مقالات وآراء

في ذكرى العاشر من رمضان.. إدارة روح النصر لمواجهة الفكر المتطرف

أسطورة النصر في حرب أكتوبر تمت من خلال نظرة سياسية مُحنكة ووضع رؤية استراتيجية مستقبله دعمتها اتحاد الكتلة العربية وقوى الشعب بجميع أطيافها التي جمعها هدف واحد هو استرداد الكرامة العربية لا المصرية فقط.

وتم اتخاذ القرار الذي قلب موازين الإسطورة الإسرائيلية في سيطرتها على الدول العربية عسكريًا، فشاءت الأقدار أن تكون إبادتها على يد إتحاد القوى العربية وخاصةً بعد أن أصبح مصير وجود إسرائيل في ذلك الحين على المحك.

بعد إهتزاز الثقة في الخبراء العسكريين وإدعائهم أن خط بارليف يقع ضمن سلسلة التحصينات التي لايمكن اختراقها، وعبقرية خبراء الإستراتيجية العسكرية والذي هزمه شاب في مقتبل العمر.

وأدى الإستياء وخيبة الأمل في الحكومة الإسرائيلية بعد الحرب إلى حل حكومة “جولدا مائير”، وفي 24 أكتوبر تدخل مجلس الأمن وتم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر، يقضي بإنسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي احتلتها غرب قناة السويس وغيرها من الأراضي في الجولان.

أطلق البعض منهم على شهر أكتوبر (الشهر الأسود)، وأقسم البعض أن نهاية الدولة المصرية ستكون في هذا الشهر وكان ردنا عليهم قول الله تعالي (أن ينصركم الله فلا غالب لكم).

ولا نغفل الدور الريادي للإعلام المصري الذي سخر قوته للدعم النفسي للجنود في الميدان والشعب، وكان له آثر عظيم على تلاحم سلوك المجتمع المصري.

رغم سوء الأحوال الإقتصادية وقتها ونقص السلع التموينية الأساسية وإنخفاض الدخل، فضلًا عن استخدامها لأدوات سابقة لعصرها تضاهي الرؤيه السياسية وقتها.

ومع بداية حرب أكتوبر قام الاعلام بنشر صورة حقيقية لما يدور على أرض المعركة بواسطة المراسلين الحربيين والتعامل بمبدأ (الحيطة والحذر)، خاصةً مع الإنتصارات والخسائر والرأي العام الخارجي لتوضيح أن الحرب من أجل تغير المفاهيم التي تعمدت إسرائيل الثرثرة بها والقوة العسكرية التي لاتُهزم أبدًا.

وكذا وسائل الإعلام العالمية التي كانت أراؤها في انحياز تام للجانب الإسرائيلي، وكأن هذه الحرب كانت تمهد للسلام الداخلي بين طوائف الشعب المختلفة وأيضًا دعم مصر دوليًا، وعادت كنانة الله لتشرق من جديد.

وحرصًا من الرئيس السادات رحمه الله، على أرواح ولاده كما كان يطلق عليهم والتي ارتوت أرض الكنانة بدمائهم قام من وهو في موقع المنتصر بتهيئة إسرائيل للسلام والإستقرار في المنطقة والإتجاه إلى التنمية الإقتصادية للدولة المصرية.

أتمنى أن نسترد روح أكتوبر، لتتحد مع النوايا الصادقة لمواجهة العدو الأكثر خطرًا من إسرائيل هو (الفكر المتطرف)، الملوث بالمصالح متعددة الأطراف بأدواتها البعيدة كل البعد عن الدين والمنطق والإنسانية.

بقلم|هبه مصطفى محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى