الأم التي قتلت ابنتها لفقدها عذريتها هل لو كان عندها ولد وشكت فيه واكتشتفت إقامتة لعلاقة جنسية، هل كانت ستقتلة، هل كانت هتعتبر إن ده شرف وراح، وإن الشرف غالي زي ما قالت على ابنتها.

الحقيقة أنا لم استطيع أن امنع نفسي عن تخيل نفس الأم، تدخل بيتها فتجد إبنها مع بنت في السرير عاريان تمامًا يمارسون علاقة جنسية، فاتخيلها تصرخ فقط، وتطرد البنت ولا تفعل غير إنها توبخه بكلمتين.

لكن لن تقتله، ولن تكشف على عذريتة كما فعلت مع ابنتها، ولن تقول الشرف غالي، هنا ستعتبر أن من العادي أن يعبر ابنها عن رغبتة الجنسية، لكن البنت لا فلا يتقبل أحد أن البنت تملك أي رغبة جنسية، وده طول الوقت بنشوفه في تناقض في أمثلة مثل، لو أم شافت إبنها بيشوف فيلم إباحي هيكون ايه رد فعلها، ولو شافت بنتها بتشوف فيلم إباحي هيكون ايه رد فعلها.

لماذا تقتل أم ابنتها ضناها، وهل الغشاء أهم من أن ابنتها تُكمل حياتها، وفرضا على اعتبار الغشاء ده أهم شئ في الكون وفقدانه هو جريمة (على افتراض ذلك)، لماذا تقتل البنت، ومدورتش الأم على اللى افقد ابنتها عذريتها، ما هو كان في طرف ثاني، طرف عارف أهمية ده لبنت في مجتمعنا، ورغم ذلك افقدها عذريتها، طب ليه مسعتش إنها تعرف هو مين وتجوزهم مثلًا، ولا حتى تقتلته، مش تقتل بنتها، ولا هنا البنت هي اللى لازم تحاسب بس والرجل لا!.

لماذا تتحمل البنات عبء غشاء البكارة، وتتحمل وحدها نتيجه فقدانه! وأين بكارة الرجل التي عندما يفقدها يتم قتله! ولماذا تم ربط الشرف بغشاء بكارة! ولماذا يُعبر غشاء البكارة عن العذرية؟

لماذا لايوجد دليل على عذرية الرجل وشرفه! وما هي العذرية! ولماذا يتغاضى الأهل عن علاقات ابنهم ويعتبروا أي علاقة لابنتهم هي كارثة؟

ولماذا تعتبر علاقات الشباب هي دليل على الرجولة، لكن للبنت هى دليل على الانحلال الأخلاقي وضياع الشرف، فما هو الشرف؟

وهل الشرفيات هن الذين يقومون بعلاقات جنسية مع الحفاظ على وجود غشاء البكارة، وهل الشرف أن يقوم الشاب بعلاقات جنسية لأنه رجل ومعندوش غشاء بكارة ومبيتخافش عليه، وما هي الإجابة المثلى عن معنى الشرف؟

وهل الطفلة التي تم اغتصابها هيفرق في مسار حياتها وجود الغشاء من عدمه، وهل لو الغشاء ملتئمش عند سن البلوغ، هيقتلوها ولا ايه؟

وهل الغشاء هو صمام الأمان عشان نعرف نكمل حياتنا، وفي حالة تم فقدانه لأي سبب فهو تذكرة الذهاب إلى الأخرة بدون عودة.

إلى متى سيتم التعامل مع البنات على إنهم وحدهم يملكون شرف مقتصر في غشاء بكارة، وإلى متى؟

غشاء البكارة صمام الأمان

بقلم| هادية عبدالفتاح

كاتبة وناشطة نسوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى