مقالات وآراء

الاكتئاب ومرض العزلة

إن الاكتئاب ومرض العزلة هم أول وأشرس عدو يُصيب الإنسان ويدفعه إلى العزلة والحزن، والبعد عن الناس والحياة والعيش في حالة كئيبة، يفقد من خلالها مُتع الحياة والشعور بالسعادة، فتتحول حياته إلى جحيم.

هناك عدة أنواع من الاكتئاب تُصيب الإنسان منها، الاكتئاب الشديد، وهي الحالة التي تتوفر لك كل حاجة ولكن تشعرُ بأنك غير سعيد ولست راغب في الحياة، ويصبح لديك نوع من عدم التركيز والانتباه، وتشعر بأن شيئاً ناقص وليس لك رغبة في السعادة على الرغم من توافر أشياء لديك يحلم بها الكثير.

وهناك أنواع أخرى أقل ضرر وهي، إكتئاب المواقف عندما تتعرض لموقف في حياتك يجعلك تعيش حالة من الحزن والتفكير والشعور بالاكتئاب مثل ،بعض التريقة على منظرك أو فقدان شخص عزيز عليك.

وهناك نوع ثالث من الاكتئاب وهو إكتئاب مُستمر، وقد لا تعلم أنك تعيش في حالة أكتئاب حيث تفقد فيه الرغبة فى الحياة والرغبة في السعي لانجاز الأعمال والتخطيط للمستقبل والكفاح من أجل بناء حياة أفضل، لذلك يجب علينا جميعاً أن نعلم حقيقة مهمة جداً وهي، إنه لا يوجد شخص على وجه الأرض لم يتعرض لمواقف حزينة أو صعوبات في حياته.

فلا تعتقد أنك الوحيد الذي تواجه تلك العقبات والصعوبات في الحياة، وعليك أن تتخلص من الصوت الداخلي الذي بداخلك ويصيبك باليأس دائماً، وأعلم أنك أنت الوحيد القادر على هزيمة عدوك طالما عرفته وأصبح وأضح أمامك من خلال العزيمة والإصرار على الانتصار.

فكيف تريد أن تنتصر على الآخرين وأنت لم تستطيع أن تنتصر على نفسك، وأعلم أن المهزوم من هزمته نفسه قبل أن يهزمه الآخرين، فهل ستستسلم لعدوك أم تحاول أن تنتصر عليه من خلال خروجك من حالات الحزن والإحباط، وأن يكون لديك الأصرار للتخلص من تلك الحالة.

إن الحياة جميلة وتستحق أن ننعم بها وأن نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، فمن يدخل في الحزن فهو بالتأكيد بعيد عن الله، لآن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الفتح “هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايماناً”، فعليك أن تلجأ إلى الله في كافة أمورك.

وأن تتوكل على الله وتدعو له أن يُخرجك من حالة الضيق إلى حالة الفرح والسعادة، وأعلم أن الله يساعدك طالما لجأت إليه ورفعت يدك له وتدعوه أن يٌخلصك من هذا الشعور، فلا تجعل نفسك مٌحبط وضعيف بل قاوم وحاول وأخرج من الاكتئاب ومرض العزلة .

فأنت لست أول ولا أخر واحد في هذه الحياة يواجه الظروف الصعبة، فكل ما عليك يا صاحبي أن يكون بداخلك إيمان داخلي بأن الله سيقف بجانبك وأن تدعو بقلبك وتكون خاشعاً وتنام وكلك يقين أن الله سيحقق لك ما تتمناه.

ثق في نفسك وفي قدراتك، وثق إنك قادر أن تشكر الله بأنه أذهب عنك الحزن وأرجعك إلى حياتك الطبيعية لكي تعيش الحياة وتبتسم وتضحك مع أهلك وأصحابك وزملائك، فكل ماعليك هو القيام دائماً بالتحفيز لنفسك وتخيل شكل الحياة عندما تتخلص من تلك الحالة.

وحتى تعلم إنك لست الوحيد الذي يعاني ويواجه مشاكل فسوف أحكي لك قصة شخص مشهور الجميع يعرفه فأكيد سمعت وشاهدت “هارى بوتر” هل تعلم أن كاتبة هذه القصص الجميلة والتي حققت المليارات عانت من الاكتئاب إنها الروائية “جيه كيه رولينج”.

فهي قد أنفصلت عن زوجها ولم تكن تملك المال، وكانت تعيش على المساعدات، ولكن كان بداخلها دائماً حلم يراودها دائما كل ليلة، حتى حولت حياة الاكتئاب والتفكير في الانتحار إلى قصص في غاية الروعة، وأستطاعت أن تخرج من الأحباط وقلة المال إلى وفرة المال.

فكل شخص مننا بداخله أحلام وحكايات ودعوات يتمناها، فلماذا لا نحاول أن نحققها، فالموضوع يحتاج الصبر والإرادة والتحفيز، والخروج من حياة الاكتئاب ومرض العزلة إلى الحياة الطبيعية، والحديث إلى الأصدقاء، فلا تجلس وحيداً ومنعزل، وأدعوا ربك، وأن تكون قريب من الله ومن العبادات، وأن تدعو دائماً لله أن يُنصرك على نفسك.

وأعلم أن النفس أمارة بالسوء، فإذا استطعت أن تهزم نفسك فسوف تهزم أي شيئاً آخر مهما كان قوته، وأن أستسلمت لنفسك وأحزانك وجعلتها تهزمك فأعلم أنك ستظل ضعيف لن تستطيع أن تهزم أي عقوبات في حياتك، وستلعب بك الحياة كما تشاء، فكن صابراً وراضياً بقضاء الله وقدره وأنهض وعش الحياة بفصولها الأربعة.

بقلم| د. عماد عبد الحي الأطير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى