منارة الإسلام

تطبيق “جلب الحبيب” يربح مليون جنيه شهريًا.. يصطاد ضحاياه من “جروبات البنات”

مغامرة "بوابة القاهرة" لاختراق مراكز روحانية لـ السحر "أونلاين"

رغم إتاحة المراجع الدينية والعلمية بكل سهولة، وشن البرامج الدينية والتوعوية للتعريف بأساليب الدجالين المنافية للدين والقانون، إلا أن هناك الآلاف مازالوا يلهثون وراءهم لتحقيق أغراضهم، فاستغلى الدجالون التكنولوجيا عن طريق تدشين تطبيقات جلب الحبيب خلال دقائق وأيضًا فك السحر والأعمال لتكون سبيلهم للوصول إلى الزبون أونلاين.

ففي البداية وجدت محررة “بوابة القاهرة” أنه يتم وضع لينكات التطبيقات. من خلال التعليقات على البوستات التي تنشرها البنات في الجروبات الخاصة.

وهناك مجموعة “لجان” إلكترونية يبادرون بعرض تجاربهم عن حل مشكلاتهم مع خطيبها أو الزوج من خلال هذا التطبيق. وتترك اللينك الخاص به، وتكررت تلك العملية.

ولذلك، خاضت محررة “بوابة القاهرة” مغامرة لاختراق المراكز الروحانية لعلاج السحر “أونلاين”. للبحث عن تلك التطبيقات ولماذا يتم الترويج لها بأنها العصا السحرية لحل المشكلات.

تطبيق جلب الحبيب خلال دقائق

فكان التطبيق الأول جلب الحبيب يستخدمه 10 آلاف شخص. بمجرد تحميله يتم إدخالك مباشرة في محادثة عبر “واتساب” مع مولانا العابد -كما يلقب نفسه.

وبعد ذلك، يتم إرسال رساله له عن المشكلة التي أبحث عن حل لها. وتم صياغة مشكلة تتعلق بامرأة مطلقة تريد أن يرجع لها زوجها.

وبمجرد مرور يومين تواصل مع المحررة سكرتير الشيخ الذي أكد أنه لا يستطيع الرد بسبب كثرة المشكلات. ويمكن ترك بياناتي وتفاصيل أدق عن المشكلة أو الحضور لمقر المركز الروحاني بأسيوط.

وبعد عدة أيام تواصلت المحررة مع السكرتير، للإلحاح عليه بتسريع دورها بمقابل مادي، على أن يتم حل المشكلة تليفونيًا.

وبالفعل قدم لها حلًا أن ترسل مبلغ 500 جنيهًا عبر محفظة فودافون كاش، وإرسال مندوب للمركز بجزء من ملابس الزوج.

ولكن حاولت المحررة مضاعفة المبلغ على أن يتم إعادة زوجها بدون إرسال ملابسة. فطلب منها إرسال صورة تجمعهما، وتقرأ بعض آيات القرآن يرسلها لها فور تحويل المبلغ.

ويشبهه تطبيق جلب الحبيب خلال دقائق 5 تطبيقات أخرى يحملون نفس الأسم. يعتمدون على التواصل هاتفيًا ومنهم، مراكز بشبين الكوم المنوفية، وأبو زعبل، وأخر بدمياط.

قد يعجبك قراءة: أعراض الحسد النفسية والجسدية

تطبيق فك السحر

وأعلن تطبيق “فك السحر” عن قدرته على حل جميع المشكلات من خلال فك الأعمال، والخطوة الأولى على التطبيق اجتياز اختبار “هل أنت مسحور؟”.

وبعد الحصول على نتيجة الاختبار، يتم التواصل تليفونيًا لتحديد حل المشكلة، إما عن طريق مسح صورة للكف وتكلفتها 5 آلاف جنيه.

وذلك، لأن من خلالها يتم فك السحر وتحدد اليد اليمنى للرجال بأنها تخص مشاكل الأسرة والعمل، واليسرى للمشاكل الحياتية والصحية وعلى العكس كف المرأة.

وتراوحت أسعار حل المشكلة على التطبيقات بين 500 إلى 10 آلاف جنيه، وركزت أغلبها على توفير إمكانية “تحكم الزوجة بزوجها” ووصلت إلى 7 آلاف جنيه.

واتصلت الجروبات بلينكات إعلانات عن مراكز روحانية بجميع محافظات مصر، تصل الجلسة الواحدة إلى 1000 جنيه، وتتبع تلك التطبيقات جروبات على الفيسبوك ومواقع عبر “جوجل” للترويج لها ومستلزمات تتعلق بعمل السحر يتم بيعها عبر المواقع بالدولار.

أعشاب تبدأ من 100 دولار.. وبخور وأحجار بـ 300 دولار

فتروج المواقع لأسعار “أعشاب” حسب تحديد الشيخ تبدأ من 100 دولار، وسعر الأحجار والبخور تبدأ من 300 دولار حسب عدد الجلسات والاستخدامات.

وبتتبع تلك الجروبات والمواقع تبين أنه ما لا يقل عن 50 إعلان عن مراكز روحانية، بالتواصل معهم تأكدنا أن أحدهم يقع في دسوق بكفر الشيخ ويديره شخص ينتحل صفة شيخ أزهري.

يديرها “مافيا” فك الأعمال بالقرى.. وينتحلون صفة مشايخ الأزهر للمصداقية 

وأضاف هذا الشخص في خانة التعريف به أنه عضو مشيخة الأزهر الشريف والمعتمد منها للعلاجات بالرقية الشرعية والقرآن، وعضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.

وبالتواصل مع المركز أكد أنه بأسبقية الحجز وسيتم التواصل مرة أخرى، ولم يأتي منهم أي اتصال بسبب زيادة الأعداد.

ونفى نظير محمد محمد نظير، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن ينتمى للأزهر مثل تلك النماذج، وهناك العديد من الدجالين الذين ينتحلون صفة أزهريين لإضفاء المصداقية، ولكنه نصح الناس أن تقوم بعمل بلاغات لكل مدعي الدين ومحاربة الجهل والسحر.

وعلق الخبير التكنولوجي محمد حسن، أن تلك التطبيقات ما هي إلا وسيلة لتحقيق الأرباح. من قبل “مافيا” فك الأعمال” بعد مواجهة الشرطة لهم. عن طريق الإعلانات والمستخدمين لها.

وأضاف الخبير التكنولوجي. فإذا كان التطبيق الواحد يستخدمه 10 آلاف شخص ويتبع جروب يضم على الأقل نصف مليون شخص. ويتم التفاعل عليهما يوميًا من خلال الإعلانات والتعليقات والفيديوهات. فأرباح التطبيق الواحد على الأقل مليون جنيهًا شهريًا.

واستطرد أن غياب الرقابة على المحتوى على الإنترنت هو ما فتح “بالوعة” الجهل ومدعي الدين. ليلعبوا بعقول الشباب ويجذبونهم من أكثر مكان يجتمعون عليه وهو السوشيال ميديا.

وأشار “حسن” إلى أن أسلوب الترويج والتسويق لتلك المواقع والتطبيقات يدل أن من يديرها شبكات متخصصة كاملة. تعلم ضحاياها وكيفية اصطيادها، ويجب أن يتم تحرك من الدولة ضدهم والقبض عليهم.

كتبه| أسماء عبد القادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى