فن وثقافة

جورج الراسي.. مسيرة غنائية قصيرة حافلة بالتميز ستظل باقية

أقيم حفل غنائي صاخب في بلدنا الشقيق سوريا، للنجم الشاب المطرب جورج الراسي سوبر استار العرب، صاحب الحنجرة الذهبية والشخصية الجذابة والتاريخ الملئ بالحفلات والنجاجات المتتالية في الوطن العربي.

أحيا الحفل المطرب الشاب بكل حيوية ونجومية ونشاط. حيث لفت انتباه الجميع إلى صوته الذهبي الجميل بأغانية المميزة. التي تأثر بها الجمهور السوري المتعطش للطرب الأصيل، فكان يردد معه أغانيه.

يُمثل النجم الشاب جورج الراسي جيل الشباب ولكن في طياته أغاني الطرب، الفن الأصيل. بعيدًا عن ضجيج أغاني المهرجانات وغيرها.

المطرب جورج الراسي

بعد أن أحيا “الراسي” الحفل واستمتع الجمهور معه، أخذ سيارته وسافر على لبنان، فجر 27 أغسطس 2022. وكانت في صحبته مديرة أعماله، وكما قيل من سيرتبط بها وسيتزوجها قريبا.

عند الحدود اللبنانية السورية، قبل المركز العام الأمني للبنان. إصطدمت سيارة النجم جورج الراسي في خرسانة حديدية في منتصف الطريق.

اصطدمت سيارة المطرب التي يقال إنها سيارة ماركة عادية، وما يلفت الانتباه أنه يقودها بنفسه رغم عدم حصوله على قدر من النوم الكافي، بسبب استعدادها لحفلته الغنائية.

تفاجئ من كان على الطريق بقوة اصطدام السيارة بهذه الخرسانة الطويلة في منتصف الطريق، وهرولوا محاولين إخراج المطرب وزميلته.

ولكن باءت محاولتهم بالفشل إذ استمروا حوالي 40 دقيقة في إخرجهما من السيارة، لصعوبة وهول الحادثة، لتفارق أنفاسه الحياة، ويغلق صفحة النجومية والشهرة إلى الأبد.

إقرأ المزيد| أسرار في حياة النجم الراحل نور الشريف

السيرة الذاتية للفنان جورج الراسي

نعود سويا إلى الوراء حينما ولد الفنان جورج الراسي في لبنان 1982. لأب لبناني وأم سوريه، والده خليل الراسي عازف عود مشهور في لبنان، فتربي جورح في أسرة فنية.

في عمر السادس عشر بدأ أولى خطواته في عالم الغناء، إلى أن تدرب على يد أكثر من ملحن. وهو اسمه الحقيقي عثمان خليل الراسي.

اطلقوا عليه جورج الراسي نظرًا لتشابه صوته الكبير مع النجم العربي جورج وسوف.

له أكثر من البوم غنائي ناجح منهم، “حمد الله على السلامة”، “سهر الليالي”. ومن أشهر أغانيه، “أنت الحب”، “قلبي مات”، و”جاي تعتذر“.

له أخوه نجوم منهم، نادين الراسي، ممثلة، وآخرين. تزوج مرتين الأولى كان الزواج بعيدًا عن الجمهور، حيث تزوج مهندسة ولكن حدث انفصال بعد وقت قصير.

الزوجة الثانية كانت جويل حاتم ملكة جمال لبنان، وانجب ابنه الوحيد جو الذي ارتبط به ارتباطا وثيقا، كما أكد في لقاءات إعلامية، أنه تغير من أجل ابنه وأصبح أكثر نضجا، وترك التهور من أجل أن يصبح مثل أعلى له.

أكدت الممثلة نادين الراسي، أن أخيها اعتاد الذهاب إلى ابنه يوم السبت، ولذلك أصر على السفر يوم الحادث للقاء ابنه جو لكن القدر كان وضع كلمته العليا وأغلق صفحتة الفنية للأبد.

إخترنا لك قراءة| شهر ذي الحجة ويوم عرفة أيام معلومات

جنازة جورج الراسي

كثير من النجوم دفعوا أرواحهم ثمن شهرتهم، فالشهرة بحر من الممكن الغوص فيه والغرق إذا لم تتعلم أن تضع حدود لهذه الشهرة التي تمنح للفنان قيمة وقامة، وتضع قدماه على أول الطريق.

الشهرة لم تترك المطرب جورج الراسي في حاله، وقفت منذ ظهوره على ساحة الغناء تتناقل الأخبار من هنا وهناك، أحيانا شائعات وأقاويل، أنه أدمن المخدرات.

حيث ظهر في أكثر من حديث صحفي يؤكد على أنه يتمرن الرياضة طوال الأسبوع، فكيف له أن يصبح مدمن.

كما لم تتركه في علاقاته النسائية، حيث ظهرت الشائعات التي تؤكد حمل زوجته جويل حاتم قبل الزواج بشهرينـ ونفي ايضا ذلك.

في خلافاته مع زوجته جويل وحضانة الطفل جو، لم تتركه في حاله. فهكذا هي الشهرة لها ضريبة كبيرة لابد أن يدفع صاحبها ثمنها من حياته وعلاقاته.

بل لم تتركه في حاله حينما لم يتم إسعافه بعد الحادث البشع، وتركوه من أجل تصويره وهو في حالة إحتضار.

لم يشعروا بقدسية هذه المناظر التي تناولتها السوشيال ميديا. وهو يتحمل فوق صدره الضئيل الجزء الأمامي المهشم من السيارة على رأسه وصدره.

ما هذه البشاعة يتركوه لكي يتم تصويره وهو يموت. قذارة الشهرة والنجومية وصلت لحد اللهث وراء الأموال والأخبار والاشاعات.

نجوم لقوا مصرعهم

ولكن هذا ليس بجديد فقصص النجوم الذين لقوا مصرعهم في حوادث. ومدى تدخل الشهرة في تفاصيلهم الأخيرة موجودة منذ عشرات السنين، لا شئ جديد على مجتمعنا العربي.

صوروا أبشع ما يمكن تصويره وهو انهيار تام لأسرته، نادين وأختها وأمها وأقاربهم وأصدقائهم. وهم في حالة لايرثى لها من الحزن والبكاء والصراخ والإغماء.

قاموا بتصوير الصدمة في قلوب أسرته، فهم في حالة لايرثي لها من الحزن فلا يدركوا ما يفعلون. لم تكتفي الشهرة منه حتى في لحظات مقدسه لابد أن يكون لها قدسيتها.

لم يشعر كل من كان في جنازة المطرب جورج الراسي بما يفعله. كان الرقص والغناء على أغاني النجم الراحل ممزوجة بالبكاء والصراخ عليه. غير طقوس الرقص بالنعش، فلا أدري هذه من التقاليد، ولكن الصدمة هي التي جعلت أسرته تفعل ما فعلت.

هذا يجعلنا نلقي الضوء على وقف التصوير عند الأحداث الخارجة عن إرادة الإنسان. فالفنان مثله مثل الإنسان العادي. لكن الشهرة هي التي تجعل الآخرين يحاولوا السبق التصويري لهذه المشاهد المبكية.

لابد من وضع قوانين للسوشيال ميديا، وأن يكون هناك ما يسمى مشاهد ممنوعة من العرض. ليس كل شئ ممكن تصويره فأين حرمة الميت، والأماكن المقدسة؟

اليوم أصبح من العادي تصوير المقابر وعمل لقاءات مع أهالي المتوفي. ولم يعد هناك احترام لمثل هذه الأماكن التي من المفترض عدم التصوير فيها.

مات جورج الراسي مرتين بالخطأ والإهمال. ولم يعد هناك إجراء لقاء تلفزيوني معه لمعرفة أحدث ألبوماته الفنية، فهو بين يدي الله سبحانه وتعالى.

كتبه| رشا إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى